70سنة في خدمة الوطن والشعب مناضلون يتحدثون عن الذكرى إسماعيل العلوي: التقدم والاشتراكية لم يأت من عدم يحيي حزبنا في شهر نونبر هذا الذكرى السبعين كمحطة تدفعنا للتأمل في تاريخ حزبنا العتيد. حزبنا، حزب التقدم والاشتراكية وريث شرعي للحزب الشيوعي المغربي ولحزب التحرر والاشتراكية. في البداية كان الحزب الشيوعي في المغرب. ثم تطورت الأوضاع في بلادنا وتطورت النخب الأصيلة لنصل إلى الحزب الشيوعي في المغرب الذي ساهم في الحركة من أجل الاستقلال . وعندما بلغت الأمور أوجها إثر نفي محمد الخامس وأسرته اندرج على التو في المقاومة والمقاومة المسلحة من خلال مناضلين نذكر منهم عبد الكريم بنعبدالله والسطي والبقالي وعبد الله العياشي وعبد السلام بورقية وغيرهم، مع العلم أن الكاتب الأول للحزب آنذاك الرفيق علي يعتة كان منفيا في فرنسا قهرا ولم يسمح له بالعودة إلا بعد الاستقلال. علينا اليوم ونحن نحتفل بالذكرى السبعين أن نتذكر بطولات هؤلاء الرفاق. منهم من قضى نحبه تحت رصاص أعداء وحدة البلاد مطلع الاستقلال، ومنهم من كتبت له النجاة وواصل عمله النضالي بشكل طبيعي، تحت لواء الحزب قائما بواجبه دفاعا عن وحدة البلاد وتحرير الفئات الكادحة من شعبنا من العبودية التي فرضت عليها من قبل نمط الإنتاج الرأسمالي. حزبنا لم يأت من عدم، وإنما ظهر في ظروف متميزة، محليا وإقليميا وعالميا، طبعها ولا يزال يطبعها الطموح في المساهمة في نضال الكادحين. ويمكنني القول أن ما كان وراء ظهور الحزب لا يزال قائما إلى اليوم، وهو تجاوز نمط الإنتاج الرأسمالي، وهذا من الركائز الأساسية للحزب إلى يومنا هذا. فبعد سبعة عقود من النضال، وما تخللها من فترات صفاء حينا مع الحكم وجفاء أحيانا كثيرة، علينا اليوم أن نتذكر هؤلاء المناضلين ونستلهم منهم ومن تاريخهم المليء بالنضال والكفاح ما ينفعنا لمواصلة النضال من أجل نصرة قضايا الشعب والكادحين. فبفضل هؤلاء الذين نحتفل بهم بمناسبة الذكرى السبعين للحزب، استطاع شعبنا أن يتقدم على درب الحرية والتطور. والأكيد أن نضالنا اليوم لن يتوقف لأننا نطمح إلى المزيد من التقدم والحرية والديمقراطية . مصطفى الرجالي: سبعينية التقدم والاشتراكية.. مناسبة للإبحار في الاجتهادات الفكرية الذكرى السبعين لحزب التقدم والاشتراكية، ذكرى عظيمة، تبرز التاريخ المجيد لهذا الحزب الثوري، وما قدمه للوطن من خدمات دفاعا عن استقلال البلاد وعن وحدته الترابية، كما تبرز ارتباطه بالتوجه التحرري الذي أطر الأحزاب التاريخية خلال القرن الماضي. ذكرى السبعينية للحزب، تذكر أيضا بحضوره الإعلامي القوي الذي اهتم بالقضايا الوطنية وقضايا النضال من أجل مجتمع الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، كما يتجلى ذلك من خلال وقوفه مع الكادحين من عمال وفلاحين وتأطيرهم وكذلك الدفاع عن مصالحهم الطبقية والعمل من أجل تحسين ظروف عيشهم. وليس هذا فقط، فحزب التقدم والاشتراكية حزب عتيد، متجدر في التربة الوطنية، وكان أول تنظيم سياسي أدخل الفكر الماركسي والتنظيم اللينيني وقيم الاشتراكية وحقوق المرأة والتنظيمات الطلابية إلى البلاد، كما كان أول تنظيم سياسي، أدخل ثقافة انخراط المثقف في بيئته الحاضنة، ومن ثمة التأسيس لموقع المثقف العضوي الملتزم بقضايا الشعب المغربي. إن الذكرى السبعينية للحزب، تمكننا من الإبحار في الاجتهادات الفكرية للحزب ومسايرة تطور العالم واعتبار الخصوصيات الوطنية