سفير المغرب بإسبانيا محمد بنيعيش قال سفير المغرب بإسبانيا، محمد فاضل بنيعيش، إن المكون الثقافي يشكل "عاملا مفضلا" في تعزيز التقارب بين المغرب وإسبانيا. وأوضح الدبلوماسي المغربي، الذي كان يتحدث مؤخرا بمدريد بمناسبة افتتاح معرض للصور بعنوان "نظرة إلى المغرب من الضفة الأخرى" أقيم في إطار الأيام الثقافية المغربية الإسبانية الأولى التي نظمها المغرب بتعاون مع نقابة الاتحاد العام للعمال الإسبانية، أن هذه الأيام الثقافية هي "خير دليل على ثراء تاريخنا العريق المتميز بالتعايش وحسن الجوار". وأضاف محمد فاضل بنيعيش في هذا الحفل، الذي حضره الأمين العام للاتحاد العام للعمال كانديدو مينديز ورئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو إلى جانب شخصيات أخرى من عوامل الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة، أن هذا التراث الثنائي سيفتح الطريق أمام الأجيال الجديدة لرفع التحديات المشتركة حاضرا ومستقبلا. وعلى الرغم من هذه المكتسبات، دعا السفير إلى فتح مزيد من الآفاق لتعزيز إدماج المجتمع المدني في هذا "المسلسل النبيل"، وتشجيع أكثر المعرفة والتفاهم بين الشعبين بعيدا عن الأحكام المسبقة والخلط بين الأمور. وقال إنه بغض النظر عن العلاقات الحكومية والمؤسساتية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية، فإن علاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا تمر بفترة "ممتازة"، مجددا التأكيد على الحاجة إلى تحفيز وتشجيع جميع المبادرات التي تندرج في إطار "الدبلوماسية العمومية". وأضاف بنيعيش أن المملكة المغربية انخرطت، منذ نحو خمسة عشرة سنة، وبحزم، في مسلسل الانفتاح السياسي وترسيخ دولة القانون والتحديث الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن هذا المسلسل تعزز وتسارع من أجل تزويد البلاد بالمؤسسات والآليات الجديرة بدولة حديثة تحظى باحترام وثقة شركائها الدوليين وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي. وأضاف الدبلوماسي المغربي أن هذه العملية توجت باعتماد دستور جديد سنة 2011 عن طريق استفتاء شعبي، اعتبر في الكثير من الجوانب "رائدا" في العالمين العربي والإسلامي. وقال إن المغرب، كبلد منفتح على محيطه الإقليمي والدولي، انخرط دائما في شراكة استراتيجية ومفضلة مع جيرانه، لاسيما إسبانيا، التي تشكل "الجار والشريك الطبيعي" للمغرب، مبرزا أن البلدين يتقاسمان مصالح اقتصادية، وروابط تاريخية وقيم الديمقراطية والسلم والحوار والاحترام. وأشار بنيعيش إلى أن المغرب وإسبانيا عازمان، وبكل حزم، على رفع التحديات، والدفاع عن نفسيهما ضد التهديدات، خاصة تلك المرتبطة بإيديولوجيات التهميش والاقصاء. وأشاد، بهذه المناسبة، ب"مستوى من النضج والثقة والتفاهم" التي تميز حاليا العلاقات بين البلدين، مسلطا الضوء على الدور الهام الذي يضطلع به الفاعلون غير الحكوميين، لاسيما النقابات، والفاعلين الجمعويين في بناء الجسور وخلق التآزر من خلال تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم. ويضم معرض "نظرة إلى المغرب من الضفة الأخرى" للفرنسي جان مديسكس، 20 صورة تم التقطاها في نحو عشر مدن مغربية بين سنتي 2009 و2014، وتعكس، بحسب صاحبها، التطور الذي شهده المغرب في جميع المجالات، وكذا دينامية سكانه. وأوضح مادييسكس، المقيم بالمملكة المتحدة منذ 11 سنة، أن "المغرب بلد يتحرك ويتطور بشكل مستمر، ويتميز بالحفاظ على أصالته، في أجواء من الحداثة".