أكد الأمين العام للمنظمة الإيبيرو-أمريكية إنريكي إيغليسياس الجمعة الماضية بقادس (جنوبإسبانيا), أن آفاق التعاون بين المغرب والدول الإيبيرو-أمريكية واعدة. وأبرز إيغليسياس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, على هامش اجتماع الأمانة العامة للمنظمة الإيبيرو-أمريكية, مشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني في أشغال القمة الإيبيرو-أمريكية, مضيفا أن المغرب الذي يشارك في هذه اللقاء السنوي لأول مرة بصفة ملاحظ, تربطه علاقات «وثيقة جدا» مع بلدان أمريكا اللاتينية. وأشار في هذا الصدد إلى ان حوالي 6 ملايين مغربي يتحدثون اللغة الإسبانية, وهو ما يبرز الروابط اللغوية والثقافية القائمة بين المملكة ودول المؤتمر الإيبيرو-أمريكية, معربا في هذا الصدد عن أمله في أن تتعزز هذه العلاقات بشكل أكبر في المستقبل. ودعا «إعلان قادس»الذي صادقت عليه الدول الإيبيرو-أمريكية المشاركة في هذه القمة التي اختتمت مساء السبت الماضي , إلى اعتماد سياسات اقتصادية لفائدة المواطنين وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة وتعزيز المؤسسات, وعلى الخصوص في المجال التربوي. وأكدوا على أهمية تعزيز الفضاء الثقافي الإيبيرو-أمريكي وخلق مناصب الشغل للشباب والنساء. وعبر «إعلان قادس» عن دعمه لإحداث «الأسواق الإقليمية» من أجل تعزيز المبادلات التجارية, داعيا إلى فتح نقاش حول ضرورة إصلاح ودعم السوق المالي الدولي. وأضاف الإعلان أن من شأن هذا الإصلاح أن يشجع «أكثر الاستقرار في النظم المالية والسياسية وإعطاء دفعة جديدة للنمو الاقتصادي» مبرزا «أهمية اعتماد قواعد واضحة ومستقرة للمساهمة في تعزيز الاستثمارات المنتجة الوطنية والأجنبية وفقا لقوانين كل بلد». من جهة أخرى, دعا الإعلان إلى تطوير المؤسسات من خلال النهوض بالكفاءة الإدارية والحكامة الالكترونية والشفافية ومكافحة الفساد. وأوصت القمة أيضا بتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية (الاتجار في المخدرات والبشر والأسلحة) التي تمثل «تهديدا خطيرا» ضد المواطنين. كما اتفق المشاركون على عقد مؤتمر القمة الإيبيرو-أمريكية المقبل يومي 18 و19 أكتوبر 2013 في بنما. وشارك المغرب , الذي أصبح سنة 2010 عضوا منتسبا في هذا التجمع الإقليمي, للمرة الأولى بصفة ملاحظ في هذه القمة السنوية. وتم تمثيل المملكة في هذا الاجتماع من قبل السيد سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون الذي شارك الجمعة الماضية في اجتماع الأمانة العامة الإيبيرو-أمريكية. وأولت القمة, التي نظمت هذه السنة تحت شعار «علاقة متجددة بمناسبة مرور الذكرى المئوية الثانية لدستور قادس» اهتماما خاصا لسياسات النمو الاقتصادي والتقليص من الفقر والنهوض بتكافؤ الفرص وتشجيع خلق فرص الشغل. وناقش المشاركون في هذه القمة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا , وكذا المواقف التي يتعين اتخاذها قصد مواجهتها, إضافة إلى مواضيع النهوض بالاستثمار ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وتنقل المواهب الشابة عبر الفضاء الإيبيري - أمريكي.