آن الأوان للقيام بتعبئة وطنية من أجل استرجاع سبتة ومليلية قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن المغرب تعامل لحد الساعة مع موضوع المدينتين السليبتين سبتة ومليلية بحكمة كبيرة، وأنه آن الأوان من أجل تعبئة وطنية لطرح هذا الملف والعمل على استرجاع المدينتين السليبتين والجزر التابعة لهما. وأكد الأمين العام في مستهل كلمته، أثناء رئاسته التجمع التواصلي الذي نظمه الفرع الإقليمي للمضيق - الفنيدق بتنسيق مع المجلس الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان زوال أول أمس السبت، على سعادة الحزب بقيادته وبكافة تنظيماته وكوادره بالتحاق مجموعة من رؤساء الجماعات المحلية ومستشارين جماعيين وعلى رأسهم الرفيقين الحاج أحمد الديبوني وعبد الواحد الشاعر، والذين أبوا إلا أن ينضموا إلى صفوف الحزب من أجل مواصلة مسيرته النضالية إلى جانب المواطنين، وإنجاح سياسة القرب. ولدى تطرقه للظروف التي جرت فيها الانتخابات الجزئية الأخيرة بجهة طنجة تطوان، وما تعرض له مناضلو الحزب من ضغوطات وأعمال خسيسة بعيدة كل البعد عن التنافس السياسي الشريف، قال نبيل بنعبد الله إن قيادة الحزب وكل مكوناته يضعون كرامة المناضلات والمناضلين فوق كل اعتبار، وأن الحزب سيقف، بكل قواه، سدا منيعا ضد كل من سولت له نفسه المس بالمناضلين المتشبعين بقناعاتهم المبدئية وبغيرتهم على مصالح هذه المنطقة وساكنتها، مشددا على أن الأسلوب الوحيد للرد على ذلك هو مواصلة الكفاح لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية لما فيه خير البلاد والعباد. وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إن المشاريع الكبرى التي تتقدم بوتيرة كبيرة في شمال المملكة استطاعت أن تغير وجه المنطقة، لكنها لم تستطع بعد ملامسة فلسفة التنمية البشرية التي تضع الإنسان كمحور أساسي في أي مشروع تنموي، وهو ما يضيع الفرصة على المنطقة برمتها، وينعكس ذلك سلبا حتى عند بعض المؤسسات العمومية والخصوصية التي تتكلف بتدبير عدد من النقط التي لها علاقة مباشرة بالمواطنات والمواطنين، إذ لا يتم احترام دفتر التحملات ولا تتمكن المؤسسات الاستثمارية من أن تلتزم وتفي بما وعدت به من توفير فرص تشغيل وتحقيق تنمية مستدامة. واقترح الأمين العام للحزب على الهياكل المحلية والجهوية وعلى منتخبي الحزب، عقد يوم دراسي لمناقشة الانعكاسات الإيجابية والسلبية لهذه المشاريع الكبرى، وعلاقتها بالجماعات المحلية والقروية، والسعي، من وراء ذلك، لتقديم بدائل على المستوى الجهوي كخطوة جريئة وإيجابية انطلاقا مما يقدمه الحزب دائما من اقتراحات، وبالإضافة إلى ذلك، اعتماد مخطط تنموي جهوي يسعى إلى تطوير الوضعية الاجتماعية وتحسينها والعناية أكثر فأكثر بالساكنة وبحاجياتها، مبرزا أن نجاح مضمون الجهوية الموسعة، يقتضي التوفر على أطر كفؤة قادرة على استيعاب التحولات الكبرى وعلى تدبير المال العام بطرق تحارب الرشوة والمحسوبية والزبونية والانتهازية، أي أطر مؤمنة حتى النخاع بفلسفة التنمية البشرية. وفي السياق ذاته، لم يغفل بنعبدالله التطرق إلى عدد من القضايا ذات الطابع المحلي، مقترحا عدة أفكار وحلول لتجاوز سلبياتها. وتميز التجمع التواصلي، الذي أقامه حزب التقدم والاشتراكية ، كذلك بالأفكار والقضايا التي تطرق لها المستشار البرلماني الحاج أحمد الديبوني خاصة ما يتعلق منها بالآفاق المستقبلية للحزب في هذه المنطقة، مشددا على استعداده واستعداد