خالد الناصري: الاستمرار في روح التوافق والمسؤولية عبد الأحد الفاسي: موحدون في إطار رؤية توافقية أنس الدكالي: تدبير مفهوم الانفتاح انطلاقا من هويتنا جلول مكرام: فرع الرباط محوري بالنظر إلى خصوصية العاصمة يواصل مناضلو ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية، التحضير لمؤتمرهم الوطني التاسع الذي سيلتئم ببوزنيقة نهاية لشهر الجاري، تحت شعار «مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية»، في جو من الحماس النضالي والرغبة في جعل محطة المؤتمر، محطة لتتويج مسار تنظيمي وسياسي، لحزب أثبت عبر التاريخ أنه متجذر في التربة السياسية المغربية، ويشكل مدرسة متميزة في الحقل السياسي المغربي. في هذا الإطار ، وتحت إشراف وفد من الديوان السياسي للحزب المكون من خالد الناصري وعبد الأحد الفاسي الفهري وأنس الدكالي، التأم مؤتمر الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالعاصمة الرباط، مساء السبت الماضي وسط حضور متميز لأطره وشبابه ونسائه الذين انكبوا على مقاربة الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعاصمة الرباط. وقبل ذلك، كان عضو الديوان السياسي خالد الناصري، قد وقف في كلمة له بالمناسبة على السياق التاريخي والسياسي الذي ينعقد فيه المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية، مشيرا في هذا الصدد إلى الحراك الذي عرفته مجموعة من الدول العربية والمغاربية في إطار ما سمي ب «الربيع العربي» وكذا الدينامية المجتمعية التي عرفها المغرب سنة 2011 والتي مكنت من إعادة صياغة المرتكز الدستوري في اتجاه أكثر ديمقراطية وتقدم. وأضح خالد الناصري، أن هذا السياق واكبته انتخابات تشريعية جديدة أفرزت أغلبية جديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية ومشاركة لحزب في هذه الأغلبية في نطاق الحفاظ على ثوابت وهوية حزب التقدم والاشتراكية. ومن جانب آخر، أبرز القيادي الحزبي، أن دور فرع العاصمة الرباط الذي يدخل محطة المؤتمر الوطني التاسع، دور «متميز» نظرا للحمولة المعنوية والسياسية للعاصمة. كما أكد على أن مشاريع الوثائق المحالة على المؤتمر اتسمت كلها بالتوافق الذي أفضى إلى التصويت عليها بالإجماع، مشيرا في ذات السياق إلى أن محطة المؤتمر الإقليمي هي محطة تنظيمية أساسية تهم انتخاب مندوبي ومندوبات المؤتمر الوطني، الشيء يفرض على الجميع الاستمرار في روح التوافق والمسؤولية. من جانبه، أكد عبد الأحد الفاسي عضو الديوان السياسي، على أن جميع مناضلات ومناضلي الحزب أن يكون في الموعد خلال محطة المؤتمر الوطني التاسع من أجل إبراز الحزب كوجه مشرق وسط فضاء سياسي كثيرا ما يتميز بالرداءة. وأضاف القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، أن الجميع سيذهب إلى المؤتمر وقد صادق على مشاريع الوثائق بالإجماع، كدلالة ساطعة وقوية تبرز حجم تعلق جميع المناضلين بوحدة الحزب، حيث أنه على الرغم من بعض الاختلافات الطبيعية في الرؤية للتدبير الحزبي والتقدير السياسي للمرحلة، وتقييم أداء القيادة الحزبية، لكنه على العموم الكل موحد في إطار رؤية توافقية تضع حزب التقدم والاشتراكية فوق كل اعتبار. وشدد عبد الأحد الفاسي الفهري،على أن محطة المؤتمر يتعين أن تكون مناسبة لتقوية لحمة الحزب وضمان إشعاعه كقوة موحدة وازنة ومتميزة، وهو رهان أساسي يتعين على الجميع أن يكسبه، مشيرا إلى أن التوافق الذي أفضى إلى الإجماع حول مشاريع