عبر موقعها الإليكتروني أتاحت اللجنة المكلفة بتنسيق الحوار الوطني حول الإعلام الفرصة أمام جمهور المتلقين والمهتمين للمساهمة في هذا الحوار الذي أطلقته، قبل شهور، مجموعة من الفرق البرلمانية وبمشاركة المقاولات والممارسين المهنيين. وبالنظر إلى أن عدد المغاربة المستخدمين للشبكة العنكبوتية قد فاق ستة ملايين شخصا، فستكون المساهمات هامة من حيث العدد على الأقل. أما في جانب المضمون ومحتوى ملاحظات وآراء النظارة والمتتبعين ووجهات نظرهم، فالأمر يدعو بالفعل إلى التساؤل عن حظوظ وواقعية إضافة البعض من هذه الملاحظات والاقتراحات إلى ما تم تداوله من الآراء والمواقف والاقتراحات التي بسطتها الفرق النيابية والأحزاب السياسية والمقاولات الإعلامية والممارسون المهنيون ونقابتهم. لكن، ومن هذا الجانب، فهذه الفرصة قد لا تخلو من فائدة خاصة وأن من المحاور المقترحة للنقاش من لدن اللجنة، هناك المحور الخاص ب «انتظارات الجمهور من الإذاعات والقنوات التلفزية». للتعبير عن هذه الانتظارات، وتحت «تأثير» تداعيات البرامج الرمضانية، سارع أحدهم إلى اقتراح إعفاء أطراف الحوار الوطني من آية اقتراحات أو انتظارات، والاكتفاء بتوجيه «توصيتين» اثنتين : الأولى موجهة إلى بعض المنتجين والمتدخلين والمساهمين في «صناعة» ما يعتقدونه إنتاجات هزلية و»فرجوية»، وتحمل هذه الأولى رجاء ومناشدة للرأفة بالمشاهد من تعسف الضحالة والسخافات. أما الثانية فموجهة إلى كل المستفيدين من عائدات البضاعة الإشهارية والدعائية، من مؤسسات وممثلين وقنوات تلفزية، ومفادها: ارحموا النظارة من تداعيات الجشع المادي ومن هذا التسابق المريب نحو جيوب المستهلكين، واستحضروا أن النظارة هم من الكائنات المتميزة بالعقل. وبمنطق العقل يفترض في القنوات التلفزية الوطنية أن تصون صورتها من الوقع السلبي لبعض الوصلات وبعض السيناريوهات الإشهارية الثقيلة والمثيرة للملل.