إجتمع مجلس الدولي أمس الاثنين لبحث الوضع في مالي بناء على طلب من فرنسا التي واصلت قصف مواقع المسلحين في شمال مالي ، وأرسلت المزيد من القوات إلى العاصمة باماكو انتظارا لوصول قوة من دول غرب أفريقيا. يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه باريس إن الجزائر سمحت لها باستخدام مجالها الجوي. وقال المتحدث باسم البعثة الفرنسية لدى الأممالمتحدة بريوك بون إن دعوة باريس لاجتماع مجلس الأمن يشكل «خطوة من فرنسا لإبلاغ المجلس وتبادل وجهات النظر بين أعضاءه ومع الأمانة العامة للأمم المتحدة. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في بيان أول أمس إن أربعا من المقاتلات شنت غارات جوية استهدفت محيط مدينة غاو، ودمرت معسكرات تدريب ومخازن للمجموعات المسلحة، مشيرا إلى أن تدخل بلاده الجمعة الماضي حال دون سيطرة المسلحين الذين كانوا يتقدمون جنوبا على العاصمة باماكو، وتعهد الوزير بأن تستمر الغارات. وفي مالي، أكد مصدر أمني أن طائرات فرنسية أغارت بعد ظهر الأحد على معسكر كبير للمسلحين في منطقة كيدال (1500 كلم شمال باماكو) وتحديدا في أغابو (على بعد 50 كلم من كيدال) التي توجد فيها قاعدة عسكرية كبيرة لجماعة أنصار الدين. وتعهدت فرنسا بمواصلة عملياتها العسكرية، حيث قال وزير دفاعها للتلفزيون الفرنسي «الرئيس عاقد العزم تماما على ضرورة القضاء على هؤلاء الإرهابيين الذين يهددون أمن مالي وبلدنا في المنطقة وأوروبا». وبدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «أوقفنا تقدم الإرهابيين، ومن اليوم ما سنبدأ في فعله هو تدمير قواعد الإرهابيين وراء خط المواجهة». وأرسلت فرنسا زهاء 550 جنديا إلى مالي وزعوا ما بين العاصمة باماكو وبلدة موبتي التي تبعد عنها 500 كيلومتر إلى الشمال، وشوهد أكثر من 100 جندي فرنسي ينزلون من طائرة شحن عسكرية في مطار باماكو الدولي على مشارف العاصمة. وتعهدت السنغال وبوركينا فاسو والنيجر بإرسال 500 جندي من كل واحدة منها، وأعلنت نيجيريا لاحقا أنها ستسهم ب600 جندي، وبنين ب300 جندي. وقد أُعلن أمس أن قمة استثنائية لدول غرب أفريقيا ستعقد غدا الأربعاء في أبيدجان لمناقشة الوضع في مالي. غير أن محللين عسكريين عبروا عن شكوكهم في أن تتمكن الدول الأفريقية من تنفيذ عملية خاطفة لاستعادة السيطرة على شمال مالي -وهو منطقة صحراوية قليلة السكان بحجم فرنسا- وذلك لعدم توفر العتاد أو القوات البرية. من جهة أخرى يدرس الجيش الأميركي «إمكانية دعم استخباراتي وتمويني في الجو ودعم آخر للقوات الفرنسية في مال« ، وينوي بالخصوص تقديم «دعم لوجستي وزيادة تبادل المعلومات، مما يعني مشاركة طائرات أميركية من دون طيار». كما أن بريطانيا وافقت على « تقديم مساندة عسكرية لوجستية للمساعدة في سرعة نقل القوات الأجنبية والمعدات إلى مالي» لكنها لن تنشر Sقوات بريطانية في وضع قتال». أما الجزائر التي عارضت في السابق التدخل العسكري في مالي المجاورة، فقد سمحت - بحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس- لفرنسا باستخدام مجالها الجوي في تدخلها العسكري ضد المسلحين في شمال مالي، وقالت إنها على استعداد لإغلاق حدودها إذا امتد الصراع شمالا. وأوضح فابيوس أن الجزائر سمحت بالتحليق فوق أراضيها دون شروط، وأضاف أن ذلك أتاح وقف تقدم الإرهابيين نحو الجنوب. وكشف لوران فابيوس كان على اتصال بشكل منتظم مع الحكومة في الجزائر، وأنه «في الوقت الذي قصفت فيه طائرات رافال التي تم نشرها من فرنسا معاقل المتمردين في شمال مالي، أتاحت الجزائر بلا قيود التحليق فوق أراضيها، وهو ما أشكر السلطات الجزائرية عليه». وتشعر الجزائر التي تشترك مع مالي في حدود طولها ألفا كيلومتر بالقلق من أن هجوما عسكريا قد يدفع مقاتلي تنظيم القاعدة لدخول جنوبالجزائر وقد يفجر أزمة لاجئين، وقال مصدر أمني جزائري لوكالة رويترز إنه يعتقد أن الحدود ربما تكون قد أغلقت بالفعل.