يستعد حزب التقدم والاشتراكية إلى عقد مؤتمره العام الثامن، أيام 23 و24 و25 أبريل المقبل، بمدينة بوزنيقة (قرب الرباط)، لانتخاب أجهزته الجديدة، بما فيها الأمانة العامة للحزب. وينتظر أن يكون هذا المؤتمر استثنائيا، إذ سيعرف انتخاب أمينا عاما جديدا، بدل إسماعيل العلوي، الذي أكد عدم ترشحه لولاية جديدة، لتشتعل المنافسة بين عدد من قياديي هذا المكون السياسي لخلافته. وتحدثت مصادر متطابقة عن أن نبيل بن عبد الله، عضو المكتب السياسي للحزب، واحدا من أبرز المرشحين لخلافة الأمين العام الحالي، وأكد إسماعيل العلوي، ،خبر عدم تشرحه لولاية جديدة، مشيرا إلى أن "أسباب شخصية وذاتية، إلى جانب تقدمه في السن، وضرورة عنايته بأسرته، وراء اتخاذه هذا القرار". وأضاف الأمين العام للحزب "العبد مسيّرا وليس مخيّرا، وأظن أن الوقت حان لإيلاء أكبر وقت ممكن لأسرتي والاهتمام بها"، مبرزا أن "الرفاق يتفهمون قراري". وحول ما إذا كان سيعتزل السياسة نهائيا، قال إسماعيل العلوي "المناضلين لا يعتزلون نهائيا، ويكتب عليهم الإكمال دائما في المسار الذي اختاروه منذ البداية"، موضحا أن "السياسي هو من يقوم بواجبه تجاه المجتمع وبلده، الذي قدم له الكثير". وإسماعيل العلوي من الوجوه البارزة في اليسار المغربي، إذ جمع بين النشاط السياسي وكرسي الجامعة، قبل أن يصبح كاتبا عاما لحزب التقدم والاشتراكية، ونائبا، ووزيرا. وانتسب العلوي عام 1962 للحزب الشيوعي المغربي، وفي عام 1966 عيّن عضو لجنته المركزية أثناء المؤتمر الثالث للحزب، وفي عام 1975 عين عضوا إضافيا في المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أثناء مؤتمره التأسيسي، ثم عضوا في المكتب السياسي أثناء المؤتمر الثاني عام 1979. وكانت اللجنة المركزية للحزب قررت وضع تصور جديد لهياكله، من خلال المصادقة على إحداث أربع لجان، الأولى تهتم بالوثيقة السياسية، أو ما يسمى في أدبيات الأحزاب "أطروحة الحزب". وسيشرف على صياغتها كل من خالد الناصري،وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ومحمد نبيل بنعبد الله، ومحمد إكرين، ونزهة الصقلي، وزير التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ولجنة الوثيقة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي سيشرف عليها كل من عبد الواحد سهيل، وسعيد السعدي، ومحمد سؤال، ولجنة القانون الأساسي والنظام الداخلي، التي سيشرف عليها كل من عبد اللطيف أوعمو، ونايت الحو، وأمين الصبيحي، ولجنة التحضير المادي، التي يشرف عليها كل من مصطفى الإبراهيمي، ومصطفى عديشان. والتقدم والاشتراكية وهو في الأصل حزب شيوعي يتبنى المبادئ الماركسية اللينينية، ويتشابه في كثير من توجهاته مع الأحزاب الشيوعية في المغرب العربي ومع الحزب الشيوعي الفرنسي، فهو في منطلقاته المبدئية يدعو إلى الأخذ بالاشتراكية العلمية منهجا وتعكس نصوصه برنامجا ثوريا مع تكييف أطروحاته مع الواقع المغربي، رغم ما يذهب إليه زعماؤه من أنه حزب جديد في أيديولوجيته ومنطلقاته وأطره. إيلاف