كافة منتخبي الحزب في المنطقة والتنظيمات الحزبية المحلية والإقليمية لمواصلة المسيرة النضالية والتعبئة لإنجاح كل المعارك المستقبلية خدمة لقضايا الساكنة. وباسم رؤساء الجماعات المحلية بالجهة، الأعضاء في الحزب، عرض الرفيق عبد الرحمان كركيش سلسلة من المشاكل الموضوعية القانونية منها والعرفية التي تعرقل نجاح مفهوم سياسة القرب خاصة في السكن والعقار، إذ يجد الرؤساء أنفسهم في حيرة أمام ما تتعرض له جماعاتهم جراء مثل هذه العراقيل، والتي لاتسمح لهم بتأدية واجباتهم وتنفيذ مخططاتهم، معربا عن التضامن الذي يميز التعامل فيما بين رؤساء الجماعات المنتمين للحزب. أما الكاتب الأول للفرع الإقليمي للحزب بالمضيق الفنيدق، الرفيق بلعيد السدهومي، فقد ركز في كلمته على استعداد الأطر الحزبية لمواصلة الكفاح ضد كل أشكال الظلم والتهميش والإقصاء، مجددا التزام الحزب بالجهة عامة وبهذا الإقليم خاصة وحرص مسؤوليه ومنتخبيه على التشبث بمبدأ التعاقد الاجتماعي مع السكان، والتعبئة من أجل تعزيز المكتسبات وتحقيق التنمية الحقيقية. ويشار إلى أن التجمع التواصلي، تميز أيضا بحضور وفد هام من الديوان السياسي للحزب ضم كلا من: شرفات أفيلال، غزلان معموري، فاطمة فرحات، احمد سالم لطافي، الحاج مصطفى الغزوي رئيس فريق تحالف القوى التقدمية الديمقراطية بمجلس النواب، ومصطفى عديشان، علاوة على عدد من أعضاء اللجنة المركزية الذين قدموا من الرباط والدار البيضاء، بالإضافة إلى جهة طنجة تطوان، وأعضاء من المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية وعدد كبير من رؤساء الجماعات المحلية والقروية، وترأس التجمع وأدار أشغاله الرفيق محمد بنسالم عضو اللجنة المركزية والكاتب الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان. بنعبد الله يدعو إلى الإفراج «الفعلي والكامل» عن مصطفى سلمة دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، يوم السبت الماضي بالفنيدق، إلى الإفراج «الفعلي والكامل» عن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود المختطف منذ 21 شتنبر الماضي من قبل ميليشيات (البوليساريو). وقال بنعبد الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، «سنواصل التعبئة، لأن الأمر يتعلق بقضية حق، وبالكشف من خلال مصطفى سلمة أن عشرات الآلاف من مواطنينا بمخيمات تندوف يعيشون المصير ذاته، ولا يستطيعون التعبير بحرية عن انخراطهم في مغربية الصحراء، ولاسيما في مقترح الحكم الذاتي»، داعيا إلى ضمان حق هذا المناضل الصحراوي في «التعبير عن آرائه بمخيمات تندوف بكل حرية». وأدان بنعبد الله، الذي كان يتحدث على هامش المهرجان الخطابي الذي نظم بالمدينة، «بشدة سياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها بعض الأوساط الإسبانية، التي ما إن تعلق الأمر بمسألة حقوق الإنسان والثغرين المحتلين سبتة ومليلية، إلا وتتبنى مقاربة بأحكام مسبقة». واستشهد في هذا الصدد بحالة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، التي تمثل «قضية عادلة بامتياز»، كما هو الشأن بمطالبة المغرب وقواه الحية بمغربية سبتة ومليلية، مضيفا أن «المضي في استعمار هاتين المدينتين أمر غير مقبول. وخلص إلى أن المغرب يتبنى بهذا الخصوص «موقفا حكيما ومتوازنا يرجح مصالحنا مع جارنا الاسباني»، مضيفا أن «هذا لا يعني بتاتا أننا نترك جانبا المطالبة بهاتين المدينتين، وبضرورة عودتهما تحت السيادة المغربية».