احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط،ندوة تأبينية للمفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري شارك في تأطيرها العديد من رجال الفكر والثقافة والباحثين إلى جانب بعض الأساتذة الذين تتلمذوا على يد المفكر الراحل بالجامعة المغربية. وشكلت هذه الندوة التي نظمتها كلية الآداب بتعاون وتنسيق مع الجمعية الموريتانية للفلسفة والمركز الثقافي المغربي بنواكشوط ,مناسبة للحديث عن المفكر المغربي الجابري الذي يعد بحق رائد العقلانية بالوطن العربي ,لما قدمه من أبحاث ونظريات انطلقت في مجملها من رؤية شاملة ومتحركة تدعو إلى إعمال العقل وتؤسس لمفهوم جديد للتعاطي مع التراث. وأجمع المتدخلون خلال هذا اللقاء على أن رحيل محمد عابد الجابري يعد خسارة فادحة للفكر التنويري العربي باعتباره ساهم في خلخلة المفاهيم التي كانت سائدة في المعالجات النقدية لموضوعات التراث وإشكاليات الأصالة والمعاصرة. وأكدوا على أن محمد عابد الجابري، يعد لحظة نادرة في الثقافة العربية باعتباره ساهم في نقل الدرس الفلسفي من مجرد أقوال الفلاسفة ليصبح درسا يطرح القضايا العربية بهدف فهم إشكالات النهضة ومعوقات التنمية. وأوضحوا أن ميزة الجابري، كانت إلى جانب صرامته المنهجية في التعاطي مع القضايا التي اشتغل عليها هي " تبسيط الأفكار المعقدة عبر تقديمها في لغة سلسة وعذبة "، مشيرين إلى أنه اهتم بدراسة أنظمة الفكر الإسلامي القديم على مختلف مراحلها من أجل البحث عن أسباب الضعف والجمود. كما تحدثوا عن " انتصاره الصارم للعقل وإعماله في التراث العربي، الذي تجمع طيلة خمسة عشر قرنا من الزمان مستعرضين قدرة التحليل والتصنيف التي تمتع بها ذهنه في لملمة أطراف ثقافة موسوعية. وأكد المتدخلون على أن محمد عابد الجابري وإن كان قد رحل عن عالمنا فإن أفكاره العظيمة وكتاباته الثرية ستظل مرجعا لا يمكن تجاوزه لكل المهتمين بثقافة الأمة العربية الإسلامية وتراثها.