أفاد عبد الرحمان بلمامون، مسؤول بمديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أن وزارة الصحة تنصح المواطنين الراغبين في التوجه لأداء مناسك العمرة بالديار المقدسة، بتأجيل قرار سفرهم إلى وقت لاحق، لتجنب أي احتمال للإصابة بفيروس "كورونا". وأكد بلمامون أن الأمر يتعلق بنصيحة، وليس بقرار، يعني المواطنين المصابين بأمراض مزمنة غير مستقرة، والمصابين بالفشل الكلوي والسرطان في مراحله المتقدمة، وبأمراض القلب، والسكري غير المستقر، إلى جانب النساء الحوامل والأطفال، والأشخاص المسنين. وأوضح بلمامون أن فيروس "كورونا"، تسبب في إصابة 699 حالة، ما بين 2012 إلى اليوم في العالم، توفي منهم 207 أشخاص، ما يفيد أن نسبة الوفيات جراء الداء بلغت 30 في المائة. وبلغ عدد المصابين بالداء في السعودية 580 حالة، و61 حالة في الإمارات و9 إصابات في دولة قطر. وأكد بلمامون أن المنظمة العالمية للصحة، لم تصدر، إلى حدود الآن، أي قرار بوقف السفر إلى السعودية، إلا أن ارتفاع عدد الإصابات بالداء في السعودية، خلال الأسابيع الأخيرة، دفع بعدد من الدول الإسلامية إلى نصح مواطنيها بتأجيل سفرهم، وإن تعذر عليهم ذلك، فإنهم مدعوون إلى احترام قواعد الوقاية من الإصابة بالمرض. ودعا بلمامون باحترام مجموعة من النصائح، مثل نظافة اليدين والملبس واستعمال الأقنعة الوقائية في أماكن الازدحام، والابتعاد عن أماكن الازدحام وتجنب التجمعات والأشخاص، الذين تظهر عليهم علامات المرض، مع وضع واق على الأنف، مع المبادرة بالاتصال بالمصالح الصحية، إذا ظهرت أعراض تنفسية حادة ووخيمة، مع وجود فرق طبية في الديار المقدسة، التي ترفع نسبة المراقبة الصحية. وتحدث بلمامون عن أن فيروس "كورونا"، أو الفيروس التاجي، يظل عاجزا على الانتشار من إنسان إلى آخر، استنادا إلى أنه فيروس ذو أصل حيواني. وذكر بنمامون أن فيروس "كورونا"، يشبه إلى حد كبير فيروس الأنفلونزا، إذ من أبرز أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة إلى أكثر من 39 درجة، وسعال، وحدوث مشاكل تنفسية، تصيب المسالك الهوائية العليا، تتراوح ما بين اضطرابات تنفسية بسيطة إلى عميقة. وفي ظل عدم توفر علاجات طبية للداء، تظل التدابير الاحترازية والوقائية، بوابة تفادي الإصابة بالمرض، علما أنه في حالة الإصابة بالفيروس يحال المريض على غرفة الإنعاش لتلقي علاجات مكثفة، يبين بنمامون. ونصح وزير الصحة، الحسين الوردي، أول أمس الثلاثاء، في معرض رده على سؤال شفوي حول "فيروس كورونا" تقدم به الفريق الدستوري في إطار جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، ب"تأجيل" أداء مناسك الحج هذا العام إلى البقاع المقدسة في السعودية، تفاديا لخطر الإصابة بعدوى فيروس "كورونا"، الذي يصيب الجهاز التنفسي. وقال إن "هذا القرار (النصح) لم تتخذه الوزارة إلا بعد استشارات طويلة مع العديد من الجهات، على الخصوص المنظمة العالمية للصحة ووزراء الصحة العرب"، مشيرا إلى أن العدوى به تبقى واردة بسبب التجمعات والمحتشدات التي تميز مناسك العمرة والحج في المساجد والفنادق ووسائل النقل. وأضاف أن كورونا "مرض خطير يقتل 1 من أصل كل ثلاثة مصابين"، مؤكدا "عدم وجود أي دواء أو لقاح أو مضادات حيوية لعلاجه". وفي وقت سابق، نصحت وزارة الصحة للوقاية من فيروس "كورونا" في بلاغ لها، بضرورة التزود بأقنعة واقية توزعها وزارة الصحة بالمستشفيات مجانا، ومطويات تمكن من فهم هذا المرض، والابتعاد عن التجمعات المغلقة والمفتوحة، والغسل المتواصل للأيدي، واستعمال المنشفات أثناء السعال أو العطس. كما شددت على ضرورة الفحص الجيد والدقيق لجميع المعتمرين القادمين من السعودية، لمحاصرة انتشار هذا الفيروس المغرب، الذي من شأنه أن يتسبب في أضرار جسيمة، خاصة أن الفيروس لا يظهر عند المواطنين إلا في الحالات المتأخرة من المرض. كما أشار الوردي خلال رده أن المملكة العربية السعودية أصدرت بدورها بيانا تنصح فيه جميع المسلمين بالعدول عن أداء مناسك العمرة والحج خلال الموسم الحالي. ورغم الجهود الحثيثة، التي تبذلها المعاهد العالمية المتخصصة بأمراض الفيروسات، لم تتوصل لحد الساعة إلى اكتشاف لقاح وقائي أو مضاد حيوي لعلاج هذا الفيروس ولا طرق انتقاله.