أعطت الجامعة العربية، في ختام قمتها الرابعة والعشرين، الضوء الأخضر لتسليح المعارضة السورية ومنحتها مقاعد سوريا في جامعة الدولة العربية، داعية إلى عقد قمة مصغرة بالقاهرة لإتمام المصالحة الفلسطينية. وأكد البيان الختامي للقمة اعتبار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «الممثل الشرعي الوحيد» للشعب السوري و»المحاور الأساس» مع جامعة الدول العربية، ودعت المنظمات الإقليمية والدولية إلى الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري. غير أن القرار يشير إلى تحفظات الجزائر والعراق، والنأي بالنفس بالنسبة للبنان. ويتضمن القرار العربي أيضا عقد مؤتمر دولي في إطار الأممالمتحدة من أجل إعادة الإعمار في سوريا وإلى تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمتابعة الموضوع مع الأممالمتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر.وقد ندد العرب في بيانهم بما وصفوه بالتصعيد الخطير الذي تمارسه قوات النظام السوري ضد شعبه.يشار إلى أن أمير قطر رئيس القمة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد دعا الائتلاف السوري لشغل مقعد سوريا في القمة، فيما رفع علم الاستقلال الذي تعتمده الثورة مكان العلم المعتمد من النظام السوري. وكانت فلسطين القضية البارزة الثانية التي هيمنت على أعمال القمة العربية، فقد دعا البيان الختامي إلى اعتماد مبادرة أمير قطر بعقد قمة مصغرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، وتشكيل صندوق لدعم القدس بقيمة مليار دولار أميركي أعلنت قطر عن المساهمة بربع قيمته، مشيدا بالجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس . ووجهت القمة دعوتها لمجلس الأمن من أجل الاعتراف بفلسطين بعضوية كاملة في جميع منظمات الأممالمتحدة، وأعربت عن رفضها لتهويد القدس. ودعا البيان إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، وكذلك رفع ما وصفه بالحصار الجائر المفروض على قطاع غزة. وتضمن البيان الختامي أيضا جملة من القضايا التي تهم الدول العربية، منها التأكيد على ضرورة خلو منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بهذا الشأن في المنطقة برعاية أممية. وأبدى العرب تضامنهم مع الإمارات فيما يتصل بقضية الجزر الثلاث، وتنديدهم بانتهاكات إيران للسيادة الإماراتية. كما رحبوا بالحوار الوطني في كل من البحرين واليمن. ودعا البيان إلى ضرورة تطوير جامعة الدول العربية بما يمكنها من لعب دور هام في الساحة العربية. وناشد البيان جميع القوى السياسية في كل الدول التي تشهد حراكا اجتماعيا إلى اللجوء إلى الحوار الوطني في حل المشاكل السياسية لتحقيق الاستقرار. وقد تميزت القمة بالرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس والذي أكد فيه أن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه العالم العربي، تحتم على البلدان العربية تكثيف الجهود والتنسيق والتعاون في ما بينها للنهوض بالعمل المشترك، بغية تحقيق آمال الشعوب العربية في التنمية والتقدم من خلال تشجيع مقاربة شاملة وتشاركية، تشكل قاطرة للدفع بالعمل العربي المشترك نحو تحقيق أهدافه الإستراتيجية المثلى. وقال جلالة الملك، في الرسالة التي تلاها وزيرالشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، «إننا معنيون، كل حسب موقعه، وكل حسب إمكانياته، بمستقبل المنطقة العربية، التي نتطلع جميعنا إلى أن تنعم فيها دولنا بالنمو الاقتصادي الخلاق، وبمبادئ الديمقراطية والحكامة الجيدة والعدالة الاجتماعية». وأكد جلالة الملك، في أنه «لن يتأتى تحقيق هذه الغايات المثلى، إلا بتعزيز وتضافر الجهود لاندماج أمثل بين الدول العربية ولاسيما بين الدول المغاربية».