نجح الرجاء البيضاوي في تحقيق «الحلم الممكن» وهو يهزم أول أمس السبت بمدينة أكادير، فريق مونتيري المكسيكي في ربع نهائي مونديال الأندية بهدفين لواحد، ليضمن بذلك عبوره إلى الدور نصف النهائي، إذ سيلتقي في مباراة ينتظر أن تكون مثيرة فريق أتلتيكو مينيرو البرازيلي بقائده رونالدينيو. في عدد الجمعة الماضي، كتبنا في هذا الركن إن مباراة الرجاء ومونتيري هي مباراة «الحلم الممكن»، وهو ما تحقق، فقد عرف لاعبو الفريق «الأخضر» كيف يتعاملون مع المباراة، وكيف يواجهون الضغط المرتفع لفريق مكسيكي بدا أنه قوي ومتمرس وبمقدوره في أي لحظة أن يحسم المباراة لصالحه، خصوصا أن مده بدا جارفا، لكن في الوقت نفسه بدا أن لاعبي الرجاء في قلب المباراة، وأن بمقدورهم كسب المباراة وكتابة التاريخ، وحفظ ماء وجه كرة مغربية أدمنت الهزائم والنكسات، وتحتاج إلى جرعة ثقة لتنفض عنها الغبار وتمضي في الطريق الصحيح. في المحصلة النهائية، انتصرت عزيمة لاعبي الرجاء الفولاذية، ونجحوا في تحقيق تأهل تاريخي للمربع الذهبي، سيكون له بلا شك وقع السحر على الفريق بشكل خاص وعلى الكرة المغربية بشكل عام، وعلى دورة كأس العالم للأندية التي سمح الحضور القوي للرجاء بنجاحها على المستوى الجماهيري، إذ أنها اليوم واحدة من أفضل الدورات على مستوى حضور الجمهور. وإذا كان لاعبو الرجاء حققوا المطلوب، وهم يهزمون أسود المكسيك، فإن المؤكد أن شهية اللاعبين ومعهم الجمهور المغربي العريض ما تزال مفتوحة من أجل الوصول إلى المباراة النهائية، رغم أن المنافس المقبل من عيار ثقيل جدا، ويضم في تشكيلته كوكبة من النجوم يتقدمهم الساحر رونالدينيو. لذلك، على لاعبي الرجاء أن يواصلوا الحلم بإمكانية تقديم الأفضل، وبإمكانية التأهل إلى نهائي تاريخي فرصة المشاركة فيه ليست متاحة دائما، وأن يرفعوا شعار «نعم نستطيع»، أما الأهم من كل ذلك، فهو أن يستثمر مسؤولو الرجاء جيدا في ما حققه الفريق، ويضعوا رؤية للمستقبل، تجعل الفريق حاضرا بشكل دائم بين الكبار، خصوصا أن خزينة الرجاء المالية انتعشت، وهو ما يمكن أن يسمح للرجاء بالمضي في الطريق الصحيح بعيدا عن الهزات المالية، وحتى لا يعيد سيناريو ما وقع بعد المشاركة في كأس العالم بالبرازيل سنة 2000 إذ لم يستثمر الفريق حضوره على نحو جيد.