وصف وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري قرارات مجلس الأمن حول الصحراء بأنها «تتسم بالوجاهة»، وقال بعد محادثات أجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك الثلاثاء الماضي على هامش الدورة الثامنة لمؤتمر حول معاهدة منع الانتشار النووي، "تطرقنا إلى قضية الصحراء وتوقفنا عند أهمية ووجاهة القرار الأخير لمجلس الأمن الرقم 1920". مؤكداً أن القرار "قوي" لجهة تأكيد"المكتسبات" التي قال إنها تتمثل في "أسبقية الاقتراح المغربي، وضرورة الانخراط في مفاوضات، مع الأخذ بعين الاعتبار لهذه الأسبقية، وإبراز ضرورة انخراط أكبر لكل من الجزائر والبوليساريو في اتجاه التوافق والواقعية". وقال الفاسي الفهري بعد هذه المحادثات "لقد تطرقنا إلى قضية الصحراء المغربية وتوقفنا عند أهمية ووجاهة القرار الأخير رقم 1920"، مؤكدا أن القرار الذي تمت المصادقة عليه من طرف الدول أل 15 الأعضاء بالمجلس، يعد "قرارا قويا من حيث أنه يؤكد المكتسبات". وبحث الطيب الفاسي الفهري وبان كي مون "المراحل المقبلة للمسلسل السياسي على أساس القرارات الأخيرة، وخاصة القرار رقم 1920 الذي تضمن مقتضيات واضحة تتمثل في أن الأولوية هي لمواصلة مسلسل المفاوضات". وأشار الفاسي الفهري إلى أن 'القرار استبعد كل توسيع لمهمة بعثة المينورسو لتشمل أدورا أخرى، وأكد أن مسلسل المفاوضات السياسية هو الأمر الأكثر أهمية". وقال إن "القرار 1920 يعبر تماما عن الرؤية المغربية حيث يؤكد أن الهدف الأساسي هو التطبيق الفعلي للقرارات الصادرة منذ 2007 والتي تنص بوضوح على إجراء مفاوضات أساسية ومكثفة تستند إلى أولوية المبادرة المغربية حول الحكم الذاتي". وتابع أن تلك القرارات تدعو إلى 'الواقعية وروح التسوية' وكذلك إلى "مسؤولية" المغرب والجزائر والبوليساريو في "تجاوز الماضي والتعاون في شكل مباشر بينها". من جهة أخرى أكد مساعد كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية المكلف بشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، أن الولاياتالمتحدة "تقدر الدور الهام للغاية" الذي يقوم به المغرب في مسلسل السلام بالشرق الأوسط. وأضاف، عقب محادثات أجراها مع الفاسي الفهري على هامش المؤتمر الثامن لبحث معاهدة منع الانتشار النووي، "لقد أعربت عن تقدير حكومتي للدور الهام للغاية الذي يقوم به المغرب في مسلسل السلام في الشرق الأوسط، خاصة من خلال رئاسته للجنة القدس في إطار الجامعة العربية وعلى صعيد منظمة المؤتمر الإسلامي". وأضاف المسؤول الأمريكي "ناقشنا أفضل السبل للمضي قدما نحو سلام شامل في الشرق الأوسط"، وأَكد أن المغرب والولاياتالمتحدة "صديقان قديمان يعملان بشكل وثيق على قضايا مختلفة" وعندما "تسنح الفرصة، نتبادل الرأي بشأن القضايا ذات الاهتمام الثنائي والدولي". وقال فيلتمان إنه تمت خلال هذا اللقاء إثارة "التحديات الكبرى التي تواجهها المجموعة الدولية كقضية الإرهاب"، ومواضيع أخرى ذات بعد إقليمي، وخاصة قضية الصحراء. وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قد قرر الجمعة الماضية ، تمديد مهمة بعثة "المينورسو" لسنة، مجددا دعوته الأطراف من أجل التحلي ب"مزيد من الإرادة السياسية"، ومواصلة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي عادل ودائم ومقبول من لدن الأطراف لقضية الصحراء. وشكل قرار مجلس الأمن خيبة جديدة وإخفاقا مدويا لمحاولات الجزائر وصنيعتها البوليساريو إقحام مسألة حقوق الإنسان في نص القرار. وشجب ممثل الانفصاليين في الأممالمتحدة أحمد بخاري ما اعتبره "فشل مجلس الأمن في الدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها في الصحراء الغربية". وظلت الجزائر و البوليساريو تراهنان على دفع أعضاء مجلس الأمن لتمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة لكي تراقب حقوق الإنسان في المنطقة. ولم يتضمن نص القرار أي ذكر لآلية واضحة للتحقق من المزاعم بحصول انتهاكات لحقوق الإنسان في الصحراء كما ظل ممثل البوليساريو يطالب به منذ مدة .