خسارة متعددة الأوجه والانعكاسات... خيبة أمل كبيرة تلقتها كرة القدم الوطنية بعد المغادرة المبكرة لفريق الجيش الملكي منافسات دوري أبطال أفريقيا إثر تعادله في لقاء الإياب بباماكو أمام ريال باماكو المالي بهدف لمثله، وهى نتيجة كانت كافية لتأهل ممثل مالي على حساب الفريق المغربي المكتفي بنتيجة التعادل بالرباط بهدفين لمثلهما. إقصاء يطرح أكثر من علامة استفهام حول واقع فريق يعد من الركائز الأساسية لكرة القدم الوطنية، كما يتوفر على إمكانيات مهمة سمحت له بولوج عالم الاحتراف قبل أن تتلمسه فيما بعد باقي الأندية الوطنية، إلا أن النتائج لا تعكس نهائيا هذه الإمكانيات، بالرغم من تعدد المحاولات وخطط الإصلاح وضخامة الميزانيات، وبنائه قاعدة جماهيرية مهمة، فإن كل هذه الأسس، لم تكن كافية لكي يعود فريق الجيش إلى سابق عهده، وهو الذي عودنا على التألق والإبهار وطنيا وقاريا وحتى دوليا. وتعود هذه الخيبة نظرا للآمال الكبيرة التي عقلت على مشاركة هذه السنة من أجل تشكيل حضور مغربي وازن إلى جانب الرجاء البيضاوي بكأس عصبة الأبطال، وإفراز بطل يشارك بقوة في كأس العالم للأندية المنتظر تنظيمه مرة أخرى نهاية السنة الجارية بالمغرب . وتعد كأس عصبة الأبطال أقوى منافسة على الإطلاق على الصعيد القاري نظرا لوزنها ومردوديتها المالية الكبيرة، وقيمة الأندية المشاركة فيها، بالإضافة إلى كونها مؤدية مباشرة للمنتظم الدولي. ويعود آخر إنجاز لكرة القدم المغربية لسنة 1999، عندما فاز فريق الرجاء بهذه الكأس من قلب العاصمة التونسية بعد فوز مستحق على حساب الترجي التونسي، لتحلق بعد ذلك عاليا في أول كأس عالمية بالبرازيل سنة 2000. بعد سنة 1999، عجزت الأندية المغربية بعدها عن تحقيق التألق، فاسحة المجال أمام أندية مصر، تونس، الكونغو ونيجيريا، حيث تألقت في الألفية الثالثة، فجاءت مصر في المقدمة بستة ألقاب، اثنان لكل من الكونغو، تونس ونيجيريا، ولقب واحد لغانا. وبالرغم من الإمكانيات المهمة التي أصبحت تتوفر عليها الأندية المغربية مقارنة مع الواقع الأفريقي فإنها أصبحت عاجزة كليا عن الذهاب بعيدا في هذه الكأس، مكتفية بحضور متقطع بكأس الاتحاد الأفريقي كما هو الحال الرجاء، الجيش، الفتح، والمغرب الفاسي. ويلاحظ من خلال اللائحة، أن نفس الأندية هي التي تعودت على المشاركة بالمنافسات الأفريقية، فالإضافة إلى الأسماء التقليدية الرجاء والوداد والجيش، أضيف في السنوات الأخيرة كل من الفتح والمغرب الفاسي، وهى الأندية التي تتوفر نسبيا على إمكانيات مادية وتقنية تسمح لها بالمشاركة، وتحمل تبعات حضور إفريقي يتطلب الكثير من الجهد والإعداد والإمكانيات. ولا تخفى على أحد أهمية المشاركة في مثل هذه التظاهرات لما لها من إيجابيات متعددة، فبالإضافة إلى الحضور المباشر على مستوى المنافسات سواء من الناحية التقنية أو غيرها، فإن الإعداد للحضور المغربي على الصعيد القاري لا بد وأن يمر عبر أجهزة وزارة الشباب والرياضة الوصية عن القطاع والملكية المغربية لكرة القدم، وهذه ضرورة ملحة حتى لا تترك الأندية كالعادة تتحمل بمفردها تبعات مشاركة تحولت إلى وحدة قياس تقاس بها مدى تقدم اللعبة في أي بلد، دون أن ننسى العائدات المالية والتقنية والدعائية والسياسية، التي لا تقدر قيمتها بثمن.