لم يتم تسجيل أي إصابة بفيروس «كورونا» في المغرب جدد وزير الصحة الحسين الوردي، أول أمس الثلاثاء بالرباط، نصح المواطنين الذين من المقرر أن يتوجهوا إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج لموسم العام الجاري بالعدول عن هذا القرار، تفاديا لخطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. وأوضح وزير الصحة في معرض رده على أسئلة آنية بمجلس المستشارين حول فيروس كورونا أن هذا الفيروس القاتل الذي سبب 750 إصابة لحد الآن توفي منها حوالي 36 في المائة من المصابين، ليس له لحد الساعة أي دواء أو علاج أو مضادات. وأشار الوردي أن من خصائص هذا الفيروس أعراضه «الخطيرة والوخيمة» ممثلة في «ضيق في النفس والتنفس وارتفاع في درجة الحرارة وآلام في المفاصل»، وأن مخاطر إصابة بعض الفئات بفيروس كورونا خلال موسم الحج والعمرة «مرتفعة»، بالتحديد بالنسبة لكبار السن والأطفال والحوامل والمصابين بالسرطان والأورام وداء نقص المناعة المكتسبة وحاملي الأمراض المزمنة، موضحا أن منظمة الصحة العالمية تسمي هذه الفئة «مجموعة عالية المخاطر». وأكد الوزير من جهة ثانية أن الوزارة تتابع يوميا مختلف التطورات المتعلقة بفيروس كورونا، موضحا أن الوزارة ستتواصل مع الرأي العام بهذا الشأن «بكل أمانة ومسؤولية وشفافية»، علما، يقول الوزير، أنه لم يتم تسجيل أي إصابة بهذا الفيروس في المغرب حتى الآن. وفي معرض حديثه عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة هذا الفيروس، قال الوردي إن الوزارة وزعت، بمجرد ظهور هذا المرض في المملكة العربية السعودية سنة 2012، أول دورية بهذا الشأن في 28 شتنبر 2012 للرفع من مراقبة هذا المرض، ولجأت إلى المعهد الوطني للصحة ومعهد باستور للتأكد من التوفر على آليات الكشف المبكر عن هذا الفيروس، فضلا عن إعداد بعض المصالح الصحية، بالتحديد في الدارالبيضاء، لمعالجة الحالات المصابة إذا ما وجدت، وإجراءات التقيد بالإجراءات الصحية على مستوى المطارات. وكان وزير الصحة قد أكد في جواب عن سؤال سابق في البرلمان أن قرار إصدار توصية بتأجيل أداء مناسك الحج والعمرة بالنسبة إلى بعض المواطنين «اتخذته الحكومة بعد استشارات طويلة شملت المنظمة العالمية للصحة ووزراء الصحة العرب». وأحال وزير الصحة المغربي على بلاغ صادر عن المملكة العربية السعودية «تنصح فيه جميع المسلمين بالعدول عن أداء مناسك العمرة والحج خلال الموسم الحالي». ودعا وزير الصحة المغاربة الراغبين في الحج بالتزود بأقنعة واقية توزعها وزارة الصحة في المستشفيات مجاناً وقراءة منشورات للصحة المغربية تبين المرض وطرق انتشاره وكيفية الوقاية منه. كما أصدرت الوزارة لاحقا، يوم 11 يونيو الجاري، بلاغا أوصت فيه الراغبين في أداء مناسك العمرة والحج، باستشارة الطبيب قبل الذهاب إلى الأماكن المقدسة، وذلك من أجل تقييم مدى استعدادهم البدني، قصد اتخاذ الحيطة والحذر اللازمين. ونصحت الوزارة، في نفس البلاغ، «المواطنات والمواطنين الذين لا يتوفرون على الاستطاعة البدنية بتأجيل العمرة والحج هذا العام حرصا على سلامتهم». يذكر أن السلطات السعودية، ورغم إعلانها عن استقرار الحالة الوبائية لداء كورونا خلال الأيام القليلة الماضية وتراجع عدد حالات الإصابة المسجلة، أكدت أول أمس، على لسان وزيرها في الصحة، أنها ما تزال ماضية في تشديد الإجراءات من أجل محاصرة الداء، ومن بينها الإجراءات الاحترازية الخاصة بالوافدين على المملكة السعودية. وأكد مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة السعودية في بلاغ أن على جميع القادمين للمملكة الالتزام بالاشتراطات الصحية والتطعيمات المعلن عنها. وأضاف أنه تم إعلام سفارات المملكة وممثلياتها في الخارج بضرورة اعتمادها عند منح التأشيرات للقادمين، وذلك للحد من انتشار العدوى بفيروس «كورونا». كما أوصى المركز بأهمية اتخاذ التدابير الوقائية من التقيد بالنظافة العامة، وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب الاحتكاك المباشر بالمصابين بأعراض تنفسية. بدورها أشارت منظمة الصحة العالمية، أن الوضع الراهن المتعلق بانتشار فيروس كورونا ما زال يتسم بالخطر. ورغم أن المنظمة الأممية أكدت على عدم ضرورة إعلان حالة الطوارئ بسبب الفيروس، إلا أنها نبهت إلى كون طريقة انتقال الفيروس ما تزال أمراً مجهولاً، فضلا عن الغموض المحيط بكيفية انتشاره وكذا صعوبة علاجه. ومن ثمة حذرت المنظمة من أن يساهم وصول ملايين الوافدين على المملكة السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة وعودتهم لاحقا إلى ديارهم عاملا مسببا في المزيد من انتشار الفيروس وإمكانية خروجه عن السيطرة بما يفضي إلى وضع كارثي لا قدر الله.