ليس في وارد البال هنا الدفع بوجود مؤامرة ما ضد حزب التقدم والاشتراكية ينخرط فيها بعض الفاعلين السياسيين والنشطاء والكتبة في بعض الصحف والمواقع، ولكن توارد بعض الوقائع والخرجات في الفترة الأخيرة يجعل المتابع يستغرب فعلا لهذا" التنسيق" غير المعلن، والذي يعمد إلى تحريف مواقف الحزب وتصريحات مسؤوليه وشن حملات تشنيع وسباب وقذف في حق مناضلاته ومناضليه. آخر تجليات هذه الحملة التشويهية برزت عقب تصويت برلماني على قانون العمال المنزليين، واختار البعض التركيز فقط على وزير التشغيل وعلى حزبه، كما أنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الاستماع لتوضيحات الحزب، ولم يستحضروا مسار النقاش الحكومي والبرلماني والعمومي بخصوص هذا النص بالذات، ومبادرات الحزب ووزرائه طيلة سنوات ومقترحاته وتعديلاته، وركزوا فقط على القفز على كل السياقات بغاية الوصول إلى ما يسعفهم للتهجم على التقدم والاشتراكية. وذات الأسلوب جرى اقترافه في حق مواقف التقدم والاشتراكية من قضايا المناصفة والمساواة وحقوق المرأة عقب إقرار قانون الهيئة ذات الصِّلة. ماذا يريد هؤلاء؟ لماذا يغمضون عيونهم عن كل بلاغات الحزب ومواقفه وتصريحاته ولا يتأملونها، ويسارعون للتعليق والنقد والتهجم والتجريح بلا اطلاع أو محاولة فهم؟ من المؤكد أن هناك فعاليات نضالية ذات مصداقية تنجر أحيانا لهذا البوليميك عن حسن نية وبصدقية نضالية لا نشك فيها، ولكن أصوات أخرى واضح أنها لم تتحرر بعد من مناقشات 2011 ولا زالت مكبلة بسياقاتها ولا تريد إلى اليوم أن تفهم معنى إصرار التقدم والاشتراكية على مواقفه وقراراته السياسية المستقلة، وهي تمعن اليوم في محاربته نتيجة ذلك. أول أمس كذلك تعرض وزير الصحة لتهجم مقرف من لدن برلماني استعملت خلاله تعابير غير لائقة قبل أن يجري تبادل الاعتذار بين الطرفين، وقبل ذلك تعرض الأمين العام للحزب نفسه لبشاعة قول من طرف قيادي في حزب معارض لم يخجل من سوقية لسانه، كما خصص كاتب عمود معروف سبابه للأمين العام بكثير من الجهل و"لبسالة"... وعندما نستحضر العلاقات والارتباطات الواضحة والخفية نخلص إلى التساؤل عما إذا كان هناك خيط رابط بين كل هذه الوقائع والأشخاص، وهل هناك من يحرك كامل هذه الجوقة لغاية ما. إن التقدم والاشتراكية لن يربكه هذا اللعب الصغير جدا مهما تعالى الصراخ والشتم والكذب والتجريح، ولن يتراجع عن استقلالية قراره، وعن رفضه للتحكم والهيمنة ومناهضته لتبخيس دور الأحزاب ولإشاعة الابتذال. وفي نفس الوقت، هو سيبقى يساريا كما كان، وتقدميا كما كان، وسيستمر في انتصاره للواقعية وللمصلحة العليا لبلادنا وشعبنا بلا مزايدات أو شعبوية أو عمى في المسالك والألوان والرؤى. الآخرون من عليهم اليوم تأمل سيرهم ومساراتهم ومآلات اختياراتهم ومواقفهم، والتحلي بشجاعة الاعتراف بأخطائهم، وبصوابية مواقف التقدم والاشتراكية. أما كل هذا السعار الذي يوجهونه اليوم ضد حزب التقدم والاشتراكية فلن يقود سوى إلى مزيد بؤس يلحق ممارستنا السياسية والحزبية والإعلامية، وإلى فضح قصيري النظر . لنعد للعقل بهاءه. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته