أعرب وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، عن ثقته في أن دول الخليج ستساهم في تمويل نفقات الحملة الفرنسية في مالي. وفي مؤتمر صحفي بأبو ظبي، قال فابيوس إن «فرنسا تتوقع أن تقدم دول الخليج العربية يد المساعدة للحملة الإفريقية ضد المتمردين في مالي سواء مساعدة عينية أو مالية». وأضاف فابيوس الذي يرافق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن «وجود القوات الفرنسية في هذه الدولة الإفريقية ذات الغالبية المسلمة سيحبط محاولات تنظيم القاعدة تجنيد أفراد في المنطقة»، بحسب تقديره. من جانبه قال هولاند إن نشر قوة إفريقية مشتركة لمساعدة القوات الفرنسية في قتال الجماعات المسلحة «المرتبطة بتنظيم القاعدة» في مالي قد يستغرق أسبوعا. وأضاف متحدثا في قاعدة عسكرية فرنسية في أبوظبي التي يزورها حاليا أن القوات الفرنسية في مالي شنت خلال الليل «المزيد من الهجمات وأصابت أهدافها»، مشيرا إلى أن فرنسا «ستستمر في نشر القوات على الأرض وفي الجو»، بحسب وسائل إعلام فرنسية. وفي سياق ذي صلة، قال الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان «كل القوى الكبرى في العالم يجب أن تستخلص العبر من السياسة الأمريكية الفاشلة للتدخل في أفغانستان والعراق». بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس. وأضاف «حين بدأت فرنسا بالانسحاب في الآونة الأخيرة من أفغانستان، بدا وكأن الحكومة الفرنسية ستوسع موقفها المناهض للحرب إلى مناطق أخرى في العالم، لكنها خرقت تعهدها بالسلام عبر اجتياح الأراضي المالية بجيشها بشكل غير شرعي». وتابع «إن حركة طالبان تدين هذا الهجوم الفرنسي على أمة مسلمة، وتطالب كل دول العالم والحكومات والمنظمات بأداء دورها، ووقف مثل هذه الانتهاكات» لكي «يتمكن المسلمون في مالي من حل مشاكلهم بأنفسهم»، محذرا من أن «مثل هذه التدخلات والهجمات ليست فقط كارثية على مالي وإنما على فرنسا أيضا». في سياق آخر أشاد سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جيرار آرو، أول أمس الاثنين، بدعم شركاء فرنسا في مجلس الأمن الدولي للعملية العسكرية في مالي، قائلا إن «جميع شركائنا أقروا بأن فرنسا تتحرك طبقا للشرعية الدولية وشرعية الأممالمتحدة». وجدد التأكيد على أن الأولوية لفرنسا هي «تطبيق سريع لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2085» الصادر في 20 ديسمبر الماضي، الذي يجيز نشر قوة دولية خصوصا افريقية لاستعادة شمال مالي من أيدي الإسلاميين المسلحين. إلى ذلك كشف رئيس الوزراء الكندي «ستيفن جوزيف هاربر» عن إرسال بلاده لطائرة عسكرية لدعم القوات الفرنسية في مالي، مؤكدا أنها لن تشارك في الأعمال الحربية وأن مهامها مقتصرة على أهداف لوجستية فقط. في سياق متصل قال مسؤولو دفاع أمريكيون إن الولاياتالمتحدة تقدم معلومات للقوات الفرنسية التي تحارب مسلحين منتمين لتنظيم القاعدة في مالي، وتبحث تقديم الإمدادات اللوجستية والمراقبة والمساعدة بالنقل الجوي. وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، أول أمس الاثنين، بينما كان يبدأ جولة تستغرق أسبوعا في العواصم الأوروبية «أعلنا التزاما من جانبنا وهو أن القاعدة لن تجد أي مكان للاختباء». وتعهد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بدعم برلينلفرنسا في مهمتها العسكرية بمالي، لكن من دون إرسال قوات قتالية إلى هناك، فيما أشاد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بالعملية العسكرية، وأوضح أنه لم يتلق أي طلب للمساعدة من باريس.