مرفوع الرأس، أنهى الرجاء مشاركته في كأس العالم للأندية، فقد بلغ الفريق الدور النهائي للمونديال، ورغم هزيمته بهدفين لصفر أمام بايرن ميونيخ الألماني، فإن الرجاء ترك انطباعا إيجابيا عنه كفريق يلعب كرة قدم جميلة، ونجح في مقارعة الكبار، وفي تحقيق ما لم يكن الكثيرون ينتظرونه، مثلما زرع الأمل في النفوس حول إمكانية تألق الكرة المغربية. ضرب الرجاء بتألقه في مونديال الأندية الكثير من العصافير بحجرة واحدة، لقد عاد الفريق إلى الواجهة، وهو يبلغ الدور النهائي، وكتب لنفسه تاريخا جديدا كأول فريق عربي يصل لهذه المرتبة، وكأول فريق ليس بطلا يلعب نهاية المونديال، كما أعاد الملك محمد السادس إلى الملاعب بعد 13 سنة من الغياب، إذ يعود آخر حضور له لمباراة في كرة القدم إلى سنة 2000 عندما تابع مباراة المغرب وفرنسا في كأس الحسن الثاني بالدار البيضاء والتي انتهت بفوز الفرنسيين بحصة كاسحة خمسة أهداف لواحد، ونجح الرجاء كذلك في إنعاش خزينته المالية بحصوله على 4 ملايير سنتيم، مما سيجعل الفريق في وضعية مالية مريحة، ستجعله يفكر في مستقبله باطمئنان، هذا دون الحديث عن أن حضور الرجاء القوي ساهم في نجاح بطولة العالم بالمغرب، خصوصا وأن الحضور الجماهيري كان كبيرا في المدرجات، وقدم صورة إيجابية وبراقة عن المغرب. يستحق لاعبو الرجاء الشكر، فما قدموه في المونديال، كان لافتا، بل إنهم نفضوا الغبار عن الكرة المغربية، وجعلوا ملايين المغاربة يحلمون بالأفضل في المستقبل. وإذا كان الرجاء أنهى مهمته الأولى بنجاح، فإن ما حققه هذا الفريق من المفروض أن يكون حافزا لعطاء أكبر، وأولى الرهانات أمام الفريق «الأخضر» هي أن يعود إلى الأرض، ويتخلص لاعبوه من الإرهاق والتعب ويتأقلموا مع مباريات البطولة، لكي يواجهوا منافسين سيعدون لهم العدة أكثر من أي وقت مضى، خصوصا أن الفريق «الأخضر» يحمل اليوم صفة وصيف بطل العالم. وثاني الرهانات هي عصبة الأبطال الإفريقية التي لم يحرز الفريق لقبها منذ سنة 1999، إذ أن الرجاءبات مطالبا بالذهاب في منافساتها إلى أبعد مدى والفوز باللقب إن إمكن، ومنح الفرصة للمغرب للمشاركة بفريقين في كأس العالم للأندية في دورتها المقبلة. وثالث الرهانات، هي أن يعرف الفريق كيف يستثمر عائداته المالية من مشاركته في البطولة، فأربعة ملايير سنتيم توازي ميزانية الفريق لعام، والمفروض اليوم أن يحقق الفريق إقلاعا أكبر، حتى لايتكرر خطأ المشاركة الأولى في دورة البرازيل 2000، عندما شارك الفريق في كأس العالم، ثم وجد نفسه بعد سنوات خارج حلى المنافسة إفريقيا، ما أن يخرج من مشكل حتى يجد نفسه في صلب آخر. شكرا للاعبي الرجاء، لقد رفعتم رأسنا عاليا، في زمن باتت فيه الكرة والرياضة عموما لا تجلب إلا الهم والإحباط لملايين المغاربة.