انفجرت أنابيب المياه بمنطقة الداوديات وبالضبط بالقرب من سوق الحي المحمدي بمراكش عصر يوم الجمعة الماضي، فانفجرت معها فضيحة وكارثة إنسانية من المرجح أن تظهر تداعياتها في الأيام القليلة المقبلة. فبينما كان ثلاثة عمال تابعين للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء «راديما» يقومون بحفر مسار لأحد الأنابيب المائية، شاءت الأقدار أن يكشف الخطأ غير المقصود لأحد العمال عن الماء غير الصالح للشرب، الذي يمر عبر الأنابيب المخصصة لتزويد ساكنة «الداوديات» و«ديور المساكين» بالماء. «المساء» عاينت الماء غير الصالح للشرب المتسرب من مسالك بلاستيكية، والروائح الكريهة التي كانت تنبعث من هذا الماء الذي «كنا نتأكد يوما بعد يوم، خصوصا خلال الأسبوع الجاري بأنه (يشير محمد أحد سكان المنطقة إلى الماء المتصاعد) غير صالح للشرب بالمرة». محمد السرادي، أحد سكان الداوديات، قال ل«المساء» إن الماء الذي تتزود به الساكنة، أصبحت تنبعث منه رائحة الواد. الحار، لكن الشكايات التي تقدم بها عدد من سكان المنطقة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، لم يسمعوا لها أي «صيت». وبتجزئة «السعادة» المحاذية للسوق التجاري «مرجان»، فوجئ السكان، وسط الأسبوع الجاري، بتغير لون المياه الصالحة للشرب التي تزود التجزئة السكنية الجديدة، وهو ما أكدته مصالح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش. كما تقدم سكان الحارة وحي الشرطة وزنقة محمد الملاخ وزنقة محجوب الرميزة بمراكش بشكاية إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بعد تغير مذاق مياه الشرب التي تصلهم عبر الصنابير. وأكد العديد من السكان أن رائحة كريهة تنبعث من المياه التي يستفيد منها آلاف السكان، الأمر الذي حدا ببعضهم إلى العزم على خوض إضراب عن الطعام، في حالة عدم اتخاذ المصالح المعنية الإجراءات اللازمة، هذا في الوقت الذي لجأ فيه البعض إلى اقتناء قنينات الماء المعدني وتجنب استعمال المياه التي تزودهم بها الوكالة المستقلة للماء والكهرباء بمراكش. وأوضحت ممثلة عن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، في اتصال مع «المساء»، أن الوكالة استقبلت عددا من الشكايات التي تفيد انبعاث روائح كريهة من المياه الصالحة للشرب، بعدد من المناطق والأحياء المراكشية، كما عددتها «المساء»، مشيرا إلى أن الشكايات سُلِّمت للمختبر التابع للوكالة لإنجاز اختبارات دقيقة حول سلامة المياه بالمناطق المشار إليها. وحول النتائج التي أسفرت عنها التحليلات، رفضت المسؤولة التي كانت تعمل في إطار المداومة إعطاء أي معلومات إضافية عن نتائج المختبر.