أجريت، يوم الاثنين الماضي، بالقاهرة، قرعة المسابقات الخاصة بأندية كرة القدم على المستوى الأفريقي، إيدانا بمشاركتها وتفادي العقوبة التي كان من الممكن أن تسلط عليها، بسبب تبعات رفض المغرب تنظيم النسخة الثلاثين لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نفس التاريخ التي حدده من قبل جهاز (الكاف)، مع ما صاحب هذا الرفض من مشاكل وردود فعل لم تنته بعد، بعدما تم تأجيل الحسم في أمر هذه العقوبات إلى ما بعد انتهاء دورة "الكان" بغينيا الاستوائية. ويمثل كرة القدم المغربية في هاتين المسابقين كل من المغرب التطواني والرجاء البيضاوي "عصبة الأبطال"، والفتح الرباطي، ونهضة بركان "كأس الاتحاد"، حيث ستدخل الأندية المغربية غمار تجربة جديدة، من المفروض أن يتم توفير لها كل أسباب النجاح حتى تتمكن من إعادة كرة القدم الوطنية إلى الواجهة الأفريقية. فالأندية المغربية التي ذاقت حلاوة الوصول إلى العالمية بعد مشاركة كل من الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني مستفيدة من إجراء دورتي الموندياليتو على أرض المغرب، لم يعد من المقبول أن تتخلف في كل مرة عن الموعد الأفريقي، والمطلوب هو ضمان مشاركة ناجحة وبصفة خاصة في عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، نظرا لقيمتها الاستثنائية، ليست فقط بالنظر إلى عائداتها الكثيرة، ولكن لكونها مؤدية مباشرة لكأس العالم للأندية، حيث المال والشهرة والأضواء. فمنذ سنوات، لم تستطع الفرق المغربية الصمود أمام صفوة القارة، حيث أصبح الإقصاء المبكر هو القاسم المشترك بين جل الأندية، وفي كثير من الأحيان يتم الإقصاء من الأدوار التمهيدية، قبل الوصول إلى دور المجوعات. ويعود آخر تتويج لكرة القدم المغربية بالعصبة لسنة 1999، وكان بواسطة الرجاء البيضاوي، حيث تمكن من لعب أول كأس عالمية بالبرازيل، والجمهور الرياضي يتذكر المستوى اللافت للعناصر الرجاوية خلال هذه الدورة، مما مكن الكثير منهم من الاحتراف بأبرز الأندية الأوروبية، أما آخر فريق لعب النهاية فكان الوداد البيضاوي سنة 2011، عندما خسر النهاية ضد نادي الترجي التونسي. صحيح أن التألق على الصعيد الأفريقي يتطلب موارد مالية مهمة، لكن يتطلب أيضا الكثير من الإصرار والعزيمة والرغبة في خوض التحدي، مع انخراط فعلي من طرف المسؤولين عن الشأن الرياضي المتمثل في الوزارة الوصية والجامعة المشرفة على شؤون كرة القدم، في دعم مشروع أي ناد يطمح للوصول إلى العالمية من أوسع الأبواب، لأن في ذلك خدمة للرياضة المغربية بصفة عامة. فالمستوى الباهت الذي أظهره وفاق سطيف الجزائري خلال مشاركته بالموندياليتو الأخير بالمغرب، أدهش جل المتتبعين، إلى درجة تساءلوا عن الكيفية التي مكنت فريقا بأداء ضعيف من التألق على المستوى القاري، الشيء الذي يؤكد أن المنافسة بقوة على اللقب القاري، يتطلب الإيمان بالقدرات الذاتية مع ضمان وجود دعم من طرف الجهات المسؤولة. فالبديهي أن تألق الأندية على المستوى القاري يعود بالنفع على قمة الهرم أي المنتخبات الوطنية، وفي جل الفئات إناثا وذكورا، مادامت القاعدة عاجزة عن فرض ذاتها قاريا، وأي تغيير لابد وأن يهم الفرق كأساس لامحيد عنه، لأنه في غياب أي إصلاح على مستوى القاعدة لا يمكن انتظار بروز أي ناد أو منتخب مغربي على الصعيد الدولي. والحقيقة التي يجب أن يعيها الجميع هي أن المنطلق هو أفريقيا، فهي قارتنا وهويتنا، وإليها نعود كلما أردنا مخاطبة العالم... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته