... وتعطلت لغة الكلام، عندما طلع الصباح وسكتت جامعتنا الموقرة عن الحديث المباح؟ نعم فضل مسؤولو كرة القدم الوطنية الصمت في وقت يتحدث فيه الجميع عن استمرار التراجع ووفاء المنتخب الوطني للنتائج السلبية. وحدهم المسؤولون لازالوا صامتين، حيث يتفرج وزير الشباب والرياضة ومن معه في المؤسسة على ما يحدث كما تفرج رئيس الجامعة في تلك الليلة الرمضانية غن هزالة منتوج الفريق الوطني وهو ينازل منتخب جمهورية افريقيا الوسطى في غياب المدرب البلجيكي «إيريك غيريتس». من موقعهم أدرك المسؤولون بالمنصة الشرفية على الحقيقة، وأدركوا بذكائهم وفطنتهم أن فترة التحضير كانت قصيرة، أشرف عليها المدرب المساعد، وفي غياب المدرب الرئيسي ملتزم بتأطير فريق الهلال بالمملكة العربية السعودية، والموجع والأنكى أن هذا المدرب لم يكن في السعودية ليلة المباراة بل تحول الى بلده ليعيش عرسا لبنت أخته؟ نعم كان في عرس في أمسية حبس فيها الجمهور المغربي أنفاسه وهو يتابع منتخبه في أبشع صورة، وأدنى مستوى ويتألم لوضع مزري يفرخ الرداءة. وهاهي المأساة تتفاقم وفي سابقة يدخل المنتخب الوطني مسار التنافس الرسمي بدون مدرب بعد أن كان بالأمس القريب مهزوما تحت إشراف أربعة مدربين؟ في ليلة رمضانية تعرى الفريق الذي أعده مسؤولو الجامعة، وظهر مفكك الصفوف يفتقر لمقومات اللعب الجماعي، بدون انضباط ولا طاكتيك ولولا الحضور المتميز لحارس المرمى وبعض العناصر لحصدنا الهزيمة. كان فريقنا ضعيفا ومثقلا بالهموم في مواجهة فريق جمهورية إفريقيا الوسطى المصنف في ترتيب الفيفا في الدرجة 202. ومرة أخرى وبعد فراغ دام زهاء سنة يتأكد استمرار التراجع المخيف مقرونا بصعوبة التصحيح والإصلاح؟ لاعبون دون المستوى المطلوب، وآخرون فشل المدرب المساعد «دومينيك كوبرلي» في توظيفهم إيجابيا في التشكيلة؟ والأغرب أن هذا الإطار الفرنسي المنتدب قال أنه المسؤول عن المنتوج، قالها دون خجل ولا وجل رغم جهله لقيمة اللاعبين، ورغم قصر مدة التحضير؟ وتصاربت الآراء حول التعادل الذي أرغم عليه منتخبنا الوطني، وجاء بطعم الهزيمة في لقاء خصم مغمور اعتقدنا أنه الحلقة الأضعف في المجموعة التي توجد بها منتخبات المغرب- تانزانيا- والجزائر. التعادل والمستوى الردئ والمنتوج السلبي المخيب للآمال، عوامل فجرت غضب الجمهور والرأي العام الوطني في الملعب وخارجه؟ وقد لمس الوزير ورئيس الجامعة ومن معهما نبض الحضور في قلب الحدث وخارجه في الشارع؟ لكن وللأسف خيم الصمت على حرم الجامعة ولم يكلف أحد من المسؤولين الرئيس أو غيره نفسه عناء التعليق عن الوضع والنتيجة. وعن غياب المدرب الذي يشرف على تدريب فريق الهلال بالمملكة العربية السعودية ومن هناك يحاول التحكم عن بعد في خيوط المنتخب الوطني المغربي؟ الرأي العام الوطني يتساءل عن هذا الوضع وهذا الغياب والتسيير السلبي للمنتخب، واللاعبون عادوا إلى فرقهم المحلية والاحترافية تاركين آراءهم حول المنتوج الردئ تحاول تبريره بغياب المدرب وقصر فترة التجمع التحضيري؟ وبعضها أشار الى ظروف شهر رمضان وحرارة الطقس؟ ووحده المكتب الجامعي اختار الصمت وموعد رحلة المنتخب الوطني الى «تازنزانيا» حيث اللقاء الثاني يقترب؟ ومنتخب تانزانيا أرغم منتخب الجزائر على التعادل في مدينة البليدة؟ فهل يجد الفاسي الفهري ومن معه حلا للورطة؟.. وهل من توضيح؟