التي أسست للقراءة الجدلية للتحالفات الداخلية والخارجية وربطها ببناء التكتلات الكبرى من أجل التأثير في الموازين الكبرى، حيث كان أول من دعا إلى تأسيس الجبهات الداخلية، ونادى ببناء الجبهة الوطنية الديمقراطية، كما دعم التكتلات الكبرى الدولية المعادية للاستعمار الجديد والامبريالية، وكان على رأس ذلك منظمة دول عدم الانحياز ومنظمة الدول القارات الثلاث إلى جانب الأممية الشيوعية. هذا الحزب، الذي قدم كل هذا الزخم الفكري والسياسي أسس لثقافة جديدة تؤسس لمغرب التنوع والاختلاف والتعدد ومناهضة التعصب والتشدد الديني. واليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى العظيمة، لابد من استحضار كل هذا التراث الفكري العظيم وضرورة ربطه بقراءة نقدية جديدة لممارساتنا، وربطه كذلك بحاضر ومستقبل البلاد من أجل تطوير هذه الجدلية حتى نتمكن الارتقاء بفكرنا وتنظيمنا وموقعنا في البيئة الحاضنة. نحتفل بهذه الذكرى، إذن، من أجل استحضار الأهداف النبيلة المليئة بالعبر الدروس والتي يمثلها هذا التراكم التاريخي للحزب في الفكر والعمل، وأيضا حتى لاننسى هذا الزخم أو نستهلكه، بحيث إن حدث ذلك، سيحكم علينا بالخروج من الضمير الوطني الذي كلفنا ولوجه تضحيات جسام. مصطفى البرايمي: تثمين التجربة الفريدة للحزب لاحتفال بالذكرى 70 لتأسيس حزب التقدم والاشتراكية هو في الحقيقة تذكير بالتجربة التاريخية لمناضلات ومناضلي الحزب الذين جعلوا من المصلحة العامة وخدمة مصالح المستضعفين والدفاع عنهم، الهدف الأسمى لنضالاتهم. وتشكل الذكرى أيضا مناسبة لتثمين التجربة الفريدة من نوعها لحزبنا، بحيث نلاحظ أنه في الوقت الذي شهدنا فيه اندثار واضمحلال تجارب أخرى مماثلة لحزبنا في المنطقة وفي العالم، بيَّن حزب التقدم والاشتراكية على قدرته على التأقلم مع محيطه السياسي والاجتماعي، ومع التطورات التي يشهدها هذا المحيط، بحيث عملنا وواصلنا، منذ المؤتمر الوطني الثالث للحزب الشيوعي في سنة 1966، على بناء وترسيخ هوية الحزب الجماهيري القريب من انشغالات واحتياجات المواطنين، والمتكيف أيضا مع واقع الوطن والتطورات السياسية المتواترة، وهو الاختيار الذي يتجلى حاليا في مساهمتنا في تدبير الشأن العام من موقع الحكومة. والذكرى هي أيضا فرصة لإمعان التفكير في المستقبل، خاصة أننا كمناضلين ومناضلات داخل حزب التقدم والاشتراكية ألفنا ممارسة عملية النقد والنقد الذاتي، وبالتالي فإن اللحظة تقتضي منا استخراج كل الخلاصات والدروس من هذا التاريخ وتحويلها إلى حوافز للاستمرار في القيام بما يجب القيام به للتوصل إلى جعل المغرب والمغاربة يعيشون في الرفاهية المنشودة ويتمتعون بحقوقهم كاملة في التعليم والصحة والسكن، وكذا تحقيق مطمح الديمقراطية والعدالة الاجتماعية من خلال توزيع عادل للثروات. خالد الناصري: مناسبة لتأكيد التوجهات الإستراتيجية للحزب الاحتفاء بالذكرى 70 لتأسيس حزب التقدم والاشتراكية، هو مناسبة أساسية لتأكيد التوجهات الاستراتيجية للحزب، من خلال تثبيت الهوية الوطنية والتقدمية التي شكلت الخيط الهادي لاشتغال مناضلات ومناضلي الحزب طيلة 7 عقود، كانت كلها نضالات وتضحيات ووفاء للقضايا الوطنية ولهموم الشعب المغربي. ونعتبر في حزبنا أن تكريم ذاكرة الرعيل الأول، الذي عمل على تنشئة الحزب ومنحه مواصفات الوطنية والالتزام، فيه وفاء لهؤلاء المناضلين، ولكن فيه أيضا خدمة لمستقبل البلاد، خاصة أن المرحلة التي