مساء يوم السبت 2 أكتوبر 2010 نظمت المهيآت التالية : الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل ،فرع حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ، فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالفقيه بن صالح ، حفل تأبين المناضل التقدمي الفقيد أحمد العابد بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله.وجاء في كلمة اللجنة التنظيمية التي ألقاها الأستاذ الدادسي " جئنا لنقدم التعازي بشكل جماعي لنا ولعائلة ورفاق وأصدقاء الفقيد... فالمناضل يبقى حيا من خلال عطاءاته وتضحياته في سبيل نصرة قضايا المواطنين الكادحين والطبقة العاملة ، من خلال استحضار نضاله السياسي والنقابي. رحل أحمد العابد وترك في نفوسنا غصة... في وقت ما أحوجنا جميعا إلى أمثال هذا المناضل الصلب والفذ...." بعد هذه الكلمة تم عرض شريط يصور بعض المحطات النضالية التي كان الراحل أحمد العابد من رموزها وصانعيها محليا وجهويا لما عرف عنه من صلابة وإخلاص للقضايا العادلة التي ظل يؤمن بها إلى آخر لحظات حياته. الأستاذ عبد الرحمان بن عمر في كلمته باسم الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ،قال :"...سيبقى الحزب متذكرا ومقدرا لتضحيات العشرات من المناضلين...مستحضرا في ذاكرته وضميره الآلاف من المناضلين ..إن المناضل أحمد العابد ناضل بكل تواضع وصبر ونكران الذات في الحقل السياسي والنقابي والجماهيري بإقليم بني ملال وكل فروعه...إن حزبنا كاستمرار لحركة التحرير الشعبية ..لن ينسى الدور الطلائعي الذي قام به المناضلون بهذا الإقليم لمواجهة كافة الانحرافات الإيديولوجية والسياسية ومنهم المناضل أحمد العابد....". استحضار الخصال النضالية التي كان يتحلى بها الفقيد لم يقتصر على كلمات رفاقه في الحزب والنقابة بل جاء كذلك من خلال قصيدة الأستاذ عبد الله المتقي والقطعة الزجلية التي قدمها الأستاذ محمد حد، والقراءة النقدية الشاعرية للمعلقات التي قام بها الأستاذ المحجوب عرفاوي.من جهته قدم المناضل محمد فلاحي تعازيه نيابة عن المكتب التنفيذي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل مؤكدا أن ما جمع الحاضرين خلال حفل تأبين الراحل هو وحدة الفكر مع ما ندر له الفقيد حياته النضالية ، مبرزا ما كان يتميز به من نباهة وقدرة على المناقشة وحب المعرفة وجرأة في إبداء الرأي داخل إطاره النقابي.وجاء في كلمة الأستاذ عبد القادر حديوي رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان :"..كنت مناضلا سياسيا ونقابيا وحقوقيا..وكان اهتمامك وإيمانك بالنضال إلى درجة نكران الذات والتضحية...كان لك الفضل في زرع بذور النضال الحقوقي الأولى في مدينة الفقيه بن صالح..قبل ميلاد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان..وكنت صدرا رحبا تنكسر عليه كل الخلافات..". المناضل محمد العشاب عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (ك-د-ش) استأذن الجميع لإيقاظ الفقيد أحمد العابد من" نومته السرمدية ليدرك بالملموس أنه إن كان الموت تحدانا جميعا وأخذه ، فإنه ظل وسيظل عاجزا عن تغييبه عنا قيما وروحا وأخلاقا..وسيبقى العابد حاضرا في كل أرجاء الوطن..ولا نقبل أن يدرج اسمه ضمن لائحة الأموات.." ابن خالته وصديقه ورفيقه في الدرب المناضل مصطفى الزبدي قدم شهادة استرجعت ما جمعه بالراحل منذ " بدأنا معا أبجديات العمل السياسي والنقابي...ورغم كونه وحيد والديه فقد وهباه للنضال...كان عصاميا في حياته المهنية ، بدأ معلما ثم أستاذا بالإعدادي فأستاذا للتعليم الثانوي...كان يفضل الغير على نفسه وتنطبق عليه الآية الكريمة (ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)..كان وحدويا بامتياز..لا تستهويه المناصب..مبادرا ومتسامحا.." حفل تأبين الراحل الأستاذ أحمد العابد عرف أيضا تقديم شهادة وعرض تاريخي تلقائي للمقاومة قدمه الحاج برادي شيخ المناضلين ورفيق منير وبوكرين في النضال ، وكذا شهادة مؤثرة لأخ وزوجة الفقيد إضافة لكلمة شكر تقدمت بها والدته في حق رفاقه وزملائه وكل من شارك في تأبين المرحوم أحمد العابد تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.