تبادل الاتهامات وكثرة الاشتباكات وضياع مصالح المواطنين وسط تجاذبات سياسية ضيقة عاشت مدينة الدارالبيضاء طيلة الشهر الماضي، على إيقاع الدورات العادية لمجالس المقاطعات المتعلقة بمشروع الميزانية لسنة 2011. حيث شهدت دورات شتنبر مشاداة وصلت إلى الاشتباك بالأيدي وتبادل الاتهامات بالاختلاس والتبذير وسوء التدبير، مثلها في ذلك مثل جلسات اللجن المالية الاجتماعية والاقتصادية التي سبق انعقادها قبل هذه الدورات. كبداية، لم تخرج الدورة العادية لمقاطعة سيدي عثمان عن المعهود، حيث تأخرت بنصف ساعة عن الوقت المخصص، وركزت على الخصاص الكبير الذي تعانيه المنطقة بخصوص البنيات التحتية «في غياب إستراتيجية واضحة المعالم من طرف المجلس السابق للهراويين». وقد تم التأكيد، في سياق النقاش، «أن هناك وعيا بموضوع هزالة المنحة وسيتم طرق كل الأبواب لتدارك الأمر، إذ أن العبء ثقيل وستعرض مختلف المشاكل والإكراهات على مجلس الجماعة الحضرية في إطار نظام وحدة المدينة». غير بعيد عن سيدي عثمان، عقد مجلس مقاطعة اسباتة دورته العادية، التي شهدت تصاعدا في الاحتجاجات منذ أول نقطة، حيث أثيرت العديد من النقط والمشاكل المرتبطة بهذا المرفق الخدماتي المهم «ليديك»، من بينها «مسألة الزيادة المتوالية المفروضة على المستهلك، في مقابل خدمات دون المستوى المطلوب، كما هو الشأن بالنسبة لعدد المصابيح غير المستخدمة، حوالي 152 مصباحا على امتداد الشوارع الرئيسية للمقاطعة دون احتساب الأزقة الصغيرة التي تعاني من وطأة الظلام وغياب الإنارة الكافية...». وأشار مجموعة من المستشارين إلى أن جزء مهما من النفوذ الترابي التابع لمقاطعة اسباتة، مازال محسوبا على المكتب الوطني للكهرباء، كما هو شأن حي النصر 1 و2، والدواوير المجاورة، كما أثاروا مشكل النقل والتنقل بالمقاطعة والتي تعرف نقصا مهولا في الخطوط، وهي معضلة تؤرق بال الساكنة بشكل يومي، وتؤثر على تحركات فئات اجتماعية واسعة، تضم عمالا ومستخدمين، تلاميذ وطلبة... وبالنسبة لمقاطعة عين السبع التي تقاسمت مع سيدي مومن مشكل سكان الأحياء الصفيحية، انطلقت أشغال الدورة على إيقاع سيل من الاتهامات من طرف ساكنة «كاريان سنطرال»، التي اتهمت المجلس بعدم الاهتمام بهذا المشكل، وعدم إدراجه في جدول أعمال الدورة. واعتبر السكان اقتصار اهتمام المجلس بالدخول المدرسي فقط، أمرا غير مقبول بسبب راهنية أوضاعهم، حيث يعيشون في وضع التشرد، وأنه كان من المنطقي أن تكون لهم الأولوية والأسبقية على باقي النقط التي تمت برمجتها للمناقشة. وقبل افتتاح أشغال دورة مقاطعة الحي الحسني، اتهم مستشارون رئيس المقاطعة بتزوير المحاضر والاختلاس، كما احتجوا على الطريقة التي أدير بها اجتماع اللجنة المالية والاقتصادية والاجتماعية للتحضير لهذه الدورة. وانعقدت الدورة كسابقاتها في ظل تجاذبات سياسية تضر بمصالح المواطنين وغياب رؤية متجانسة ومندمجة لكل المشاريع وعدم وجود برامج واضحة متفق عليها من طرف جميع مكونات المجلس. وصادقت المقاطعات المتبقية على عدد من المشاريع ووافقت على مجموعة من الدراسات المتعلقة بمشروع الميزانية لسنة 2011. يشار إلى أن مقاطعات الدارالبيضاء تطالب بالرفع من قيمة المنح المخصصة لنفقات التسيير، حيث قسم غلاف هذه المنح برسم السنة المالية 2011، على شكل تأتي فيه مقاطعات سيدي بليوط، المعاريف، الحي الحسني، سيدي البرنوصي في المجموعة الأولى، بنحو من 6 ملايين درهم، ثم مقاطعات عين السبع، عين الشق، الحي المحمدي، سيدي عثمان، الصخور السوداء، الفداء، مولاي رشيد، آنفا، مرس السلطان، سيدي مومن، في المرتبة الثانية، بنحو 5 ملايين درهم، وفي المرتبة الأخيرة مقاطعات ابن امسيك واسباتة بحوالي 4 ملايين درهم.