وها نحن في شهر يونيو فأين المدرب الذي سيشرف على تأطير المنتخب الوطني لكرة القدم. حل شهر يونيو ولازال الصمت يخيم على حرم جامعة الكرة ولم يتفضل أحد من مسؤوليها بتوضيح ما يجري ويدور في موضوع المدرب المنتظر؟ وكان رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري أعلن من قبل أن اختيار مدرب المنتخب الوطني سيتم قبل شهر يونيو، وها نحن اليوم في مطلع هذا الشهر. وكان وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط قد أوضخ لممثلي الأمة في جلسة برلمانية في نفس الموضوع أن اختيار المدرب هو مسألة وقت وأن مجموعة من المحامين يشتغلون على كيفية التعاقد معه وأضاف أن الرجل سيكون مدربا عالميا. لكن حتى الآن لم يطلع اسم المدرب من الجامعة وبقي المنتخب الوطني غائبا وبدون مدرب منذ رابع عشر نونبر الأخير يوم الإقصاء في فاس أمام منتخب الكامرون من المنافسات القارية. سبعة أشهر ضاعت لم تكلف خلالها الجامعة الموقرة نفسها عناء جمع لاعبين وتكوين منتخب واشراكه في منافسات ودية في المواعيد التي تحددها الفيفا؟ سبعة أشهر والرأي العام ينتظر وتشغله الشائعات؟ وفي كل مرة يطلع اسم مدرب، وتابعنا كيف برز اسم الفرنسي لويس فرنانديز في فترة وبعده البرازيلي كارلوس باريرا؟ ليفاجئنا الفاسي الفهري ومن معه يوما بالاعلان عن الهولندي تيم فيربيك مشرفا على المنتخبات ومدربا للمنتخب الأولمبي. وحضر الرجل الى الرباط في لقاء اعلامي قبل أن يعود لاستئناف مهمته في الاشراف على منتخب أوستراليا في المونديال؟ وبعد هذا الحدث بدأ الحديث عن المدرب البلجيكي «إيريك غيريتس» وهو الآخر مرتبط بفريق الهلال السعودي يؤطره ويرمم صفوفه. وبلغنا مؤخرا أن هذا المدرب حل بالرباط واستقبله مسؤولو الجامعة في صمت؟ ورغم رواج الخبر بقوة لم يتحرك المسؤولون للنفي أو التأكيد؟ نحن الآن في شهر يونيو، ولازال الترقب والانتظار والوقت يمر بسرعة وشهر شتنبر يقترب حيث بداية الاقصائيات القارية ومنتخبنا في مجموعة سينازل فيها منتخبات الجزائر تانزانيا وافريقيا الوسطى. المنتخبات المتنافسة تجتمع تتهيأ ولا وجود لمنتخبنا وحتى تصنيفه لدى الفيفا تراجع بشكل مخيف وتحول الى الرتبة السبعين عالميا؟ فترى لماذا تأخر مسؤولو الجامعة في الاعلان عن المدرب ولماذا كل هذه السرية والتكتم في الاختيار؟ ولماذا يعتمد هؤلاء المسؤولون الصمت اتجاه هذا الموضوع؟ رئيس الهلال السعودي الأمير عبد الرحمان بن مساعد أعلن قلقه عن جامعتنا واتهمها بالتشويش على فريقه الهلال السعودي وهي «تخطب» مدرب هذا الأخير أيريك غيريتس. ولم يقبل الأمير عبد الرحمان أن تناقش الجامعة المغربية مدربا متعاقدا مع فريق، وانفجر المشكل دون أن يرد المكتب الجامعي، ويبدو أن موضوع مدرب المنتخب الوطني يتكلف به رئيس الجامعة بنفسه ويشرك معه عضوا أو عضوين فقط تفاديا لتسرب الأخبار وكأن الأمر يتعلق بأمور أهم من تشكيل الحكومة أو بسر من أسرار الدولة؟ ها نحن في شهر يونيو الموعد الذي حدده علي الفاسي الفهري ولازال منتخبنا مشتتا ولم تقو جامعتنا على اختيار مدرب يسد الفراغ ويبدو أننا البلد الوحيد الذي لا يتوفر على منتخب وطني حاليا، وستتحرك المواجع من جديد عند انطلاق منافسات المونديال الذي يقام لأول مرة في القارة الافريقية ويغيب عنه المغرب. نعم الغياب موجع لأن المغرب ناضل من أجل افريقيا رياضيا في مدار كرة القدم وبفضل نتائجه المميزة رفعت الفيفا عدد منتخبات القارة السمراء في المونديال. ينطلق المونديال ونحن غائبون ومحرومون حتى من المتابعة والفرجة لأن تلفزتنا لم تشتر حق النقل، فهل أريد لكرتنا أن تعيش هذا الوضع الموجع حتى في زمن التهليل بالاصلاح والتأهيل والاحتراف؟ لقد أضاعت الرياضة الوطنية وقتا كثيرا ووجد مجتمعنا الرياضي في وضع مهترئ في مطلع الألفية الثالثة والحال يغني عن السؤال؟ في التشريع والبنية التحتية ونظام الممارسة والمشاكل متراكمة والسبب لا يخرج عن سوء التسيير، فهل من علاج لهذا الجسم العليل في زمن التغيير؟