إعادة صياغة النقاش حول «المجال العام» ومساءلة التمفصلات تنطلق الدورة التاسعة لمهرجان «طنجة للفنون المشهدية» تحت شعار «الفرجة والمجال العام» يوم فاتح يونيو القادم لتستمر حتى الرابع منه بمدينتي طنجة وتطوان، المهرجان المتميز الذي دأب المركز الدولي لدراسات الفرجة على تنظيمه منذ الدورة الأولى ويبدو من خلال البلاغ الذي أصدره المنظمون وتوصلت بيان اليوم بنسخة منه أن هذه الدورة ستشكل منعطفا أساسيا في مسار هذا المهرجان الأكاديمي الذي يستدعي إليه نخبة من الدارسين والنقاد المسرحيين من مغاربة وأجانب ليتقاسموا متعة التفكير للمسرح وفيه من الداخل بكل تلاوينه وتجلياته، ويجدر القول أن المهرجان ليس محطة سنوية لتبادل الأفكار النقاشات والتأملات النظرية فحسب، بل أنه كذلك فرصة كبيرة للتمتع بأرقى فنون الفرجة المختارة حسب طبيعة التيمة التي تشتغل عليها كل دورة من الدورات على الخصوص وفرصة للقاءات أو ربما مشاريع ثقافية، وأيضا تكريم الشخصيات التي تركت بصمة بارزة في الفعل المسرحي سواء مغاربة أو أجانب. الفرجة والمجال العام شعار الدورة القادمة من مهرجان «طنجة للفنون المشهدية، حسب المنظمين، يهدف إلى إعادة صياغة النقاش حول «المجال العام»، ومساءلة التمفصلات الفرجوية للنقد السياسي في حظيرته. كما يؤكد البلاغ أن موضوع النقاش هو استمرار لمداخلات الدورات السابقة، خاصة ندوة «فرجة التحولات/ تحولات الفرجة» (2012). المدعوون أكثر من عشرين دولة مدعوة للانضمام إلى طاولة النقاش، وعرض أفكار ممثليها وتأملاتهم حول مجموعة من الإشكاليات المختلفة التي تتعلق بالعديد من المحاور أهمها الدراسات المسرحية/ دراسات الفرجة ونظريات 'المجال العام' - فرجة الاحتجاج و'المجال العام' - المواطن المسرحي وصناعة المجال العام -صناعة المجال العام بين المجال الميديائي/ الوسائطي والمجال المسرحي - الفنون و'المجال العام' العربي لما بعد الثورات: حرية الإبداع وأخلاقيات 'المجال العام'. ويستقطب هذا الحدث العلمي والفني الكبير في دورته القادمة العديد من الباحثين والخبراء من أبرزهم: ثريا جبران (فنانة رائدة، المغرب)، حسن المنيعي (عميد النقد المسرحي بالمغرب)، كريستوفر بالم (رئيس الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي)، إيريكا فيشر (عميدة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بجامعة برلين)، باتريك إبيوو (جنوب إفريقيا)، عبد الله شقرون (كاتب مسرحي وأستاذ الأجيال، المغرب)، محمد الأشعري (سياسي وشاعر وروائي مغربي)، محمد قاوتي (كاتب مسرحي، المغرب)، ميكا فاكنر (جامعة ميونيخ)، مصطفى الحداد (جامعة عبد المالك السعدي)، محمد بهجاجي (كاتب وباحث، المغرب)، عمرو قابيل (مخرج مسرحي، مصر)، أندي لافندر (رئيس قسم المسرح بجامعة سوراي)، أحلام محتسب (جامعة كاليفورنيا)، مايكل روس (مخرج سينمائي، ألمانيا)، ريتشارد كوف (الرئيس المؤسس للجمعية الدولية لدراسات الفرجة، بريطانيا)، زهرة مكاش (جامعة ابن زهر، أكادير)، يونس لوليدي (جامعة فاس)، حسن يوسفي (جامعة مولاي إسماعيل، مكناس)، محمد سيف (مسرحي وباحث، باريس/العراق)، الحسين