استقبلت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بسيمة الحقاوي٬ أمس الإثنين بالرباط٬ وفدا عربيا عن الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بجامعة الدول العربية في مستهل زيارة يقوم بها للمملكة للوقوف ميدانيا عند التجارب المغربية الرائدة والممارسات الوطنية الفضلى في مجال الرعاية الاجتماعية. وأبرزت الحقاوي٬ في كلمة بالمناسبة٬ التزايد المتواصل بالمغرب لمؤسسات الرعاية الاجتماعية٬ التي يصل عددها اليوم 1500٬ بفعل ارتفاع الكثافة السكانية وللاستجابة لانتظارات المجتمع على مستوى فئات الأطفال في وضعية صعبة والأشخاص المسنين وذوي الإعاقة وغيرهم. وأكدت الوزيرة أن ذلك يمثل تحديا حقيقيا استدعى حركية ودينامية مؤسساتية من خلال دور الدولة والمبادرات الخيرية للمحسنين٬ إلى جانب دور المجتمع المدني المستقل الذي تشجعه الدولة وتواكبه عبر التكوين والتدخل المناسب. وأضافت أنه بعد سبع سنوات٬ صار العمل التطوعي في المغرب أكثر تنظيما عبر قانون خاص بمؤسسات الرعاية الاجتماعية٬ مشيرة أيضا إلى الدور المرجعي لمؤسستي التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية وتفرد المقاربة المغربية من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أضحت «أساسا لا محيد عنه في إحداث دينامية الخدمة الاجتماعية بالمغرب ونموذجا يمكن لباقي الدول العربية الاقتداء به».كما أشارت إلى أن الوزارة تفاعلت سريعا مع رغبة جامعة الدول العربية في الاطلاع على النموذج المغربي في الرعاية الاجتماعية على مستوى المؤسسات ونمط الاشتغال والفئات المستفيدة٬ مضيفة أن الأوضاع الاجتماعية الخاصة بالدول العربية في حالة نزاع كسوريا وفلسطين أو التي تعرف تحولات ترتبط ب»الربيع العربي» تحتم تضامنا عربيا للتصدي لمثل هذه الطوارئ ووضع حد للفقر والهشاشة في الدول العربية. من جهتها٬ أكدت وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية المصرية نجوى حسين خليل أن الزيارات الميدانية المرتقبة تنضاف لسجل العمل الاجتماعي المشترك في المنطقة العربية٬ مشيدة بالرؤية المغربية الواضحة في رعاية الفئات المستضعفة.وأعربت عن تطلعها لمعاينة التجسيد الفعلي لهذه الرؤية ميدانيا في المؤسسات٬ مشيرة إلى التماثلات القائمة على مستوى الفئات الاجتماعية التي تخدمها الوزارة المصرية ونظيرتها المغربية وأهمية التفاعل بين تجربتي الدولتين لبحث سبل تطوير خدمات الرعاية الاجتماعية.وأوضحت الوزيرة في هذا الشأن أن مصر راكمت منذ 1939 تاريخا طويلا في الرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجا٬ مبرزة الحاجة الراهنة للمزيد من الفاعلية في الممارسة الواقعية لمواجهة ارتفاع نسبة الفقر والبطالة٬ خاصة من خلال الدور الأساسي للجمعيات الأهلية. أما مسؤول متابعة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب طارق النابلسي فأبرز٬ في تصريح للصحافة٬ أن برنامج الزيارة سيتيح فرصة الاطلاع الشامل على التجربة المغربية في كيفية معالجة الأوضاع الاجتماعية والتنموية٬ وذلك في إطار تنفيذ السياسات العربية المشتركة في ظل جامعة الدول العربية. وقال إن التجربة المغربية غنية جدا وستفسح المجال للمشاركين من باقي الدول لإغناء وتبادل الخبرات٬ بما يصب في مصلحة المواطن العربي كي يستشعر تطورا حقيقيا في أوضاعه وحياته٬ خاصة لدى الفئات الأكثر تهميشا التي يستهدفها عمل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب. وتأتي زيارة الوفد العربي في إطار تنفيذ برامج وأنشطة مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب لسنة 2013 الصادرة عن الدورة العادية الأخيرة للمجلس في دجنبر الماضي٬ حيث يستضيف المغرب برنامج الزيارات الميدانية لإطلاع ممثلي الدول العربية على الخطط والبرامج الاجتماعية التي تقوم بها القطاعات الحكومية والمجتمع المدني لفائدة الفئات في وضعية صعبة وتبادل التجارب والخبرات بين الدول العربية وإحداث تعاون وتنسيق بين المؤسسات المتماثلة فيها. ويضم الوفد ممثلين سامين وخبراء ومستشارين عرب وفاعلين تنمويين من مصر ولبنان وفلسطين وجيبوتي والجزائر والسودان وقطر واليمن وموريتانيا والسعودية٬ إلى جانب ممثلين للأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب. ويشمل برنامج الزيارات٬ التي تتواصل إلى غاية الخميس المقبل٬ عددا من المؤسسات والمراكز الاجتماعية العاملة في مجال حماية الطفولة والمرأة والمراكز التي تعنى بالأشخاص في وضعية الإعاقة والمسنين٬ وجمعيات عاملة في إطار تأهيل ودعم المبادرات التنموية٬ وذلك بمدن الرباط وسلا والدار البيضاء ومراكش ونواحيها. كما سيطلع الوفد العربي على الجهود والخطط التي يقودها القطب الاجتماعي٬ حيث ستعقد لقاءات عمل مع مكونات القطب الاجتماعي المتمثلة في التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية.