اعتبر وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أحمد اخشيشن بسطات، أن تخصيص دورة المجلس الإداري لأكاديمية التربية والتكوين لجهة الشاوية ورديغة في دورته التاسعة، هذه لتقديم الحصيلة، ليس نابعا، فقط، من حاجة مؤسساتية تمليها ضرورة تطبيق القانون. وإنما من اعتبار التقويم مدخل أساسي لتصحيح أي ورش أو برنامج إصلاحي وتطويره وتجديده، ومكون من مكونات النهج التعاقدي والحكامة القائمة على ترسيخ المسؤولية التي اعتمدناها في تدبير الشأن التربوي. وأضاف اخشيشن، الذي ترأس اجتماع المجلس، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الحالية للمجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تنعقد في سياق خاص، يتميز بكونه يتزامن وفترة اختتام الموسم الدراسي الذي يشكل أول موسم دراسي في ظل الأجرأة الفعلية للبرنامج الاستعجالي لإعطاء نفس جديد للإصلاح. وقال، «إن البرنامج الاستعجالي، عرف مخاضا طويلا قبل أن يبلغ مرحلة الاستقرار التي نعمل في إطارها اليوم، إن على مستوى التشخيص، أو على مستوى ضبط هندسته وإعادة هيكلته وتجميع مشاريعه الخمسة والعشرين في أقطاب، أو على مستوى تقدير كلفته المالية وتعبئة الموارد المالية الضرورية، أو على مستوى تشكيل فرق العمل على مختلف المستويات، ووضع آليات وأدوات القيادة والتتبع والرصد والتقويم على مختلف الأصعدة، أو على مستوى صياغة البرامج الاستعجالية الجهوية ومخططات العمل المتوسطة المدى»، مشيرا إلى أن هذه المرحلة امتدت إلى غاية شهر ماي المنصرم، الذي تميز بعقد ندوات التأطير الميزانياتي التي نظمتها الوزارة، مع كل أكاديمية على حدة، من أجل تدقيق المستلزمات المالية لإنجاز المشاريع الجهوية خلال فترة البرنامج الاستعجالي بشكل عام، وسنة 2010 بشكل خاص. وأوضح الوزير بخصوص توسيع العرض المدرسي، أن شبكة المؤسسات التعليمية العمومية برسم الموسم الدراسي 2010/2009، عرفت توسعا ملحوظا، من المنتظر أن ترتفع وتيرته بشكل وازن بعد ضبط بعض التفاصيل التقنية لهذا البرنامج الضخم غير المسبوق، مبرزا، أنه تم إحداث 168 مؤسسة تعليمية، منها 61 مؤسسة بالوسط القروي. وبخصوص تأهيل الفضاءات التعليمية، أفاد الوزير أنه تمت برمجة إعادة إصلاح حوالي 2781 مؤسسة خلال الموسم الدراسي 2010/2009، حيث تم إصلاح حوالي 442 من المؤسسات، و أن الأشغال جارية حاليا لإصلاح 2332 مؤسسة أخرى. كما تمت برمجة إعادة تأهيل 229 داخلية، انتهت الأشغال في 42 منها، فيما لازالت الأشغال جارية لترميم 187 داخلية أخرى. وعلى مستوى مؤشرات ربط المؤسسات بالماء والكهرباء والصرف الصحي، أكد الوزير أن نسبة ربط مجمل المؤسسات التعليمية بالماء انتقلت من 38 في المائة سنة 2008 إلى 88ر63 سنة 2009، في حين بلغت نسبة الربط بالكهرباء 2ر82 في المائة مقابل 50 في 2008، ونسبة الربط بالصرف الصحي 6 ر45 في المائة مقابل 26 في 2008 . وفيما يخص مواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية، ذكر الوزير بالمجهودات غير المسبوقة التي تبذلها الوزارة من أجل بلورة المفهوم الجديد للعرض المدرسي في الميدان، وخاصة ما يتعلق بمواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية لشريحة واسعة من الأسر، سواء عبر دعم خدمات المطاعم والداخليات المدرسية كما وكيفا، برفع قيمة منحة الداخلية من 700 درهم