تمر منها بلادنا تقتضي التوفر على أحزاب تتسم بالجرأة والتبصر والإقدام. لذلك فإحياء الذكرى لا يتم من خلال الحنين إلى الماضي بقدر ما يبنى على تأسيس آفاق المستقبل، اعتمادا على جذور تضرب في عمق التربة الوطنية. رحال الزكراوي: التقدم والاشتراكية نواة لإنتاج المناضلين بالنسبة لي كمناضل أنتمي لمدرسة حزب التقدم والاشتراكية، اعتبر الاحتفال بسبعينية الحزب، مناسبة لإبراز إمكانياته الهائلة في إنتاج الأفكار وبناء التصورات الهادفة لسد حاجيات المجتمع المغربي في كل المجالات سواء منها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فحزب التقدم والاشتراكية، كنواة لإنتاج المناضلين، راكم تجربة كبيرة طيلة مساره النضالي الذي دام أكثر من سبعين سنة، أكد فيها دائما وأبدا تغليبه للمصلحة العليا للوطن والشعب، على المصالح الذاتية الضيقة، كما يتجلى ذلك في دفاع مناضلاته ومناضليه عن القضايا العادلة للمستضعفين والطبقة الكادحة. حزب التقدم والاشتراكية، في شخصيته، كان وما يزال يقوم على الإبداع والانخراط والتواصل، في قيم عليا، وبالتالي فهو فعلا مدرسة، أنجبت علماء في الاقتصاد كعزيز بلال وإدريس بنعلي، إضافة إلى نخب فكرية وأطر دولة وأساتذة جامعيين. الاحتفال بسبعينية الحزب مناسبة أيضا، نستحضر من خلالها دوره الكبير في طرد المستعمر والذود عن حوزة الوطن ووحدته الترابية، وفي هذا السياق أذكر أن الحزب، كان أول تنظيم يطالب باسترجاع الأقاليم الصحراوية، وقد أصدر علي يعته رحمه الله كتابا في الموضوع بداية السبعينات إلا أنه منع من النشر. كما يعتبر هذا الاحتفال مناسبة لإبراز دور الحزب في نشر الفكر الاشتراكي في المغرب فهو يعتبر أول من أدخل هذا المنهج إلى المملكة، ودوره كذلك في المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة فكان السباق إلى الدعوة للمناصفة بين الجنسين ونظم مناظرة حولها سنة 1675، وعلى المستوى الثقافي، لابد من التذكير بأن الحزب كان له قصب السبق في المطالبة بالاعتراف بالأمازيغية وإصدار وثيقة ينادي من خلالها بإقرارها كلغة وطنية. زيادة على مواقفه الديمقراطية في كل المجالات. عبد الرحيم بنصر: التقدم والاشتراكية أسدى خدمات جليلة للوطن والشعب إن ما ميز حزب التقدم والاشتراكية، الوريث الشرعي للحزب الشيوعي المغربي و حزب التحرر والاشتراكية طوال تاريخه في تقديري الشخصي، هو: أولا: مقاربته التحليلية للواقع وذلك بربطه الجدلي الخلاق بين الخصوصية والكونية وبين الفكر والممارسة. ففيما يخص العلاقة الأولى، أي الخصوصية والكونية، فقد اقر الحزب، وخصوصا منذ الموتمر الثالث للحزب الشيوعي المغربي، أن لكل شعب سماته التي تحددها له ثقافته، ويحددها له تاريخه والتي لا يمكن القفز عليها أو تجاهلها في أي مشروع يهدف إلى تغيير الأوضاع، لكنه لم يكتف بهذا التحديد بل أكد كذلك على ضرورة الانفتاح و التفاعل وبشكل نقدي مع ما يجري في البلدان الأخرى للاستفادة من تجاربها و ثقافاتها، ومساندة نضالاتها من اجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. أما العلاقة الثانية، أي الربط بين الممارسة والفكر، فقد حرص الحزب على أن تظل الممارسة أمينة للفكر الذي تعبر عنه وتسعى إلى تحقيقه وان يظل الفكر مستقلا عن الممارسة أي أن يظل محتفظا بوظيفته النقدية من اجل تصحيح الممارسة وترشيدها، وتحصينها من احتمال خروجها عن الهدف الذي يعبر عنه ويرمي إليه الفكر. كما حرص الحزب أن