PPS يشكل رقما أساسيا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الوطنية بنصر: 70 سنة من النضال دفاعا عن مبادئ وقيم الاشتراكية قال عبد الرحيم بنصر إن حزب التقدم والاشتراكية أبان، طيلة مساره التاريخي، عن قدرة عالية في الصمود أمام كل الصعاب، وأنه بفضل كفاحه وصموده، أصبح يشكل رقما أساسيا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الوطنية، وحاضنا لمناضلين أفذاذ حملوا لواء نشر قيم العدالة والمساواة والدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين. ولتسليط الضوء على هذا المسار النضالي، استعرض عبد الرحيم بنصر، عضو اللجنة المركزية، ومدير الإدارة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية والمقر الوطني للحزب، خلال العرض الذي قدمه في لقاء احتضنه، أول أمس السبت، مقر الفرع الإقليمي للحي الحسني لحزب التقدم والاشتراكية بالدار البيضاء، (استعرض) المحطات الأساسية في تاريخ الحزب، منذ التأسيس إلى اليوم، مرورا بسنة 1974 التي شكلت مرحلة التحول الذي عرفته البلاد في إطار الانفراج السياسي والإعلان عن المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية. وفي شروحات مسهبة، أوضح بنصر كيف ساهم الحزب الشيوعي المغربي إلى جانب الحركة الوطنية في النضال من أجل الاستقلال، ومواجهة القمع والتنكيل الذي كان المستعمر يواجه به الشعب المغربي، مذكرا، في هذا السياق، بما تعرضت له قيادة الحزب الشيوعي المغربي في كثير من الفترات من القمع والاعتقال والمنع، وكيف ساهم قادة الحزب في الكفاح المسلح وأيضا في الحملة التي كانت تندرج ضمن المقاومة الاقتصادية من خلال مقاطعة البضائع الفرنسية. وانتقل المحاضر، بعد ذلك إلى التذكير بالأحداث التي عرفها المغرب مباشرة بعد الاستقلال وكذا التجاوزات التي عرفتها المرحلة في إطار الرغبة في الهيمنة التي كانت لدى بعض أعضاء المقاومة، الذين شرعوا في القيام بالعديد من التصفيات الجسدية في حق كل من كان يخالفهم الرأي من أمثال القياديين في الحزب الشيوعي الذين تعرضوا للتصفية الجسدية، موضحا أن سنة 1959عرفت منع الحزب بقرار من الحكومة التي كان يقودها عبد الله إبراهيم، ليتم المنع بشكل رسمي خلال سنة 1961. وشدد بنصر على أن حزب التقدم والاشتراكية الذي استرجع قانونيته تحت اسم حزب التقدم والاشتراكية سنة 1974، حرص على رفع وتيرة نضالاته عبر العديد من المحطات، واضعا قضية الوحدة الترابية للمملكة في مقدمة أولوياته. بهذا الخصوص، ذكر المتحدث بموقف الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عقب الأعمال الاستفزازية الأخيرة للجزائر وتماديها في ممارساتها العدائية اتجاه المغرب، حيث أعلن الحزب، يقول المتحدث، أنه سيظل وفيا لنضاله الدؤوب دفاعا عن وحدتنا الترابية عبر العمل على تعزيز الجبهة الداخلية وتقوية تماسكها، والاضطلاع بدوره كاملا في نصرة عدالة قضيتنا الوطنية الأولى في المنتديات والمحافل الدولية، داعيا باقي القوى الحية ببلادنا إلى مضاعفة جهودها اتجاه باقي الدول والأحزاب السياسية والمنظمات والهيئات المعنية في إفريقيا والعالم، قصد الدفاع عن عدالة قضية وحدتنا الترابية. وعقب مداخلة عبد الرحيم بنصر المستفيضة التي تطرقت لمحطات عديدة، منها تشكيل الكتلة والاعتقالات التي تعرض لها رفاق علي يعته، والتي اختتمها بالدعوة إلى تجميع وحفظ ذاكرة الحزب وتراثه، فتح باب النقاش الذي انصب بالأساس على محاولات إعادة قراءة وتصفح تاريخ الحزب، وشهد إجماعا على الحضور الفعلي والفعال لحزب الكتاب في التاريخ المعاصر للمغرب، والذي استطاع على مدى سبعة عقود من الزمن، أن يظل حاضرا في المشهد السياسي المغربي، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي ميزت مساره في بعض السنوات. كما أجمعت كل المداخلات على أن الاحتفاء بالذكرى السبعينية لتأسيس للحزب، تعتبر مناسبة للتأكيد على الوفاء لهوية ومرجعية مبادئ الحزب، ومدى ضرورة الانفتاح وتجديد الفكر لاستيعاب التحولات الحالية وطنيا ودوليا، مع التأسيس لإجابات عن المشروع المجتمعي الديمقراطي وما يطمح إليه المجتمع من تقدم. وفي تعقيب له على هذه المداخلات، قال عبد الرحيم بنصر إن محطة الرابع عشرة من نونبر الجاري، بالإضافة إلى طابعها التاريخي الغني بالدلالات، تعتبر تكريما لأجيال من المناضلين، ومناسبة لتعريف الأجيال الجديدة بقيم وإيديولوجية الحزب وزخمه التاريخي، وفرصة بالنسبة لقيادات الحزب الوطنية والجهوية والمحلية وكل المناضلات والمناضلين لاستحضار عطاءات رفاقهم ورفيقاتهم في مجال النضال السياسي من أجل إرساء أسس الديمقراطية وفضاءات الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية المنبثقة عن مبادئ وقيم الاشتراكية والتي دافع وسيظل حزب التقدم والاشتراكية يدافع عنها.