للتلميذ في كل ثلاثة أشهر إلى 1260 درهم، أو بتوسيع قاعدة المستفيدين من المبادرة الملكية «مليون محفظة»، الذين تضاعفت أعدادهم بأزيد من ثلاث مرات، لتصل هذه السنة إلى 3.677.000 تلميذة وتلميذ، أو ببرنامج «تيسير» للدعم المادي المباشر للأسر، الذي ساهم في انخفاض نسبة الهدر المدرسي بالمناطق المستفيدة منه إلى 1,4% مقابل 5,5% على الصعيد الوطني، وهو ما حدا بالوزارة إلى الرفع من عدد المستفيدين من البرنامج، لينتقل من 500 79 تلميذة وتلميذ إلى 280000 تلميذة وتلميذ هذه السنة. وفي سياق آخر، أكد الوزير أن موضوع الزمن المدرسي ليس مجالا للمواجهة، بل مجال للتفاهم والتعاون ما دامت غاية الجميع هي التوصل إلى أنجع الصيغ للارتقاء بالمنظومة التربوية، مما يدعو الجميع إلى الحرص بكل الوسائل على تأمين الزمن المدرسي للتلميذات والتلاميذ، حتى نشعرهم بقيمة الوقت، ونربيهم على حسن استثماره. فالتحديات التي يطرحها البرنامج الاستعجالي، يقول الوزير، قوية وملحة وتستدعي التعبئة الشاملة والمستمرة واليقظة، والانخراط القوي لجعل الإصلاح واقعا معاشا على مستوى المؤسسات التعليمية والفصول الدراسية، بما ينسجم والمبدأ الجوهري للبرنامج الاستعجالي والمتمثل في جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين. ومن جهته، قال والي الجهة عامل إقليمسطات ، أن «المدخل الرئيس لمواجهة التحديات والرهانات الحالية والمستقبلية يتمثل في النهوض بمجال التربية والتكوين»، مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود لربح هذه الرهانات. وبعد أن ذكر بأهمية إصلاح منظومة التربية والتكوين، أكد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اضطلعت بدور هام عبر الإسهام في إنجاز بعض المشاريع، منها دور الطلبة لإيواء التلاميذ المنحدرين من أسر معوزة وتوزيع دراجات هوائية للتخفيف من معاناة التنقل. ومن جهته، استعرض مدير أكاديمية جهة الشاوية ورديغة ، الحصيلة الجهوية للبرنامج الاستعجالي وللسنة الدراسية، أبرز خلالها أهم المعطيات الإحصائية المرتبطة بتطوير التعليم الأولي وتوسيع العرض التربوي وتأهيل المؤسسات التعليمية، حيث تم تزويد 185 مؤسسة بالماء الشروب و55 مؤسسة بالكهرباء و71 مؤسسة تم تأهيلها بالمرافق الصحية. كما قدم بعض المؤشرات ذات الصلة بالقطب البيداغوجي، والتي أشار من خلالها إلى تطبيق بيداغوجيا الإدماج ب 412 مدرسة ابتدائية وست إعداديات برسم سنة 2010، وإلى احتلال مركز الأقسام التحضيرية للثانوية التأهيلية التقنية الذي تم إحداثه هذه السنة لأول مرة، المرتبة الأولى على الصعيد الوطني. وفي مجال الحكامة، أشار مدير الأكاديمية إلى تفويض الاعتمادات إلى 114 مؤسسة بنسبة بلغت 30% من ميزانية الاستغلال، وإلى ما عرفته منظومة الإعلام من تحسن ملموس يؤشر عليه تزويد 75% من المؤسسات التعليمية هذه السنة بالحواسيب والربط بشبكة الأنترنيت. وتميزت أشغال هذه الدورة، بالتوقيع على اتفاقية إطار لتمنية النقل المدرسي بالوسط القروي والشبه الحضري والارتقاء بالشغل، وقعها كل من والي الجهة ورئيس مجلس الجهة ومدير الأكاديمية والمدير الجهوي لإنعاش الشغل والكفاءات. كما تميزت بتقديم اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري لتوصياتها واقتراحاتها فيما يخص النهوض بأوضاع المنظومة وتحسين جودة التعليم بالجهة.