يستمر الفكر في حركة دائمة، أي أن يظل في حالة تجدد دائمة، وفق ما تفرضه المتغيرات التي تأتي بها الأحداث والوقائع في مسار حركة التاريخ من شروط جديدة. ثانيا: الدفاع المستميت عن المصالح العليا للوطن: النضال من اجل استقلال البلاد واستكمال وحدته الترابية. ثالثا: التموقع الاجتماعي بجانب الكادحين والنضال فوق ارض الوطن مهما كلف ذلك من ثمن. رابعا: النضال من اجل وحدة القوى الوطنية والتقدمية. خامسا: النضال من اجل تحرير المرأة وتحقيق المساواة مع الرجل. سادسا: مقاربة الواقع في حركيته والتحليل الملموس للواقع الملموس، يعني الابتعاد عن النمطية والأحكام الجاهزة. سابعا: نبذ الدوغمائية و التحجر والتعصب واليقينية المطلقة. ثامنا: تحديد و تعريف كل مرحلة تاريخية ومقتضياتها و قياس موازين القوى الفاعلة ودراسة الشروط الموضوعية والذاتية. تاسعا: اختيار نهج النضال السياسي الديمقراطي. عاشرا: التشبث باستقلالية قراراته. إحدى عشر: النضال من اجل توفير شروط بناء مجتمع اشتراكي مقبول إنسانيا ومطابق لظروف تاريخ بلادنا. اثني عشر: التضامن مع شعوب العالم في نضالها من اجل الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وضد كل أشكال الميز العنصري. هذا ما أوحت لي به هذه الذكرى مستحضرا في نفس الوقت ما أسداه رفاق ورفيقات كثر للوطن والشعب من خدمات جليلة وما خصصوه لنا من وقت ثمين لتوعيتنا وتكويننا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من لازال على قيد الحياة وأود أن لا تمر هذه الفرصة دون التعبير لهم مرة أخرى عن امتناني و تقديري نزهة الصقلي : تجديد الإصرار على التشبث بالهوية والرصيد النضالي الذكرى 70 لتأسيس حزبنا تجعلنا نستحضر المسار الطويل للحزب ونضالاته، وكذا هويته التي تمكن من ترسيخها وإغنائها طوال 70 سنة، خاصة من خلال تعزيز المكونات الأساسية لهذه الهوية التي تتمثل أساسا وأولا في التوجه اليساري المحض المرتكز على مباديء الحرية والديمقراطية والحداثة وكذا المباديء السامية لحقوق الإنسان بمفهومها الكوني، والمكون الثاني لهذه الهوية هو الارتباط الوثيق والعميق بهموم وانشغالات الطبقات الكادحة والمستضعفة والدفاع عن مصالحها، وهو الأمر الذي كان ولا يزال واضحا من خلال مختلف تحاليل ومبادرات الحزب التي تسير دوما باتجاه المطالب الاجتماعية. وثالث مكون هو الذي يتجلى في الإيمان القوي بالمساواة عموما وخصوصا المساواة بين الجنسين والتي كان حزبنا سباقا للدعوة إليها ودعمها من خلال طروحاته، ولا بد من التذكير أننا كنا أول حزب يبادر إلى تأسيس جمعية نسائية ديمقراطية في سنة 1985 (الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب)، تدافع عن مباديء المساواة وحقوق المرأة. كل هذه المكونات شكلت منارة للمسار السياسي لحزبنا. واليوم ونحن نحتفي بالذكرى 70 لتأسيس الحزب، مطروح علينا بقوة أن تشبث أكثر فأكثر بركائز هوينا ورصيدنا النضالي، سواء في فعلنا الميداني في أوساط المواطنات والمواطنين أو في عملنا البرلماني، أو من خلال تحملنا لمسؤولياتنا الحكومية التي نسطر على كونها أيضا تتسم في مجملها بطابع اجتماعي. ولا يفوتني وأنا أتحدث إليكم من مؤسسة البرلمان أن أستحضر شخصية الراحل علي يعته، مؤسس حزب التقدم والاشتراكية وقائده الملهم بشخصيته الفذة التي كانت تملأ قبة هذه المؤسسة حضورا وهيبة، وتمثيلا حقيقيا لانشغالات المواطن المغربي، وكذا لهوية الحزب التي كان