الحرص على مد جسور التعاون وإيجاد صيغ لتبادل الخبرات والتجارب الإبداعية افتتحت، مساء الأربعاء الماضي بفضاء حديقة الحبول بمكناس، فعاليات الدورة 14 للمهرجان الدولي وليلي، الذي تنظمه، إلى غاية ثامن يوليوز الجاري، وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويشكل هذا المهرجان، حسب المنظمين، حدثا ثقافيا وفنيا متميزا باعتباره ينفتح على موسيقى وفنون العالم، ومحطة أساسية في تنشيط الدبلوماسية الثقافية، والسهر على تفعيل التعاون الثقافي الرامي إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى وتبادل التجارب الإبداعية في المجال الموسيقي. وأكد وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة السيد محمد لطفي المريني، أن مهرجان وليلي، الذي يندرج ضمن المهرجانات الدولية التي تسعى من خلالها الوزارة إلى صيانة الموروث الفني الوطني وتنميته وإشاعته وضمان إشعاعه الدولي، أضحى بفعل تراكماته منصة مشرقة لإعلاء القيم الإنسانية في التعايش والتسامح والتلاقح الثقافي كما أضحى يشكل فضاء رحبا لاحتضان التنوع وترسيخه في الأذهان. ودعا الصبيحي إلى الحرص على مد جسور التعاون وإيجاد صيغ لتبادل الخبرات والتجارب الإبداعية مع المشاركين في هذه التظاهرة، التي تعد مناسبة متجددة للفرق الفنية المشاركة للتواصل الفني وتقديم إبداعاتهم للعالم، معتبرا أن المهرجان هو أيضا وسيلة للتحفيز على مواصلة الإبداع وتثبيت ثقافة العرفان من خلال تكريم وجوه ساهمت في إغناء الساحة الوطنية الفنية. وتم خلال حفل افتتاح المهرجان الذي حضره، بالخصوص، والي جهة مكناس تافيلالت السيد أحمد موساوي، تقديم عروض فنية متنوعة قدمتها فرق موسيقية من المغرب وتركيا وبولونيا. فمجموعة (ماريا بوميانووسكا) من بولونيا أتحفت جمهور العاصمة الإسماعيلية بمعزوفات موسيقية أصيلة وعريقة من التراث البولوني تم من خلال توظيفه آلات موسيقية تقليدية. أما فرقة الفنون الشعبية التركية فقدمت رقصات فولكلورية من التراث التركي، فيما أمتعت فرقة روح مكناس برئاسة الفنان ياسين حبيبي الجمهور بشذرات من الموسيقى الأندلسية والروحية. وقد رسخ مهرجان وليلي كحدث ثقافي وفني في خريطة مهرجانات وزارة الثقافة، كملتقى لفنون وموسيقى العالم .وكجسر لحوار الثقافات وتمازج الفنون الغنائية في مغرب ثقافي يعيش على التعدد والانفتاح. وتأتي الدورة الرابعة عشر للتعبير عن قناعة أساسها ضرورة مد الجسور بين الحضارات وتلاقح الشعوب. إن الدورة 14 والتي تجري أطوارها وتؤكد عزم وزارة الثقافة بجعل هذا الحدث الثقافي الذي يجسد الحوار الإنساني ويقوي مبادئ التسامح ويساهم في الارتقاء بالذوق. اذ سيكون موعد جمهور المهرجان في هذه الدورة مع عدة فرق من دول شقيقة وهي : الصين البيرو، الولاياتالمتحدةالأمريكية،إسبانيا،فرنسا، بولونيا، كود ديفوار، وتركيا وجزر المارتينك مع مشاركة متميزة لفنانين مغاربة يمثلون مختلف الأجيال والحساسات الفنية، ومن هؤلاء سعد لمجرد وفاطمة الزهراء لعروسي والشاب قادر وفرقة أوزان للطرب الحساني ومجموعتا الموسيقى الغيوانية» إزنزارن» و» جيل المعنى»، إضافة إلى عدد من الفرق التراثية كمجموعة المايسترو موحا أولحسين، في صنف الموسيقى التراثية، ومجموعتا الموسيقى الغيوانية «جيل المعنى» و»إزنزارن»، وفرقة روح مكناس، لياسين حبيبي، وفرقة «أطلس»، لإدريس الإدريسي. وتقدم العروض في كل من مسرح الهواء الطلق بحديقة الحبول وساحة الهديم بمكناسابتداء من الساعة الثامنة والنصف ليلا. وتتميز الدورة بلحظات قوية ومؤثرة وهي تكريم رائدين من رواد الموسيقى المغربية في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وهما حميد الزاهير وعبد الواحد التطواني، واللذين ساهما في وضع لبنات الأغنية المغربية، ومازالت أغانيهما تحقق الانتشار ذاته حتى الوقت الراهن..