أعطت السهرة الخاصة التي نظمت ليلة أمس الجمعة على بلاتو القناة الثانية الانطلاقة لحملة سيداكسيون لسنة 2010، من أجل المساهمة في الحد من انتشار داء السيدا عبر جميع أشكال التبرعات والتضامن المادي والمعنوي الكفيلة لوحدها بضمان العلاج والتكفل بضحايا هذا المرض من الحاملين لفيروس السيدا وبما يضع حدا لمعاناتهم المادية والنفسية. وتصادف حملة سيدا أكسيون لهذا العام، بشرى قد تكون سارة للعالم أجمع وليس لمرضى فقدان المناعة المكتسبة فقط، حيث تم الكشف أول أمس الخميس عن أول حالة شفاء تام من مرض السيدا، اعتبرت بحق اختراقا وصف ب «التاريخي» ، وإنجازا مجزيا لكل التضحيات التي يقوم بها مهنيو الصحة والأخصائيون والنشطاء الجمعويون بل ولكل الدول والحكومات والمجتمعات التي تعبأت بتبرعاتها ودعمها والتي لم ولن تذهب سدى، من أجل استئصال هذا الداء الذي يفتك بالإنسانية في جميع أرجاء المعمور. كل الاحترام للفريق الطبي!! وكان مريض أميركي يدعى تيموثي راي براون يبلغ من العمر 44 عاما قد عولج من مرض سرطان الدم (اللوكيميا) ومن مرض الإيدز بواسطة فريق طبي ألماني أميركي في برلين، الذي أقر بأن براون «شفي تماما من المرضين». فيما عنونت صحيفة «ستيرن» الألمانية على صفحتها الأولى ب «الرجل الذي هزم HIV، مشيرة إلى أن براون شفي تماما من الإيدز بفضل العلاجات التي تلقاها. واستخدم الفريق خلايا جذعية في معالجة براون.. ووصف مدير معهد الخلايا الجذعية في كلية الطب بجامعة هارفرد، د.ديفيد سكادن، حالة براون قائلا: «من كل التحليلات تبين أنه لا وجود لبقايا فيروس اتش. آي في (أي الفيروس المسبب للإيدز) وهذه نتيجة أكبر من آمالنا قبل ذلك». وقالت أستاذة الأمراض الفيروسية بجامعة ميامي مارغريت فيشل إن ما حدث هو إنجاز كبير. وأضافت فيشل التي عرفت بريادتها في مجال مكافحة انتشار فيروس الإيدز «إنه علاج وظيفي. ولكن الوقت لا يزال مبكرا لتعميمه على مرضى الإيدز بصفة عامة». وأضافت «إنه علاج راديكالي بأكثر مما ينبغي وآثاره الجانبية سيئة». وكان أعضاء الفريق الطبي المعالج الذي يرأسه البروفيسور الألماني جيرو هوتر في مركز تشاريتيه بكلية الطب بجامعة برلين قد طبقوا علاجا يعتمد على استخدام خلايا جذعية من شخص لديه جينة وراثية تحول دون استقبال جسمه لمرض الإيدز أي أنه محصن بصورة طبيعية ضد المرض وذلك لعلاج براون. مزيج من العقاقير القوية يكبح الفيروس! وأجريت عملية زرع النخاع العظمي للمريض المصاب بكل من فيروس (اتش.اي.في) وسرطان الدم (اللوكيميا) في عام 2007 من متبرع لديه طفرة جينية معروف أنها تمنح المرضى مناعة طبيعية من الفيروس. وقال توماس شنيدر من مستشفى برلين شاريت وزملاؤه إنه بعد نحو أربع سنوات من عملية الزرع، أصبح المريض خاليا من الفيروس، ولا يبدو أن الفيروس يختفي في أي مكان في جسمه. وكتبوا في دورية الدم الطبية «نتائجنا ترجح بقوة أنه تم تحقيق الشفاء التام من (اتش.اي.في) لدى هذا المريض».ويرفض باحثون متخصصون في الإيدز هذا التوجه بالنسبة للمرضى المصابين بفيروس (اتش.اي.في). وزرع نخاع عظمي هو آخر سبيل للعلاج لسرطانات مثل اللوكيميا. وهو يتطلب تدمير النخاع العظمي للمريض وهو عملية مروعة في حد ذاتها ثم زرع نخاع من متبرع له جهاز مناعة وفصيلة دم من نوع متقارب جدا. ويحتاج الأمر إلى أشهر للتعافي حتى ينمو النخاع المزروع ويتأقلم مع نظام المناعة بجسم المريض. وقال د.روبرت جالو من معهد الفيروسات البشرية في جامعة ماريلاند الذي ساعد في اكتشاف الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز «إنه ليس عمليا ويمكن أن يقتل الناس». وهناك 33 مليون شخص في العالم مصابون بفيروس الإيدز الذي قتل أكثر من 25 مليونا منذ ظهوره في الثمانينيات. ويمكن لمزيج من العقاقير القوية كبح الفيروس والإبقاء على المرضى في صحة جيدة ويقلل من فرصة إصابتهم للآخرين ولكن ليس هناك لقاح مضاد له.