علي يعته خير معبر عنها. سعودي العمالكي : سبعينية التقدم والاشتراكية.. نفس جديد وشحنة للمناضلين والمناضلات يحتفي حزب التقدم والاشتراكية بالذكرى السبعينية لتأسيسه في ظروف سياسية تتسم بالكثير من المتغيرات. وهي مناسبة من أجل التذكير بمصيره التاريخي العريق، وما عرفه من تحولات عبر مراحل كثيرة. إنها مناسبة يرد منها الحزب أن تكون درسا وعبرة من أجل الاستمرارية في نهجه وخطه السياسي الذي تطبعه البراغماتية والواقعية في المواقف.. حقيقة، أن حزب التقدم والاشتراكية يعد الآن مدرسة كما كان في السابق، للقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة والتي يعمل على صرفها في الواقع عبر القرارات التي يتخذها. ومن دون شك أيضا، أن هذا الاحتفال سيعطي نفسا جديدا وشحنة قوية للجيل الحالي كما للأجيال الصاعدة من المناضلين والمناضلات، للمضي على نفس مسار الحزب الهادف إلى تلبية حاجيات المجتمع المغربي وتخليص كادحيه من عمال وفلاحين من براثين الفقر والتهميش. لقد أرادت قيادة الحزب، ان تجعل من هذه الذكرى، ليس فقط مناسبة للاحتفال والشعور بالاعتزاز، بل أيضا، فرصة للمناضلين لشحذ عزائمهم بما يكفل لهم تهييئا نموذجيا لاستحقاقات المقبلة، وخصوصا، المؤتمر الوطني الذي سيعقده الحزب في نهاية السنة المقبلة. ونحن نحتفي بهذه المناسبة، لابد من استحضار عدد من المناضلين الذين كرسوا حياتهم من أجل خدمة المصلحة العليا للوطن والشعب، والأخذ في الاعتبار، دقة المرحلة التي تمر منها بلادنا لاسيما وأن حزبنا يتواجد في موقع المسؤولية، مما يقتضي منا وقفة للتأمل في أدائنا الحكومي والحزبي، وذلك عبر برمجة لقاءات وندوات وأنشطة مواكبة للفروع المحلية والإقليمية والجهوية وكذا الأقطاب والقطاعات الموازية. علينا إذن، خلال هذه المناسبة أن ندقق في مواقفنا السياسية، خصوصا، وأن المكتب السياسي للحزب قد اختلى مؤخرا، لتعميق النقاش حول أداء الحزب وكذلك الاستحقاقات المقبلة. صحيح، أن حزب التقدم والاشتراكية له من الإمكانيات السياسية ما يبوئه مكانة لائقة على الصعيد الحزبي، لكن وجبت الإشارة إلى أن حضوره التنظيمي لا يواكب إشعاعه السياسي، وعليه، يجب الانكباب على إعادة هيكلة جميع التنظيمات الحزبية حتى يكون الحزب فعلا أداة قوية قادرة على مواصلة النضال والالتصاق أكثر بهموم وقضايا الجماهير الشعبية التواقة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. محجوب الكواري: تذكير الجيل الصاعد ببطولات مناضلي هذا التنظيم العتيد إن الاحتفاء بالذكرى السبعين لميلاد حزب التقدم والاشتراكية له دلالات متعددة، فهي مناسبة لتذكير الجيل الجديد والصاعد ببطولات مناضلي هذا التنظيم العتيد، الذي أبلوا البلاء الحسن في طرد المستعمر، واسترخصوا من أجل ذلك أرواحهم فداء للوطن. وهي ذكرى كذلك تؤرخ لمسار متميز لحزب عمر سبعين سنة كرس فيها فكره وعمله من أجل الدفاع عن قضايا الوطن والشعب، فكان بحق، مدرسة أنجبت الكثير والكثير من المناضلين الأفذاذ الذين قدموا خدمات جليلة للوطن سواء بإنتاج الأفكار والتصورات من أجل بناء مغرب الحداثة والتقدم. فمعايشتي لأكثر من أربعين سنة لمختلف المراحل التي عاشها حزب التقدم والاشتراكية، تجعلني اليوم، متفائلا، بخصوص مستقبل هذا التنظيم، في ظل تشبثه بالمبادئ والمرجعيات التي تربى عليها، من أجل الدفاع عن قضايا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم الفئات المستضعفة.