الرهان على مساهمة المواطنين لمواجهة خطر زحف السيدا تحت شعار «توسيع الولوج للتحليلات الخاصة بالسيدا»، تنطلق يوم 6 دجنبر المقبل، حملة سيداكسيون المغرب 2010، في نسختها الثالثة، المنظمة من طرف جمعية محاربة السيدا، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وستستمر إلى غاية 31 دجنبر، فيما سيخصص يوم 17 دجنبر، من أجل القيام بعملية تحسيسية وطنية كبرى، لجمع التبرعات، من خلال تنظيم سهرة/ حفل، بمشاركة مجموعة من الشخصيات المنتمية لعالم الفن، الرياضة، الصحافة والمجتمع المدني..، ستستمر لمدة ثلاث ساعات ونصف، وستنقل فقراتها مباشرة على القناة الثانية2M الأرضية والفضائية، مع برمجة خاصة على القناة الأولى وقناة المغربية، لمرافقة حملة سيداكسيون 2010، بالإضافة إلى عدة برامج خاصة عبر المحطات الإذاعية الوطنية والجهوية. وأوضحت البروفيسور حكيمة حميش، رئيسة الجمعية، في لقاء صحافي عقدته بالدار البيضاء مساء يوم الخميس الماضي، للإعلان عن النسخة الثالثة لحملة سيداكيون، بحضور العديد من الشركاء وفعاليات مختلفة، أن هذه الحملة تهدف أساسا، إلى جمع التبرعات، حتى تتمكن الجمعية وباقي الإطارات العاملة في مجال الوقاية والتكفل النفسي والاجتماعي والطبي بالأشخاص حاملي الفيروس، من الاستمرار في تقديم خدماتها لهؤلاء الأشخاص وتحسين جودة التكفل بهم، من جهة، واستمرار الشراكة مع وزارة الصحة في تأمين الولوج للعلاج للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس السيدا، من جهة أخرى. وعن موضوع شعار هذه الحملة، قالت حميش، إنه يهدف إلى تشجيع المواطنين من أجل القيام بتحليلات تشخيص الإصابة بفيروس السيدا VIH،لأن هناك حوالي 30 ألف شخص ببلادنا، يحملون الفيروس ويجهلون ذلك، ولا يستفيدون من العلاج، وبذلك، قد يستمرون في نقل الفيروس للآخرين دون أن يعلموا بذلك. وهذا مادفع حميش إلى الإعلان عن تنظيم هذه الحملة مستقبلا كل سنتين عوض ثلاث سنوات، لأن سيداكسيون، في نظرها، تبقى الفرصة الوحيدة من أجل القيام بتواصل أكبر والتحسيس بشكل واسع بمدى خطورة هذا الداء. ولم تخف حميش، مدى رغبة الجمعية في تحقيق هذا الرهان وتجاوز كل العراقيل التي تحول دون تحقيقه.. وإلى حد الآن، وحسب معطيات جمعية محاربة السيدا، يصل عدد التحليلات المنجزة سنويا في المغرب حوالي 40 ألف تحليلة، إلا أن هذا العدد يبقى ضعيفا مقارنة مع مجموعة من الدول، كفرنسا التي تنجز بها سنويا حوالي ثلاثة ملايين تحليلة. وتراهن جمعية محاربة السيدا، على الوصول إلى إنجاز حوالي مليوني تحليلة سنويا، باعتبار هذه التحليلة خطوة أولى في سيرورة تغير السلوك وتأمين الوقاية من خطر السيدا والمساهمة بالتالي في وقف زحف هذا الوباء. هذا، وكانت جمعية محاربة السيدا، قد نظمت حملتين سابقتين، سنتي 2005 و2008 ، تم خلالهما جمع 22.8 مليون درهم، خصصت أساسا، حسب البروفسور حميش، لتمويل شراء الأدوية، والأدوات الطبية ذات الاستعمال الوحيد، والقيام بالفحوصات البيولوجية والفحوصات بالأشعة، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ مالية للتضامن الظرفي، ومصاريف تنقل المرضى لإجراء فحوصاتهم، ودعم فروع الجمعية الثمانية عشر، وتحسين جودة خدمات مراكز التحليلات، وكذا دعم وتطوير الجمعيات والمؤسسات الشريكة، حيث رصدت لها 31 c/o من مجموع هذه التبرعات. وستواكب النسخة الثالثة من حملة سيداكيون، حملة واسعة للتواصل، تراهن عليها الجمعية كثيرا، لتحسيس الجميع بأهمية التبرعات كيفما كانت قيمتها، من أجل التصدي لهذا الوباء، الذي يحصد يوميا ضحايا جددا. وستتضمن هذه الحملة التواصلية، وصلات إشهارية لسهرة سيداكسيون على شاشات كل القنوات الشريكة، وبرامج خاصة في العديد من المحطات وملصقات في الأماكن العمومية ومنشورات إعلامية في كافة المنابر الصحافية المكتوبة، مع القيام بحملة موازية عبر مواقع الأنترنيت «كوكل» و»فايس بوك» والبوابات الإلكترونية للعديد من الشركاء. وعلى مستوى آخر، ولضمان تدبير صارم لهذه التبرعات، تم تشكيل لجنة مستقلة لضمان شفافية سسييداكسيون 2010، تتكون من عدة خبراء محاسباتيين وأشخاص آخرين مشهود لهم بالكفاءة والمصداقية، فيما تمت بالمناسبة اتخاذ عدة إجراءات لتسهيل عملية جمع التبرعات، حيث يمكن لكل مواطن إيداع مبلغ مالي في كل فروع بنك المغرب وفي كافة الوكالات البنكية مقابل وصل في الحساب البنكي ALCS-SIDACTION.BAM 222 أو التبرع عبر إرسالSMS من أي هاتف محمول إلى الرقم 9210 (9 دراهم للSMS بدون احتساب الرسوم) أو التبرع عبر الأنترنيت من خلال موقع الجمعية www.alcsmaroc.ma . تجدر الإشارة، إلى أن جمعية محاربة السيدا، تعتبر أول جمعية تشتغل على موضوع السيدا في المنطقة المغاربية والشرق الأوسط، تأسست سنة 1988، وتضم اليوم 18 فرعا بعدة مدن، كما تتوفر على 22 مركزا للإعلام والتحليل السري والمجاني CIDAG وخمسة مراكز أخرى متنقلة CIDAG MOBILE، كما حصلت الجمعية على المنفعة العامة سنة 1993. وتعمل من أجل تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في الوقاية من فيروس السيدا، التكفل بالأشخاص حاملي الفيروس والدفاع عن حقوقهم.