الوثائق هو بناء جماعي وتراكم منذ سنوات على مستوى تحاليل اللجنة المركزية وأيضا على مستوى نقاشات أعضاء اللجنة المركزية وهي التي أفضت إلى هذا التوافق الذي مكن من التوفيق بين هوية الحزب كحزب تقدمي يساري اشتراكي دون دوغمائية، وفي نفس الوقت حزب واقعي يحاول معالجة مشاكل المغرب كما هي دون إفراط في البراغماتية التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى الانتهازية. وأشار إلى أن الحزب استطاع أن يوفق بين هذين المعطيين، باعتماده أسلوب جديد تمت بلورته من خلال نقاشات اللجنة المركزية التي بات بإمكانها معالجة كل القضايا المعقدة التي تكون طارئة. من جانب آخر، أفاد الفاسي الفهري، أن الحزب يعرف دينامية تنظيمية وتواصلية مهمة في مختلف مناطق المغرب في المدن كما في القرى والجبال والمناطق النائية، هذا لا يعني عدم وجود مشاكل تنظيمية، لكن يضيف المتحدث، هناك قدرة على تدبيرها وعلى استيعاب الملتحقين الجدد في إطار المزج الخلاق بين الأجيال والنخب. بدوره، ذكر أنس الدكالي عضو الديوان السياسي، أن حزب التقدم والاشتراكية عرف توسعا تنظيما مهما وأنه أصبح له حضور وتواجد في أماكن لم يكن يتواجد بها، كما لم يكن يسمح له بالتواجد بها خلال سنوات الرصاص، مشيرا إلى أنه يتعين على الجميع أن يحلل هذا المعطى ويستخلص منه الدروس الأساسية الكفيلة بجعل الحزب مؤثرا بشكل أكبر في المشهد السياسي المغربي. وأضاف الدكالي، أن حزب التقدم والاشتراكية ظل طوال حياته يؤمن أن المؤسسة البرلمانية هي واجهة أساسية في النضال وفي الدفاع عن قضايا الشعب العادلة والمشروعة، بالإضافة إلى واجهة المشاركة في الحكومة من أجل مواصلة أوراش الإصلاح التي أطلقها المغرب منذ حكومة التناوب التوافقي سنة 1998. وذكر عضو الديوان السياسي، أن حزب التقدم والاشتراكية، بات من أكثر الواجهات الحزب جاذبية بالنسبة للشباب والنساء والنخب عموما، مبرزا ضرورة تدبير مفهوم الانفتاح في إطار تطور الحزب انطلاقا من هويته كحزب يساري اشتراكي حداثي وديمقراطي، مؤكدا على أهمية هذا الانفتاح ليس فقط على المستوى الوطني ولكن أيضا على مستوى الاستفادة من التجارب الإنسانية خدمة لأهدافه التي تجعل من التنمية والتقدم المجتمع أهم مرتكزاتها في أفق بناء مجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية والطبقية. من جانبه، ركز جلول مكرام الكاتب الأول للفرع الإقليمي الذي ترأس هذا المؤتمر، على رهانين أساسين بالنسبة للحزب في العاصمة الرباط، بالإضافة إلى تأكيده على أهمية إعمال منهجية التوافق في انتداب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع، داعيا إلى ضرورة الانكباب على الجانب التنظيمي للحزب بالرباط مباشرة بعد المؤتمر، لإعادة هيكلة الحزب بشكل ينسجم مع حجم التحديات التي يفرضها تواجده في العاصمة. وأوضح جلول مكرام، أن أطر الحزب بالرباط وأعضاء اللجنة المركزية كان لهم إسهام في مناقشة وإعداد مختلف مشاريع وثائق المؤتمر الوطني، وأن هذه الخصوصية تجعل من الفرع الإقليمي للرباط فرع محوري على المستوى الوطني بالنظر إلى خصوصية وطبيعة العاصمة الإدارية للملكة. وفي الأخير وبعد نقاش مستفيض لما ورد في كلمات أعضاء الديوان السياسي، تم انتخاب مندوبي ومندوبات المؤتمر الوطني التاسع وعدد 18 مندوبا ومندوبة بإعمال منهجية التوافق بين جميع الفروع المحلية التي أكدت كلها على أهمية هذه المحطة التاريخية في مسار حزب التقدم والاشتراكية.