سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير خارجية المغرب: أعضاء مجلس الأمن مجمعون على صواب مقترح الحكم الذاتي في الصحراء أمين عام «البوليساريو»: تقرير كي مون كان على درجة من «التحيز والميوعة» للطرح المغربي
بينما قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، إن البلدان الأعضاء في مجلس الأمن مجمعة على التأكيد على أولوية وصواب المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، وذلك بالنظر إلى طابعها الجدي وذي المصداقية. وصف محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، تقرير أمين عام الأممالمتحدة الأخير الموجه إلى مجلس الأمن بأنه كان على درجة من «التحيز والميوعة» لصالح الطرح المغربي، مشيرا إلى «غياب أي جهد أو رغبة جدية» لدى الأممالمتحدة للوفاء بالتزاماتها في تنظيم استفتاء بالصحراء. وأكد الفاسي الفهري في تصريح للصحافة، مساء أول من أمس بواشنطن على هامش القمة الدولية حول الأمن النووي، أن «البلدان الأعضاء في مجلس الأمن تدعو بالإجماع إلى مواصلة الجهود التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ومسلسل المفاوضات، وعيا منها بالمخاطر التي تحدق بالأمن والاستقرار بالمنطقة». وأشار الفاسي الفهري، الذي أجرى سلسلة من اللقاءات مع وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والصين والبرازيل، هيلاري كلينتون، ويانغ جييشي، سيلسو أموريم، وكذا مع مساعد وزير خارجية المكسيك، خوان مانويل غوميث -روبليدو، إلى أن هذه المباحثات شكلت مناسبة لاستعراض التطورات الأخيرة لقضية الصحراء، في ضوء التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة. وقال رئيس الدبلوماسية المغربية إن «البلدان الأعضاء في مجلس الأمن تلح على ضرورة إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء»، مضيفا أن جميع هذه اللقاءات شكلت مناسبة للتوقف عند أهمية المقترح المغربي للحكم الذاتي، وذلك على بعد أيام قليلة من مصادقة مجلس الأمن على قرار يتعلق بقضية الصحراء. وكان تقرير للأمم المتحدة دعا مساء الاثنين مجلس الأمن إلى تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء «مينورسو» مدة عام واحد، وحض المغرب وجبهة البوليساريو على التفاوض لإنهاء نزاعهما حول الصحراء. واعتبر التقرير الذي أعده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء التي تنتهي مع نهاية هذا الشهر ينبغي تمديدها حتى 30 أبريل (نيسان) 2011. وتضم هذه البعثة الدولية التي شكلت عام 1991 نحو 224 جنديا و276 مدنيا. ودعا كي مون أيضا الأعضاء ال15 في مجلس الأمن إلى حض الرباط وجبهة البوليساريو على التفاوض بنية صادقة ومن دون شروط مسبقة برعاية موفد الأممالمتحدة الخاص، كريستوفر روس. وشدد كي مون على أن روس بذل جهودا مكثفة للتوصل إلى حل سياسي يوافق عليه الطرفان. ولاحظ كي مون أن الاجتماعين التفاوضيين غير الرسميين اللذين عقدا في أغسطس (آب) في النمسا، وفي فبراير(شباط) الماضي قرب نيويورك لم يحرزا تقدما يتيح التمهيد لجولة خامسة من المفاوضات. إلى ذلك، قال الأمين العام لجبهة البوليساريو في رسالة وجهها إلى كي مون: «بعد دراسة متأنية لآخر تقرير لكم حول الوضع المتعلق بالصحراء الغربية، والذي عمم على أعضاء مجلس الأمن في 6 أبريل 2010، فإنني أشعر أنه من واجبي الأخلاقي والسياسي أن أكتب لأعبر عن خيبة الأمل والإحباط العميقين حيال فحوى التقرير». وجاءت خيبة أمل جبهة البوليساريو من التقرير الأممي الأخير جراء الفشل الذي حققته حملتها الدبلوماسية المكثفة، التي كانت تروم الحد من وقع المبادرة المغربية المتمثلة في منح الصحراء حكما ذاتيا موسعا بعد أن أصبح تنظيم الاستفتاء غير ذي موضوع، وهو ما اعترف به المبعوث الأممي السابق الهولندي بيتر فان فالسوم، وذلك عبر طرح الجبهة للملف الحقوقي في الصحراء للتغطية على مبادرة الحكم الذاتي. وراهنت جبهة البوليساريو على انتزاع قرار من الأممالمتحدة يمنح بعثتها في الصحراء «مينورسو»، مراقبة حقوق الإنسان فيها، بينما دور البعثة الأممية محدد في الإشراف على وقف إطلاق النار، الذي سرى في المنطقة منذ عام 1991. وشكل تقرير كي مون الأخير ضربة للجبهة انضمت إلى ضربة أخرى تمثلت في تواصل فرار الصحراويين من مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر). وبلغ عدد الفارين حتى الآن 111 فردا ضمنهم 11 امرأة وتسعة أطفال.