سؤال الوسائطية والفرجة المسرحية.. يطرح لأول مرة بالمغرب الوسائطية والفرجة المسرحية، سؤال جديد حملته انطلاقة الدورة السابعة للندوة الدولية التي ينظمها المركز الدولي لدراسات الفرجة وفرقة البحث في المسرح التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي. بمتحف القصبة التاريخي بمدينة طنجة، انطلقت يوم الخميس الماضي، الدورة السابعة التي تعرف تغطية إعلامية كبيرة بالنظر لحجم الأسماء التي تستضيفها إن على المستوى الدولي أو الوطني في إطار من الحوار وتبادل التجارب والأفكار والخبرات واللقاءات في مجال الفرجة على مساحة زمنية تمتد من 2 الى 5 يونيو الجاري. باحثون ومفكرون ومبدعون مختصون في دراسات الفرجة بعامة والوسائطية بخاصة، قدموا من جميع أنحاء العالم ومن المغرب على رأسهم المفكرة الألمانية إريكا فيشر مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بجامعة برلين الألمانية، أندي لافندر عميد البحث بجامعة لندن ورئيس مجموعة الوسائطية والفرجة المسرحية بالفيدرالية الدولية للبحث المسرحي، كابرييل براندسلتر وكريستل فايلر من الجامعة الحرة ببرلين، كما تتميز الدورة بحضور عربي ومغاربي وازن. فعن الجانب المغربي يحضر عميد النقاد المغاربة الدكتور حسن لمنيعي، والكاتب والمؤلف المسرحي محمد قاوتي، والباحث في فنون الفرجة عز الدين بونيت، إضافة إلى العديد من الأسماء الوازنة في مجال الممارسة المسرحية إبداعا ونقدا وبحثا... هذا، وكما احتفت الدورة برائد المسرح الإذاعي عبد الله شقرون، شهد يوم أمس كذلك انطلاق المحور العلمي للدورة، وهو موزع على جلسات علمية ومحاضرات رئيسية، يشارك فيها مختصون في دراسات الفرجة من المغرب ودول أخرى، تتناول بالدرس والتحليل موضوع الوسائطية في المسرح. والدورة السابعة لندوة طنجة المشهدية تطرح موضوع «الوسائطية والفرجة المسرحية» للدرس والمساءلة، لأول مرة في المغرب، من حيث عنايتها بأسئلة الوسائطية وتمفصلاتها داخل الممارسة المسرحية المتسمة دوما بالمباشرة والفرجة الحية. ترأس الجلسة الصباحية الدكتور خالد أمين، وتوزعت على ثلاث محاضرات استهلتها الأستاذة ايريكا فيشر ليشت مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بجامعة برلين الألمانية، أعقبها عرض أندي لافندر عميد البحث بجامعة لندن ورئيس مجموعة الوسائطية والفرجة المسرحية بالفيدرالية الدولية للبحث المسرحي، أما المحاضرة الثالثة فكانت للأستاذ تشيل كاتنبلت، أستاذ الإعلام والوسائطية بجامعة اتريخت، بهولندا. وانصب النقاش على المحاور الخمسة التالية: - مكانة الفرجة المسرحية الحية في إطار ثقافة تسيطر عليها وسائل الإعلام والاتصال الرقمية. - التراتبيات والاختلافات بين الفرجة الحية والفرجة الوسائطية. - الواقعية الموسعة hyperréalisme، وإعادة صياغة مفاهيم علوم المسرح. - التكنولوجيا، الاتصال المتزامن، وجسد ما بعد التمثيل. - المنعطف الفرجوي في المسرح العربي المعاصر وأسئلة «ما بعد الدراما». وتميز يوم أول أمس بزيارة علمية لموقع القصبة التاريخي تحت إشراف محافظ الموقع الدكتور عبد العزيز الإدريسي، للوقوف على مآثر السلف المغربي ووجه الهوية المغربية المتميزة. وبالمتحف التاريخي ألقت الأستاذة الأمريكية لوسي ميلبورن عرضا تحت عنوان «الكتابة الإبداعية واللغة: نموذج أصوات الشباب». وبمشاركة الأساتذة يوسف ناوري، وخالد بلقاسم من المغرب، ونصر الدين موهوب من الجزائر، التأمت مائدة مستديرة حول موضوع الشعر والتصوف، ومن جهة أخرى قدم الدكتور خالد أمين رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة آخر إصدارات الناقد المغربي حسن المنيعي، وبينما كان المخرج مسعود بوحسين يعرض آخر أعماله المسرحية «الهواوي قيد النسا» بقاعة محمد الحداد، أحيت الفرقة العلاوية الدرقاوية الشادلية ليلة روحانية تحت عنوان، السماع الصوفي آداب ووجدان، بموقع القصبة. ويمكن التأكيد على أن الندوة السابعة لطنجة المشهدية، لا تقتصر على الجانب العلمي فحسب، بل تتضمن كسابقاتها محورا ميدانيا يتضمن أنشطة فنية موازية ولكنها مرتبطة بموضوع الدورة. يتقدم هذا المحور في فرجات ومعارض تحتضنها فضاءات مختلفة، منها ما هو مغلق كمتحف القصبة ورحاب كلية الآداب بتطوان، ودار الصنائع بتطوان، وقاعة مسرح الحداد بطنجة، ومنها ما هو مفتوح كساحة المشور بالقصبة، وحدائق مندوبية وزارة الثقافة بطنجة، ومواقع أخرى بالمدينة القديمة بطنجة. جميعها تشكل مجالا مختبريا خصبا لمعاينة تجارب وطنية ودولية للفرجة الوسائطية. وبالإضافة إلى ذلك تتميز الدورة بحفل توقيع آخر الإصدارات المسرحية (وطنية وعربية، ودولية).