الشعبي (مسرحي وصحفي، المغرب)، بيتر إيكرسال (جامعة ميلبورن بأستراليا)، محمد سمير الخطيب (أستاذ باحث، مصر)، فوزية أفزال خان (أستاذة باحثة وفنانة، باكستان/الولاياتالمتحدةالأمريكية)... برنامج غني وتتوزع أشغال هذه التظاهرة على محورين أساسيين هما: محور البحث العلمي: وهو موزع على جلسات علمية، ومحاضرات رئيسية، بمشاركة مختصين في دراسات الفرجة من المغرب ودول أخرى، تتناول بالدرس والتحليل موضوع «الفرجة والمجال العام... والدورة التاسعة لندوة طنجة المشهدية بطرحها لموضوع «المجال العام» للدرس والمساءلة، لأول مرة في المغرب، تكون مفصلية في عنايتها بأسئلة الفرجة وعلاقاتها بالمجال العام، وتمفصلاتها داخل الممارسة المسرحية المتسمة بالتغير دائما. وبعد توصل إدارة الندوة باستمارات الراغبين في المشاركة وإحالتها على اللجنة العلمية لسنة 2013، والتي تتكون من: إيريكا فيشر، كريستوفر بالم، كريستل فايلر، ريتشارد كوف، مارجوري كانتر، كارول مالت، حسن يوسفي، محمد سمير الخطيب، وعز الدين بونيت، تم الاحتفاظ ب 14 مشاركة ومشاركا في ندوة الباحثين الشباب، و53 مشاركة ومشاركا في مجمل جلسات الندوة التي ستصل إلى أثنى عشر جلسة موزعة على ثلاثة أيام، مع (الترجمة الفورية في كل الجلسات). محور الإبداع الفني: يتضمن أنشطة فنية موازية ولكنها مختارة بعناية، لتعميق النقاش في موضوع الندوة. إنها لحظات تناسج الخطابات التنظيرية بواقع الحال، وانفتاح الجامعة على محيطها... ويبرز هذا المحور على شكل فرجات، ومعارض، وأوراش، تحتضنها فضاءات مختلفة، منها ما هو مغلق داخل قاعات معينة، ومنها ما هو مفتوح كساحة المشوار بالقصبة، وحدائق المندوبية، ومواقع أخرى بالمدينة القديمة بطنجة. وتشكل جميعها مجالا مختبريا خصبا لمعاينة تجارب وطنية ودولية للفرجة الخاصة بالموقع. ويبقى من الضروري الإشارة إلى أن الدورة التاسعة وحسب البرنامج الذي سطره المنظمون قد تشكل منعطفا أساسيا في المسار التصاعدي الذي شهده المهرجان على مر الدورات، حيث ستشهد هذه السنة انفتاحا كبيرا على الجمهور سواء على مستوى العروض التي من المتوقع تقديمها ضمن فعاليات 'الفرجة والمجال العام' كمسرحية 'اشكون انت؟' لمسرح أفروديت (نص محمد الأشعري/إخراج عبد المجيد الهواس)، مسرحية 'بسيكوز' لمسرح أنفاس، إخراج أسماء الهوري، أو عرض «Spring Awakening»'الفرجة والمجال العام' للمركز الدولي لدراسة للفرجة، بشراكة مع معهد المسرح بالجامعة الحرة ببرلين، وجامعة عبد المالك السعدي،'شهرزاد تتجه غربا، فرجة وسائطية من باكستان/أمريكا إضافة إلى تقديم عرض للجمهور الناشئ من توقيع فرقة 'حاجيتكم'. ومعلوم كذلك أن الدورة القادمة ستكرم الفنانة المغربية الأستاذة ثريا جبران خلال حفل الافتتاح وستتميز بأنشطة غنية فكريا ونظريا وإبداعيا، حيث ستتضمن ندوات فكرية - سهرات فنية - فرجات في فضاءات مفتوحة - أوراش فنية - لقاءات مفتوحة. وعلم حسب المنظمين أن الندوات الفكرية التي كانت تقام باللغة الانجليزية ستكون مرافقة هذه السنة بالترجمة الفورية لتعميم الفائدة على من لا يتقنون لغة شكسبير.