اعتبرتها «صدقة جارية».. والعملية تجرى لأول مرة بالدارالبيضاء في سابقة من نوعها، شهد المركز الجراحي لمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، أول عملية نقل لعدة أعضاء من متبرع طفل في حالة موت سريري. وأوضح الدكتور الرمضاني بنيونس، رئيس مصلحة طب الكلى بالمستشفى الجامعي ابن رشد وأستاذ بكلية الطب، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، الخميس، أن هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها التي تجرى بمدينة الدارالبيضاء، ومن متبرع طفل، اعتبارا لكون العمليات السابقة لنقل الأعضاء كانت تجرى بالمستشفى الجامعي ابن رشد، ومن متبرعين بالغين. وهكذا، يضيف د. الرمضاني، جرى التنسيق بين مستشفى الأطفال والمركز الجامعي ابن رشد، لإجراء العملية التي تتطلب أيضا تنسيقا بين عدة تخصصات طبية تشمل الإنعاش والتخدير، الجراحة العامة، جراحة الكلي، جراحة المسالك البولية والجراحة الباطنية. وبذلك تمكن فريق الجراحة، يوم 20 يوليوز الجاري، من أخذ عضوين هما الكبد وكلية واحدة، من الطفل المتبرع، ونقلهما إلى شخصين لمنحهما حياة جديدة، حيث نقل الكبد إلى مدينة الرباط ليتم زرعه بنفس اليوم بمستشفى ابن سينا بالرباط لشخص في عقده الرابع. بينما تم زرع الكلية لسيدة في عقدها الرابع كذلك، ضمن عملية ناجحة بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي بالدارالبيضاء. وأشار د. الرمضاني أن السيدة التي استفادت من زرع الكلية، كانت تعاني من الفشل الكلوي لعدة سنوات، وهي حاليا في صحة جيدة حيث تقوم الكلية التي تم زرعها بعملها بشكل جيد، رغم أن المتبرع كان طفلا والمستفيد شخص بالغ. وأشار أن عملية زرع الكبد تتطلب بالمقابل بعض الوقت للتأكد من نجاحها بصفة قطعية. ونوه د. الرمضاني بالخصوص بمبادرة أسرة الطفل المتوفى التي لولا مسارعتها إلى الموافقة على عملية التبرع لما أمكن إنقاذ حياة الأشخاص المستفيدين، وذلك على الرغم، كما يقول منسق العملية، من لوعة الألم على فراق فلذة كبدها. إلا أن هذه الأسرة سرعان ما اقتنعت بالمقصد النبيل للعملية، بل واعتبرت أن هذه الأخيرة ستكون بمثابة «صدقة جارية» ذات قيمة إنسانية كبيرة خاصة أنها جرت في شهر رمضان المعظم. وكان الطفل المتبرع قد وصل إلى مستشفى الأطفال يوم السبت 19 يوليوز وهو في حالة موت سريري جراء حادث سير، وبعد موافقة والديه تم الشروع في عملية نقل الأعضاء السليمة مباشرة في اليوم الموالي.