شيع المئات من المناضلين الاتحاديين ومختلف الطيف السياسي والنقابي أول أمس بمقبرة الشهداء بالدار لبيضاء، المناضل الراحل محمد الموفق إلى مثواه الأخير. وتقدم الجنازة أعضاء المكتب السياسي محمد محب وعبد الحميد اجماهري، محمد لمريني وعبد المقصود راشدي وطبيح عبد الكبير. كما حضر زملاء الفقيد من قطاع الجمارك يتقدمهم المدير العام عبد اللطيف زغنون والأطر الجمركية، حيث اتخذت الجنازة طابعا رسميا وشعبيا نظرا للخدمات الجليلة التي أسداها الراحل للقطاع خاصة في مجال الأعمال الاجتماعية التي كان يرأس جمعيتها سنوات وسنوات بإلحاح من زملائه. كما حضر الجنازة بالإضافة إلى مناضلي ومناضلات الاتحاد الاشتراكي عدد من أعضاء وعضوات اللجنة الإدارية وأعضاء الفروع، ومناضلون ومسؤولون من اليسار الاشتراكي الموحد والطليعة والنهج وفعاليات حقوقية إذ كان الراحل من مؤسسي منتدى الحقيقة والإنصاف . وألقى عضو المكتب السياسي محمد لمريني كلمة تأبينية في حق الراحل الكبير، حيث توجه بداية بأحر التعازي الى السيدة المحترمة عزيزة بوسحاقي زوجة الراحل محمد موفق، وأبنائه المرحوم سعد، شيماء، أنس. وأضاف لمريني: «معشر المناضلات والمناضلين، نقف اليوم لتأبين أخ عزيز شهم، مناضل أعطى لبلده المغرب ولشعبه العزيز أعز ما يملك، ينحدر الهالك من قبيلة الرحامنة إقليممراكش، تربى ودرس بمدينة مراكش الحمراء، وكان من المؤسسين الأوائل تنظيم 23 مارس في فترة السرية اعتقل سنة 1974، قضى بعدها في قبضة الأمن وتحت التعذيب مدة 10 أشهر، شهران منها في كوميسارية جامع الفناء بمراكش وثمانية أشهر في مركز التعذيب المشهور بدرب مولاي الشريف. ومما يسجل له أنه خلال التعذيب القاسي لم يعترف بأي مناضل، ولم يتسبب في اعتقال أي من رفاقه، كان من المناضلين الصامدين، وكانت تلك إحدى ميزاته وشيمه المعبرة عن أصالته وصدقه. حوكم في المحاكمة المشهورة لسنة 1977 بعشرين سنة نافذة، قضى منها بالسجن المركزي بالقنيطرة 10 سنوات، حيث أفرج عنه سنة 1984. وبعد الإفراج عنه، التحق بعمله الأصلي ككاتب الضبط بالمحكمة، وبعد إتمام تخرجه الجامعي، التحق للعمل بإدارة الجمارك، حيث ظل بها إلى أن وافته المنية. وخلال مساره النضالي، سواء في صفوف منظمة العمل الديمقراطي الشعبي أو داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. كان مثالا للنزاهة والاستقامة، متصفا بطيبوبة عالية وبأخلاق سامية وبعفة متناهية وكان رحمه الله شخصا صموتا قليل الكلام، لكنه في نفس الآن رجل التنظيم، خدوم بطبعه بتواضع وبصبر، لكنه عنيد لا يقبل المساومة أو التردد في مبادئه وقناعاته. وإضافة لمسؤولياته الحزبية سواء في مرحلة السرية أو أثناء النضال ضمن الحركة الاشتراكية المغربية، فإن آخر مهمة تقلدها أنه كان رئيسا لجمعية الشؤون الاجتماعية لادارة الجمارك لمدة ثلاث ولايات متتالية. إننا حين نؤبن اليوم كمكتب سياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المناضل الكبير محمد موفق، فإننا نقدر في الآن نفسه عطاء هذا الجيل من المناضلين، الذين بفضل تضحياتهم و عطائهم وعنادهم تشق بلادنا طريق التحول الديمقراطي بعناد وإصرار رحم الله فقيدنا العزيز محمد موفق رحم الله شهداءنا الأبرار وباسمكم جميعا نعزي عائلة الفقيد وفي مقدمتها الأخت المحترمة عزيزة بوسحاقي وأبناء الفقيد سعد وشيماء وأنس، كما نعزي أسرته الكبيرة ورفاق دربه الذين مازالوا على دربه سائرين وصامدين. وإنا لله وإنا إليه راجعون والسلام عليكم ورحمة الله».