يستلهم الفنان الشعبي بنسعيد - الملقب بنجم تمارة - أعماله الغنائية، من التراث الشعبي القديم، ويقدمها بتوزيع جديد، من خلال توظيف آلات موسيقية حديثة: القيتار، الأروغ، الساكسوفون. يوضح في هذا الحوار الخاص ببيان اليوم، أنه مختص في أداء الغناء الشعبي، ودورة العروس.كما يتحدث عن فحوى ألبومه الغنائي الصادر حديثا. * كيف كانت انطلاقة مسيرتك الفنية؟ - كانت صعبة، لكن قبل البداية الفعلية لهذا المسار، كنت أشارك منذ الطفولة في بعض المناسبات الدينية والوطنية، وقد حظيت بتشجيع والدي، بالرغم من أنهم للوهلة الأولى، كان ينتابهم خوف على مستقبلي، سيما وأنه كان هناك اعتقاد خاطئ بأن الغناء يمكن أن يؤدي إلى الانحراف. وفي أواسط التسعينات، أصبحت فرقتي الموسيقية لها صيت بين الأوساط الأسرية بتمارة ، حيث صرنا نحيي بعض الأعراس، وبالموازاة مع ذلك، كنت لا أزال أتابع دراستي. غير أن البداية الحقيقية لتجربتي الفنية، كانت في مطلع الألفية الثانية، حيث شاركت في مهرجان الرباط الموسيقي،على امتداد ثلاث دورات، كما دعيت للمشاركة في مهرجانات أخرى بعدة مدن مغربية، وكان ذلك بفضل مجهود شخصي، على الخصوص. وفي ما يخص الجانب الإعلامي، قدمني البرنامج التلفزيوني نغموتاي للمشاهدين، بالنظر لتميز تجربتنا الفنية. * ماهي خصوصية هذه التجربة؟ - نستلهم أغانينا من التراث الشعبي القديم، ونقدمها بتوزيع جديد، من خلال توظيف آلات موسيقية حديثة: القيتار، الأروغ، الساكسوفون، مع العلم أن فرقتي الموسيقية تتألف من إثني عشرة فردا. أنا مختص في أداء الغناء الشعبي، ودورة العروس. * أصدرت مجموعة من الأقراص الغنائية، ما هو فحوى هذه الأقراص؟ - إنها تتشكل من أغاني شعبية خفيفة، حيث تتراوح كل أغنية ما بين أربع وخمس دقائق، وأتطرق من خلالها إلى عدة قضايا: الغربة، الأم. في هذه الألبومات، أعيد الاشتغال على العيطة، عبر توزيع جديد، فعوض أن يؤديها فرد واحد، أعمد إلى إشراك الكورال معي. * هل لديك مشاركات خارج المغرب؟ - أقوم بإجراءات الانتقال إلى المهجر لإحياء سهرات غنائية، غير أنه لحد الآن، لم يحدث توافق بيني وبين المنظمين، والسبب الرئيسي هو المشكل المادي. * من هم الفنانون الذين يشكلون قدوة بالنسبة إليك؟ - طهور، حجيب، العسري، بوركون، إن فرقهم الموسيقية منضبطة، كما أن لهم بحوثا جادة في الأغنية الشعبية، واستطاعوا أن يحافظوا على استمراريتهم، منذ مطلع الثمانينات. * ما رأيك في المسابقات الخاصة بالمواهب الشابة في الأداء الغنائي؟ - شيء جيد أن يتم الحرص على اكتشاف المواهب الجديدة، لكن نجد أن بعض الأصوات لا يتم إنصافها، وأظن أن ذلك يعود إلى كون العدد المطلوب لا يسمح بإجازة الجميع. * ما مدى حضور الأغنية المغربية في إعلامنا السمعي البصري؟ - لدي ملاحظة سلبية بهذا الخصوص، وهي أن الفنانين الجدد في ميدان الأغنية الشعبية، لا يتم توجيه الدعوة إليهم، ولا يتم الاهتمام بهم. أتمنى أن يتم إنشاء قناة مغربية خاصة بالأغنية، لكي يكون المجال مفتوحا لمختلف التجارب. يمكن امتحان هذه التجارب، قبل السماح لها بالظهور والانتشار.