انطلقت مؤخرا بمدينة فيراكروز المكسيكية أشغال القمة الإيبيرو - أمريكية الرابعة والعشرون لمناقشة مستقبل التعاون بين بلدان المنطقة، خاصة في ما يتعلق بمجالات التعليم والابتكار والثقافة. ويسعى قادة دول المنطقة إلى جعل هذا اللقاء بمثابة قمة للتجديد وإعطاء دفعة جديدة للتعاون بين الدول الاثنين والعشرين الأعضاء في هذه المنظمة عبر دبلوماسية اللقاءات المباشرة الثنائية والمتعددة الأطراف بين رؤساء الدول والحكومات وممثلي البعثات المشاركة. ويتم خلال القمة، التي يحضرها العديد من رؤساء الدول والحكومات مع تسجيل غياب الرئيسة الأرجنتينية لأسباب صحية، عقد ثلاثة اجتماعات وزارية موازية تتعلق بالتعاون الدولي، والعلاقات مع المنظمات الدولية، واجتماع آخر يضم وزراء خارجية تحالف المحيط الهادئ. وكانت الأمينة العامة للمنظمة الإيبيرية الأمريكية ريبيكا غرينسبان قد أكدت أن قمة فيراكروز هي لقاء "لتجديد" هذا النظام التعاوني، مشيرة إلى أن القمة الرابعة والعشرين في خدمة إرساء أجندة محكمة في مجال التعليم والثقافة وتعزيز مجتمع المعرفة والإنتاجية. وقالت إن أسباب جعل اللقاء قمة التجديد يتمثل في كونها أضحت فضاء للإنتاج، مع برامج ذات قيمة كبيرة، حيث أن المنطقة تختلف عن سنة 1991 عندما تم إنشاؤها على أساس التركيز على النواحي الاقتصادية والاجتماعية. من جهته، قال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، خلال رسالة قصيرة لدى وصوله إلى مطار فيراكروز، إن القمة الرابعة والعشرين لرؤساء دول وحكومات المنطقة الإيبيرو أمريكية تعرف نجاحا باهرا بالنسبة للمكسيك والدول المشاركة، مشيرا إلى أن هذه القمة " تنكب على كيفية انعقاد قمم في المستقبل وكل ما يؤثر على رفاهية وثروة ورخاء الأشخاص". وتتميز هذه القمة، التي أحدثت سنة 1991 كآلية للتشاور السياسي والتعاون من أجل التنمية وتجمع رؤساء دول وحكومات 22 بلدا ناطقا بالإسبانية والبرتغالية من شبه الجزيرة الإيبيرية وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بحضور العاهل الإسباني فيليبي السادس بصفته ملكا لإسبانيا لأول مرة. وجرى خلال الشهور الماضية عقد الاجتماع الاستثنائي للمنسقين الوطنيين ومسؤولي التعاون في المؤتمر الإيبيرو - أمريكي، وذلك بمشاركة ممثلين عن 22 دولة إيبيرو- أمريكية، بهدف مناقشة وإعداد التوصيات لقادة المنطقة الإيبيرو-أمريكية الرامية إلى تنفيذ القرارات التي تم اعتمادها سنة 2013 خلال مؤتمر القمة في بنما، والانكباب على دراسة القضايا الأساسية المتعلقة بالتعاون في المجالات ذات الأولوية. كما تم خلال هذا الاجتماع تقديم تقرير بشأن التعاون في ما بين بلدان الجنوب في المنطقة الإيبيرو-أمريكية 2013 - 2014، الذي يمثل ممارسة مهمة في منهجية التعاون بين البلدان النامية. وتم تقديم الاتفاقات المنبثقة عن اجتماع المنسقين الوطنيين ومسؤولي التعاون إلى وزراء الشؤون الخارجية ولاحقا إلى قادة القمة الإيبيرو -أمريكية من أجل اعتمادها. كما أن الملف الاقتصادي كان حاضرا بالموازاة مع أشغال القمة من خلال اللقاء الإيبيرو - أمريكي للمقاولات الذي نظم على مدى ثلاثة أيام، وعرف مشاركة عدد من الرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات بالمنطقة لبحث التحديات والفرص المشتركة سواء في إطار مشاريع التعاون الثنائي أو المتعدد الأطراف. وعلى مدى يومين، تحولت فيراكروز إلى عاصمة للبلدان الناطقة بالإسبانية والبرتغالية، إذ عرفت أشغال القمة الإيبيرو - أمريكية الثالثة والعشرين تغطية واسعة لوسائل إعلامية محلية ودولية، وخاصة لكونها تنعقد في سياق اقتصادي وسياسي دولي متحول.