عبد الله إبراهيم منع الحزب الشيوعي المغربي وعبد الرحيم بوعبيد عارض قرار الحظر أفاد مولاي إسماعيل العلوي أن حزب التقدم والاشتراكية أبان، طيلة مساره التاريخي، عن قدرة عالية في الصمود أمام كل الصعاب سواء في عهد الاستعمار الفرنسي أو في مرحلة الاستقلال. وأضاف اسماعيل العلوي خلال العرض الذي قدمه أمام فضاء الأطر التابع للحزب بجهة الرباط، أول أمس السبت بالمكتبة الوطنية، أن حزب التقدم والاشتراكية، بفضل كفاحه وصموده، أصبح يشكل رقما أساسيا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الوطنية، مشيرا إلى أن هذا الحزب الذي كان له الفضل في إدخال القيم والفكر الاشتراكي إلى المغرب، وكذا فكر المساواة بين الجنسين، تمكن من التكيف مع الواقع المغربي والانصهار في التربة الوطنية في إطار الفهم الخلاق للرؤى الماركسية التي تطالب بضرورة التكيف مع الواقع كما هو وليس كما ينبغي أن يكون. واستعرض إسماعيل العلوي، رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، المحطات الأساسية في تاريخ الحزب الشيوعي المغربي، منذ التأسيس إلى غاية سنة 1974، أي مرحلة التحول الذي عرفته البلاد في إطار الانفراج السياسي والإعلان عن المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية. وأبرز إسماعيل العلوي كيف ساهم الحزب الشيوعي المغربي إلى جانب الحركة الوطنية في النضال من أجل الاستقلال، ومواجهة القمع والتنكيل الذي كان المستعمر يواجه به الشعب المغربي، مشيرا إلى ما تعرضت له قيادة الحزب الشيوعي المغربي في كثير من الفترات من القمع والاعتقال والمنع، وكيف ساهم قادة الحزب في الكفاح المسلح وأيضا في الحملة التي كانت تندرج ضمن المقاومة الاقتصادية من خلال مقاطعة البضائع الفرنسية. وأوضح العلوي أن الحزب كلف عبد الله العياشي وعبد السلام بورقية بالعمل على جمع شمل كل تيارات الحركة الوطنية، وإصدار مجلة فكرية تحليلية تعكس ما يجري في المغرب من تحولات في ظل نضال المغاربة ضد المستعمر الفرنسي، وكذا إبراز المواقف التي تعتمر الساحة الوطنية كالموقف من معاهدة «أيكس ليبان» حيث عبر الحزب الشيوعي المغربي وعلال الفاسي وجيش التحرير عن رفضهم لهذه المعاهدة معتبرين إياها بمثابة مناورة من الاستعمار الفرنسي. وذكر مولاي اسماعيل العلوي بتلك الأحداث التي عرفها المغرب مباشرة بعد الاستقلال وكذا التجاوزات التي عرفتها المرحلة في إطار الرغبة في الهيمنة التي كانت لدى بعض أعضاء المقاومة، الذين شرعوا في القيام بالعديد من التصفيات الجسدية في حق كل من كان يخالفهم الرأي من أمثال القياديين في الحزب الشيوعي عبد الكريم بعبد الله، أحمد السطي، والبقالي الذين تعرضوا للتصفية الجسدية. وأوضح اسماعيل العلوي أن سنة 1959عرفت منع الحزب الشيوعي المغربي بقرار من الحكومة التي كان يقودها عبد الله إبراهيم، وذلك بدعوى أن الحزب يتعارض مع الإسلام، وأضاف المتحدث، أن الوحيد الذي عارض قرار المنع داخل المجلس الحكومي كان هو عبد الرحيم بوعبيد، مشيرا إلى أن هذا القرار أحيل على المحكمة الابتدائية بالرباط حيث كان القضاة فرنسيين، وحكموا بعدم تعارض الحزب الشيوعي المغربي مع الإسلام وقالوا إن هذا الحزب لم يعلن أنه ضد الدين، لكن الحكومة استأنفت الحكم، ليتم المنع بشكل رسمي خلال سنة 1961 في تزامن مع الانتقال إلى عهد ملكي جديد والمتمثل في تولي الحسن الثاني العرش. من جانب آخر، شدد إسماعيل العلوي على أن الحزب الشيوعي المغربي، حرص، في مرحلة الاستعمار، على إثبات الهوية المغربية، وعلى المطالبة باستقلال المغرب، مشيرا إلى الأعمال التي تم القيام بها من أجل ذلك على المستويات السياسية والتنظيمية.