يقترب شهر يونيو من نهايته ولم يتفضل بعد رئيس جامعة الكرة علي الفاسي الفهري بالإعلان عن المدرب المنتظر الذي سيقود المنتخب الوطني الأول. وقد مرت سعبة أشهر على إقصاء منتخبنا وخروجه الرسمي أمام خصمه الكامروني في موقعة فاس وربما نحن البلد الوحيد حاليا لا نتوفر على منتخب وطني ولا على مدرب، والغريب أن رئيس الجامعة ومن معه يتحاشون الرد عن الأسئلة المطروحة في الموضوع، وخاصة حول مدى صحة الإتفاق مع المدرب البلجيكي إيريك غيريتس ولم يقدموا توضيحا حول ما يجري ويدور وما يكتب ويروج؟ وبلغ الى علم الرأي العام بشكل غير رسمي أن المدرب غيريتس حل بمدينة الرباط قادما عبر باريس واستقبله مسؤولو الجامعة (الرئيس وبعض الأعضاء) بعيدا عن الأضواء، وناقشوا موضوع التعاقد وشروطه، وتابع غيريتس فقرات من سهرات موازين قبل أن ينتقل الى مراكش في رحلة ممتعة؟ والغريب أن خبر الزيارة الذي أثير في المغرب إشاعة طلع في إعلام بلجيكا رسميا، ومن هناك، من بلجيكا، جاء الخبر بدل أن يأتينا من جامعتنا الموقرة بالرباط؟ وفي انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي ها نجن نتفرج بعيدا عن المونديال وخارج حدث ناضل المغرب من أجل أن يقام في بلد افريقي، وبجرأة أعلن في عدة مناسبات سابقا أن احتضان المونديال هو مشروع أمة وحلم قارة. نعم نتفرج ونتابع ما بلغته المنتخبات، وكرة القدم في البلدان الممثلة في العرس الكوني بجنوب افريقيا، ونقف كل يوم على مستوى الملاعب والمتاع الرياضي وقيمة المنتوج التربوي والرياضي، نتابع رغم ما تكلفنا الفرجة من عناء ومقابل مادي لأننا لم نقو حتى على شراء حقوق البث ونقل المباريات ونلجأ بذلك الى قنوات أخرى أو الخضوع الى ما تفرضه البطائق؟ وفي انتظار خروج رئيس الجامعة من صمته وإعلانه عن المدرب بلغنا أن البلجيكي غيريتس اتفق مع مسؤولي جامعتنا، ولن ينطلق في عمله إلا بعد شهر نونبر حيث نهاية العقد الذي يربطه بنادي الهلال السعودي، وسيكلف مساعده ورفيق دربه في جميع محطات مساره «دوكينيك كابرلي» ليشرف على التحضير وقيادة منتخبنا الوطني في اللقاء الودي الوحيد أمام منتخب غينيا الاستوائية في شهر غشت، واللقاء الرسمي الأول المقرر في خامس شتنبر مع منتخب افريقيا الوسطى. هكذا أريد لكرتنا أن تعيش في زمن استعصى على الجامعة إيجاد الحل، وظل مسؤولوها منذ توليهم يروجون لمشاريع وأوراش لم تترجم بعد على أرض الواقع، وبقيت كرتنا وفية للتراجع والنكسات آخرها الاقصاء في مسار الاقصائيات القارية الخاصة باللاعبين المحليين. فهل كان لابد من التعاقد مع المدرب غيريتس وهو مرتبط بعقد مع نادي الهلال السعودي؟ وما الذي يفرض على جامعتنا قبول انتهاء العقد الذي يربط غيريتس مع الفريق السعودي وإسناد مهمة تحضير المنتخب الوطني لمساعده؟ وهل الفترة الفاصلة عن خامس شتنبر موعد انطلاق الاقصائيات الافريقية وأول مباراة ستجمعه بمنتخب إفريقيا الوسطى كافية لتكوين فريق يترجم التصحيح والإصلاح والحكامة والاحتراف وغيره من العناوين التي طلعت في غهد جامعة الفاسي الفهري؟ لقد أضعنا وقتا طويلا واستمر الضياع في زمن «التغيير»، وتعذر على كرتنا الانعتاق من مدار الارتجال والارتباك والكولسة. ومن جديد ألقي بالرأي العام الرياضي في فضاءات الانتظار تغذيه الكواليس والإشاعات في غياب تواصل رسمي في زمن ربما تحول فيه إسم مدرب المنتخب الوطني من أسرار الدولة؟!؟! فمتى... وكيف ينتهي المسلسل؟