بتأجيلها الإعلان عن اسم مدرب أسود الأطلس، و الاستمرار في مسلسل الهروب للأمام، تكون جامعة علي الفاسي الفهري و من معه من أعضاء، قد أعلنت إفلاسها الحقيقي و عجزها التام عن إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل الرياضة الأكثر شعبية بالمغرب. فإلى حدود كتابة هذه السطور، تكون قد مرت على آخر مباراة للمنتخب المغربي ضد نظيره الكاميروني برسم الجولة الأخيرة للإقصائيات المزدوجة لكأس أمام إفريقيا و كأس العالم 2010، شهران و نصف بالتمام و الكمال، و مع ذلك ظل منصب مدرب أسود الأطلس شاغرا بعد إنتهاء مهمة و مهلة التركيبة الرباعية على رأس منتخب الكبار. هذا التأخير غير المبرر في تنصيب مدرب جديد على رأس الإدارة التقنية لمنتخب كرة القدم، يعطي الدليل الملموس على أن كرتنا، و لله الحمد، غارقة في التخلف، و لا تتوفر على مخطط ناجح و ناجع لإنقاذها من التراجع الذي لازمها لسنين طويلة، و المنافسة على الألقاب كما يحدث مع جيراننا للأسف الشديد، لدرجة أن فئة كبيرة من المغاربة أصبحوا يشجعون المنتخب الجزائري، كأنه هو الممثل الفعلي و الرسمي للكرة المغربية. جامعتنا الموقرة و المحترمة، تقوم بين الفينة و الأخرى، على امتصاص غضب الشارع، و ذلك بتسريب مقصود للائحة أسماء مدربين كبار ، ينتمون لمختلف المدارس الكروية العالمية، حتى تقول لعشاق الساحرة المستديرة أنها فعلا تبحث عن البديل للتركيبة الرباعية، و يعدنا أعضاؤها في خرجاتهم الإعلامية، رغم قلتها و ندرتها، على أن المستقبل سيكون أفضل من السابق، و ما على الجمهور المغربي المتعطش للنتائج الإيجابية، سوى التريث قليلا، لأن البحث مستمر عن المدرب المناسب، حتى لا تقع جامعتنا في الأخطاء المرتكبة في السابق. و ما يزيد من تفاقم مشاكل جامعة علي الفاسي، هو التدخل المباشرة لوزارة الشباب و الرياضة، في تعيين المدرب الجديد لأسود الأطلس، حيث لا يتردد وزير الشباب و الرياضة، منصف بلخياط، في الحديث عن هذا الموضوع، كأنه ليس من اختصاص جامعة كرة القدم، لهذا لا غرابة أن نسمع في الآونة الأخيرة أخبارا عن صراع المصالح بين الوزارة المعنية و جامعة كرة القدم، هذه الأخيرة لم تستسغ أن يتدخل طرفا في موضوع البحث عن البديل المحتمل للتركيبة الرباعية. خلاصة القول، أن قدر عشاق الساحرة المستديرة بأجمل بلد في العالم، أن يتعذبوا في سرهم و علانيتهم، على المآل الذي أوصل فيه مسؤولو الشأن العام جميع قطاعات الحياة إلى الهاوية، بما فيها قطاع الرياضة عموما و كرة القدم على وجه الخصوص. و خير الكلام ، أن ندعوا لكم بالدوام على رأس مؤسسات التخلف و جامعات الحضيض..