تفجر موضوع استعمال مادة الأمينت (الحرير الصخري)، المحظورة في العديد من الدول، مرة أخرى بالمغرب، إثر ندوة صحفية عقدها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة أول أمس الثلاثاء للتأكيد على أن استعمال القنوات المصنوعة من هذه المادة لا يشكل أي خطر على جودة الماء الشروب، ومن ثم الصحة العامة للمستهلكين، وعزز مسؤولو المؤسستين ما ذهبوا إليه بآراء استشارية لمنظمة الصحة العالمية بهذا الشأن. وقد جاءت هذه التطمينات على خلفية المخاوف التي أثارها تثبيت قنوات من المادة المذكورة لتجديد شبكة التزويد بالماء الصالح للشرب في المدينة المذكورة. وكان الفريق الكونفدرالي بمجلس المستشارين قد أثار في بداية السنة الحالية موضوع استعمال الأمينت داخل المقاولات، وانعكاسات ذلك على صحة العمال. وقد كان رد وزير التشغيل والتضامن والتكوين المهني مصطفى المنصوري آنذاك على السؤال بأن استعمال هذه المادة ليست ممنوعا كليا بالمغرب بناء على المرسوم رقم 975982 الصادر في 23 يناير ,2003 والمتعلق بوقاية العمال المعرضين لغبار هذه المادة، مشيرا إلى أن المادة 4 من المرسوم تمنع استخدام مادة الحرير الصخري بجميع أشكاله في أشغال الرش بهذا المكون. ورغم هذه التطمينات الصادرة عن المسؤولين المغاربة، فإن استعمال مادة الأمينت ما يزال يثير العديد من المخاوف، في ظل ارتفاع أصوات دولية تحذر من خطورة هذه المادة على الصحة العامة، وتدعو في الآن ذاته إلى اعتماد بدائل أخرى لها. وفي هذا السياق ذاته، نبهت دراسة أمريكية حديثة إلى أن عشرة ألف أمريكي يموتون سنويا بسبب أمراض متعلقة بمادة (الحرير الصخري)، مشيرة إلى أن هذا الرقم قد يرتفع ليتحول إلى كارثة صحية. وأفاد موقع الجزيرة نيت الإلكتروني بأن الدراسة، التي أعدتها مجموعة عمل بيئية، كشفت أنه خلال الأعوام العشرة المقبلة سيموت أكثر من 100 ألف في الولاياتالمتحدة بسبب أربعة أمراض تتعلق بالحرير الصخري، وهي ورم الطلائية الوسطى والأسبستية، وسرطان الرئة وسرطان المعدة والأمعاء. وقد اعتمدت هذه المجموعة في دراستها، حسب المصدر ذاته، على بيانات حكومية عن الوفيات المتعلقة بالحرير الصخري خلال 25 عاما، كما أوصت المجموعة بإصدار حظر فوري على الحرير الصخري، وتقديم مساعدة عادلة لضحايا التعرض له. المنظمة العربية للتنمية الصناعية، من جهتها، لفتت الانتباه إلى الآثار السلبية لألياف الحرير الصخري على الصحة العامة، بفعل قدرتها الكبيرة على اختراق أنسجة الجسم الحية، داعية في دراسة لها حول البدائل السليمة لاستعمال الحرير الصخري إلى اعتماد أربعة ألياف بديلة وهي: الألياف الزجاجية النسيجية، والصوف المعدني، والألياف المعدنية الصناعية غير المبلورة أو المبلورة جزئيا، والألياف الخاصة بالتصميم المصنوعة أساسا من الزجاج من الزجاج. وقالت الدراسة، حسب مصادر إعلامية عربية، إن استنشاق الحرير الصخري الذي هو عبارة عن مجموعة من المعادن الطبيعية المحتوية على سلاسل طويلة من السيليكون والأكسجين تظهر على شكل حزمات من الألياف الدقيقة تسمح بترسبها على المجاري المائية والحويصلات الرئوية، مما يؤدي إلى الإصابة بالشحار وسرطان الرئة، وأنواع أخرى من السرطان. وتشير الهيئة السعودية العربية للمواصفات من جانبها، إلى أن أنابيب الحرير الصخري الإسمنتي، ووصلاتها لتصريف المجاري والمياه مواصفة موقوف العمل بها تبعا للتصنيف الدولي للمواصفات (ICS). وإلى حدود كتابة هذا المقال لم تتوصل التجديد بأي رد عن أسئلة في الموضوع وجهتها الجريدة إلى مسؤولين بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، رغم وعدهم بإرسال بلاغ للمكتب في هذا الشأن. يشار إلى أن حوالي 65 % من شبكة التزويد بالماء الشروب على المستوى الوطني عبارة عن قنوات من الأمنيت، في حين تحظر السعودية على سبيل المثال استعمال هذه المادة لتأكدها من تسبب مادة الأمنيت في الإصابة بأمراض السرطان . محمد أفزاز