النسخة السابعة لندوة المركز الدولي لدراسات الفرجة تحت شعار «الوسائطية والفرجة المسرحية» و بفضاء متحف القصبة بطنجة، تنطلق يوم غد الخميس، الدورة السابعة من الندوة الدولية السنوية لفرقة البحث في المسرح التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي والمركز الدولي لدراسات الفرجة، لتمتد إلى الخامس من يونيو الجاري. وعلى غرار سابقاتها ستتميز هذه الدورة بحضور باحثين ومفكرين ومبدعين مختصين في دراسات الفرجة بعامة والوسائطية بخاصة، من 12 دولة. يقول الدكتور خالد أمين رئيس المركز الدولي لدراسة الفرجة في تصريح لبيان اليوم « أن هذه الدورة ستعرف مشاركة كل من العراق، مصر، الجزائر، فرنسا، إيطاليا، هولندا، ألمانيا، النمسا، البرازيل، كندا، أمريكا، لبنان، سوريا، وموريتانيا. ونذكر من بين المشاركين المفكرة الألمانية إريكا فيشر مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بجامعة برلين الألمانية، كابرييل براندسلتر وكريستل فايلر من الجامعة الحرة ببرلين، حسن المنيعي عميد النقد المسرحي بالمغرب، أندي لافندر عميد البحث بجامعة لندن ورئيس مجموعة الوسائطية والفرجة المسرحية بالفيدرالية الدولية للبحث المسرحي. وشخصية الدورة، مؤسس المسرح الإذاعي بالمغرب، أستاذ عبدالله شقرون، والمؤلف المسرحي محمد قاوتي، و الباحث عز الدين بونيت، إضافة إلى مجموعة من الباحثين والمهتمين. ويضيف خالد أمين «إن تزايد الاهتمام النقدي بالوسائطية في المسرح المعاصر يسعى إلى تقصي أشكال تعاطي الفرجة المسرحية للمضاعفة. فمن المؤكد أن هذه الظاهرة، التي أصبحت خاصية مميزة لبنية التفكير، تتوزع خطابات عصر «ما بعد الحداثة» لدى الغرب، ومقابلها في الضفة الجنوبية «ما بعد الاستعمار»، إذ لم يعد العالم مجرد فضاء شاسع من العناصر المتنقلة/المتحركة، بل فضاء من «الذوات الانعكاسية» المستقبلة والحوارية في أبنيتها. وتتضمن النسخة السابعة، عروضا متنوعة ضمن فقرة الفرجات الموازية، من بينها عرض منولوجات عن الثورة في مصر إضافة إلى عرض بعض الأشرطة الوثائقية. وتسعى الندوة إلى تعميق التفكير في تواتر النصوص والفضاءات الوسائطية، ومختلف العلائق الوسائطية المتاحة بينها ضمن تفاعل الوسيط المسرحي المتسم بالحيوية والمباشرة مع تقنيات السينما والتلفزيون، والتقنيات الرقمية بخاصة. سواء في ضوء النقاشات النظرية، أو ضمن مسارات التأمل الذي تخضع له أشكال الأداء والتقبل المسرحيين لهذه النصوص المفعمة بحيوية الوسائطي. حيث أن تزايد الاهتمام النقدي بالوسائطية في المسرح المعاصر . وتتوزع الندوة خلال هذه الدورة على خمسة محاور كالتالي: - مكانة الفرجة المسرحية الحية في إطار ثقافة تسيطر عليها وسائل الإعلام والاتصال الرقمية. -التراتبيات والاختلافات بين الفرجة الحية والفرجة الوسائطية. -الواقعية الموسعة، وإعادة صياغة مفاهيم علوم المسرح. - التكنولوجيا، الاتصال المتزامن، وجسد ما بعد التمثيل. -المنعطف الفرجوي في المسرح العربي المعاصر وأسئلة «ما بعد الدراما». كما تنقسم أشغال الندوة إلى محورين أساسيين: المحور العلمي: وهو موزع على جلسات علمية ومحاضرات رئيسية، يشارك مختصون في دراسات الفرجة من المغرب ودول أخرى، تتناول بالدرس والتحليل موضوع الوسائطية في المسرح. والدورة السابعة لندوة طنجة المشهدية إذ تطرح موضوع «الوسائطية والفرجة المسرحية» للدرس والمساءلة، لأول مرة في المغرب، قد تكون ندوة مفصلية في عنايتها بأسئلة الوسائطية وتمفصلاتها داخل الممارسة المسرحية المتسمة دوما بالمباشرة والفرجة الحية. المحور الميداني: فيتضمن أنشطة فنية موازية ولكنها مرتبطة بموضوع الدورة. يتقدم هذا المحور في فرجات ومعارض تحتضنها فضاءات مختلفة بالمدينة القديمة بطنجة. جميعها تشكل مجالا مختبريا خصبا لمعاينة تجارب وطنية ودولية للفرجة الوسائطية. وبالإضافة إلى ذلك تتميز الدورة بحفل توقيع آخر الإصدارات المسرحية (وطنية وعربية، ودولية) وأيضا بتكريم أحد رموز المشهد المسرحي والإعلامي المغربي عبدالله شقرون. وتجدر الإشارة إلى أن حرص المركز منذ إنشائه على تقديم مبادرات علمية وفنية مختلفة من أجل الثقافة المغربية. ومساهمته في هذا المجال لا تخفى على كل متتبع للعمل الثقافي في بلدنا. ففي الوقت الذي فضلت فيه أغلب المؤسسات الرسمية والمدنية الانسحاب أو الانسياق وراء الثقافة الاستهلاكية، اختار المركز الدولي لدراسات الفرجة المزيد من التورط والمغامرة. مدفوعا بإيمان أعضائه بقيم رأَوْها مؤسسةً للوعي الحديث ولخدمة الإنسان.