الوقت متأخر جدا ، هبت مهرولة من السرير كالملسوعة ، و اتجهت صوبه .. كأنما هو في حلم ، كان يحلق في سماء منتداه ، متنقلا بين أركانه و زواياه ، و أنغام القمر الأحمر ترحل به بعيدا بعيدا .. في الزمن الجميل الذي أبت أيامه أن تعود !! لكزته بقوة ! ارتطم رأسه بشاشة الحاسوب ، فحفرت النظارتان ثقبين فوق أنفه !.. مضطربة ، و بعينين جاحظتين ، صرخت في وجهه قائلة : النقر على هذا الصندوق الملعون ليل نهار ، شغلك عنا و عن نفسك ، غدوت بمعيته شبه مجنون ! تضحك لوحدك ، و تعبس لوحدك ، و تشدو لوحدك ، و تثور لوحدك !.. ورود و هدايا ، و عبارات حب و امتنان ، و شعر كثير .. ممن كل هذا ؟! و لمن هو مُهدى ؟! ثم من هم أصحاب و صاحبات هذه الصور المتنكرة حينا ، و المبالغة في التجمل و الابتسام أحيانا أخرى ؟!! أفعال مراهقين !!.. اسمع ، لم أعد أقوى على التحمل ، إما أن تؤوب إلى رشدك ، كما في سابق عهدك ، و إما المحكمة !! ... ازدحمت الأفكار في رأسه .. توجه إلى سريره ، و هو لا يعرف بماذا يجيب !! إدريس الهراس / الفقيه بن صالح