الفقيد كان مناضلا سياسيا محنكا ورجل مبادئ ونزاهة قال عبد السلام الصديقي في كلمته خلال حفل تأبين محمد الطالبي أن المرحوم مارس العمل السياسي بمعناه النبيل، وساهم بفضل نضالاته في تقريب الحزب العريق بمبادئه من عامة الناس، حتى صار اسمه متداولا في كل جهات الغرب. وأضاف أن الفقيد كان رجل مبادئ ونزاهة في الفكر ونظافة اليد، مناضلا سياسيا محنكا صقلته التجارب فأمسى ثاقب النظر عميق التفكير والتأمل، حصيف الرأي متشبثا بالمبادئ التي آمن بها. كان المرحوم- يؤكد عبد السلام الصيقي بحكم معرفته بالراحل على امتداد سنوات- متواجدا دائما مدافعا عن بشراسة عن مبادئ حزب التقدم والاشتراكية والذي انتظم في صفوفه منذ سنين شبابه الأولى. و ذكر الصديقي في معرض كلمته أثناء حفل التأبين الذي نظمه المكتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالقنيطرة الجمعة الفارطة، بعمل الفقيد المتفاني أثناء الحملات الانتخابية للحزب حيث تمكن من تحقيق الفوز في الانتخابات الجماعية لسنة 1994، منتزعا بذلك مقعدا في المجلس البلدي بالقنيطرة، وساهم بشكل ناجع وفعال في تسيير الشأن المحلي بالمدينة. وأضاف أن التزامه السياسي قاده إلى تبوء أعلى مراتب المسؤولية في الحزب حيث تم انتخابه عضوا في المكتب السياسي خلال المؤتمر الخامس سنة 1995، الشيء الذي لم يكن بالهين أنذاك خاصة عندما يتعلق الأمر بحزب مثل التقدم والاشتراكية. وبالإضافة إلى عمله الحزبي – يضيف الصديقي- فإنه كان مناضلا نقابيا من الطراز العالي في صفوف الاتحاد المغربي للشغل، حيث كان مدافعا أمينا عن حقوق الطبقة العاملة، وعن وحدتها كما تمكن من المساهمة في تفعيل أطروحات الحزب المرتبطة بعلاقته مع النقابة، والمتمثلة في الاحترام الكامل للاستقلالية في اتخاذ القرار، مع الرفض التام لكل محاولة للاختراق أو التدجين، ليعيش محمد الطالبي متوازنا في انسجام مع كامل بين صفتيه السياسية والنقابية. هذا ونوه عبد السلام الصديقي بالجانب الأبوي للمرحوم قائلا إنه كان أبا مثاليا ورب أسرة كبير فتح بيته لكافة المناضلين وعلى رأسهم المرحوم علي يعته والرفيق إسماعيل العلوي. وتوالت على المنصة شهادات في حق الفقيد، قدمتها شخصيات باسم هيئات سياسية وحقوقية وأصدقاء مقربين من الفقيد أمام جمهور غفير امتلأت به جنبات القاعة، شهادات استعرضت مساره النضالي الطويل واجمعت على كون محمد الطالبي وجها بارزا في تاريخ الحزب بالمنطقة وكونه مارس السياسة إلى مستوى الحزب استقطابا وتكوينا وترويجا للفكر الاشتراكي يحركه حلم تحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة. واختتم الحفل الذي حضره عديد من الرفاق من جهة الغرب شراردة و خارجها ومن بعض أعضاء الديوان السياسي وأعضاء اللجنة المركزية وهيئات سياسية ونقابية وحقوقية وجمعيات من المجتمع المدني ومن ممثلي الصحافة الوطنية و الجهوية، بكلمة لعائلة المرحوم.