كانت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة القنيطرة خلال ساعات صباح يوم الثلاثاء كافية لإغراق عدد من الأحياء والشوارع والمرافق في جل نواحي المدينة مسببة في تشريد عدد من الأسر واتلاف ممتلكات ومحتويات البيوت والبنى التحتية .ولم تنفع تدخلات الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء التي تحظى بالتدبير المفوض في قطاع التطهير السائل في الحد من خطورة الفيضانات التي اجتاحت معمل ستكزام في شمال المدينة والأحياء السكنية المحيطة به بمنطقة العصام ،كما غمرت المياه وسط المدينة ( المدينة القديمة )على مستوى ثانوية التقدم ،وفي غربها غرقت أحياء أزهرون ولوفالون في مياه الأمطار اضافة الى زنقة 206 بالمعمورة ،وبشرق المدينة اجتاحت السيول عدد ا من أحياء الساكنية ومدرسة فاطمة الفهرية ،وتعطلت حركة المرور عبر قنطرة سيدي علال البحرواي التي تعد الشريان الرئيسي الرابط بين الساكنية والمعمورة .وأتلفت الطريق الرئيسية التي تربط أحياء أولاد اوجيه بوسط المدينة عبر المغرب العربي والسويقة ما أوقف حركة المرور وعطل مصالح الساكنة بحيث تحولت كثير من مناطق عاصمة الغرب الى سيول جارفة عجزت الجهات المسؤولة عن احتوائها في بداية الأمر، والى جانب الوكالة التي بدت عاجزة عن التحكم في الوضعية بسبب كثرة التساقطات وقلة الإمكانيات التي جندتها (لاتملك سوى شاحنتين متخصصتين في التطهير) تدخلت المصالح البلدية لصرف المياه في مدرسة فاطمة الفهرية وفي منطقة العصام وفي نواحي أخرى ،في حين كان من الصعب التدخل في حي لوفالون الحي الذي شهد كارثة سقوط عمارة المنال.. وحسب مصدرمسؤول فان الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء رفضت التدخل في سوق الجملة وفي عدد من الأحياء التي اجتاحتها المياه بمبرر ان اختصاصها هو معالجة التطهير في الشوارع والأماكن العامة وليس البيوت والمؤسسات والمرافق الإجتماعية والإقتصادية ، كما سجل غياب التنسيق بين بعض المصالح خصوصا بين مجلس الجماعة ومصلحة الوقاية المدنية .. ووصفت جهة مسؤولة عمل الوكالة بأنه مشوب بالتقصير في مواجهة آفة الفيضانات بالنظر الى عدم توفرها على الوسائل اللوجستية الكافية كما أنها لم تتخذ الإحتياطات مبكرا بحيث لم تقم بتنظيف قنوات الصرف في وقت الجفاف بالشكل المطلوب ..ويتضح من خلال ماحصل أثناء هذا اليوم ان التعاقد مع الوكالة بخصوص التطهير منذ ثلاث سنوات لم يسفر على النتائج المرجوة، فتجديد قنوات صرف المياه شمل الطرقات الرئيسية ولم يمتد الى احياء المدينة التي تتوفر على قنوات متهالكة ليس فقط بسبب تقادمها نتيجة عامل الزمن بل أيضا لكونها وضعت بشكل مغشوش في غياب مراقبة فعالة أثناء إنشاء التجهيزات السكنية . ان التحول الملاحظ في المناخ والذي غدا يتميز بكثرة التساقطات وتهاطلها في ظرف وجيز مدعاة الى بذل مزيد من الجهود لتقوية شبكة صرف المياه حتى يتم تفادي الأضرار التي تلحق الساكنة وتجنب الخسائر التي تصيب الطرقات والمرافق جراء السيول..