يحضى اليوم موضوع الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة هذا العام بنقاش حزبي وإعلامي متنام، ومختلف الهيئات السياسية باشرت استعداداتها الذاتية لهذا الموعد الديمقراطي، وكل هذا بالطبع مهم ومرحب به، وتقتضيه ديناميتنا الديمقراطية الوطنية. في البلاغ الصادر عن الاجتماع الأسبوعي للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، المنعقد يوم الاثنين، جاء أن قيادة الحزب تؤكد على ضرورة أن يكون الإطار القانوني والتنظيمي للانتخابات المقبلة إطارا متقدما يوفر الضمانات الكافية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، يحفز على المشاركة الواسعة لمختلف الفئات الاجتماعية وخاصة الشباب، ويمكن من إفراز مؤسسات منتخبة محليا ووطنيا تعكس الإرادة الشعبية الحقيقية، وذلك على أساس البلورة السليمة لمضامين الدستور ذات الصلة. إن عمق الرهان الذي يجب أن يستحضره الديمقراطيون اليوم يكمن هنا، وهو يجسد فعلا الفرق بين حلفاء الإصلاح ومناهضيه، والفرق بين الرؤية الواضحة وبعد النظر وبين العمى وضيق الحساب. الهدف يجب أن يكون اليوم هو تنظيم انتخابات نزيهة وتمتلك كل شروط الشفافية، كما يجب العمل كي تفرز هذه الاستحقاقات نخبا جديدة لها الكفاءة والمصداقية والجدية والنزاهة لتدير الهيئات التمثيلية في البلاد، ولتساهم في صنع مغرب... المستقبل. إن من شأن الانتخابات المقبلة أن تساعد بلادنا على إحداث التغيير في عدد من الجماعات المحلية التي سارت بذكر فضائحها الركبان، ومن شأنها أيضا أن تقود إلى إحداث المعنى في منظومة ثنائيتنا البرلمانية، وهو ما كان يطالب به الجميع طيلة سنوات، وانطلاقا من هذا فإن نجاح بلادنا في ربح هذا التحدي الديمقراطي من شأنه أن يعيد للسياسة نبلها وجديتها ومعناها، ومن شأنه أيضا أن يمنح لشعبنا وشبابنا التفاؤل والثقة في مؤسسات بلاده وفي... المستقبل. لكل هذا، شدد بلاغ المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية على العمق في الكلام عن الانتخابات، تاركا لكل من شاء أن يتيه في حسابات الذات وهواجسها وعقدها، ولم يلتفت إلى من ينشرون بذيء القول والغمز والاتهام في حق الحزب ومناضليه. وإذ ينطلق حزب التقدم والاشتراكية من العمق المشار إليه ويستحضره، فهو أيضا يتابع دينامية عمله التنظيمي والإشعاعي والتحضيري في كل أرجاء البلاد، ذلك لأنه يعول على هذا العمل التعبوي والنضالي اليومي بالذات لينال ثقة الناخبات والناخبين يوم الاقتراع، ومن يروج عن الحزب عكس هذا فهو يتعمد النظر بعينين مغمضتين ويريد أن يقنع نفسه بالوهم. القوى الديمقراطية الحقيقية مطالبة اليوم بتمتين التعبئة السياسية والميدانية والشعبية للدفاع عن نزاهة الانتخابات وديمقراطيتها، وذلك بدل تضييع الوقت في لوك الكلام الذي لن يقود إلا إلى تضييع فرصة أخرى على شعبنا وبلادنا لتعزيز مسار الإصلاح والتحديث. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته