عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. فردوس الحبيب كتب هذه البكائية التي تسيل بوحا وتبريحا وجيه فهمي صلاح ولحنها أمير الناي والألحان الشجية،عبد الحميد بنبراهيم، وشداها بصوت حنون محمد علي0 ويحت لهوت عن الهوى وهجرت فردوس الحبيب وأضاعت أغلى ما ملكت وهمت في كل الدروب حيران ما بين الضلوع ووحشة عمري الرهيب أشكو فلا الأصباح تصغيني ولا أذن المغيب فكأن ذنبي ياحبيبي ليس يغفر في الذنوب فكأن قلبك صار صخرا لا يلينه نحيبي اليوم عدت إلى هواك أستمحي موجور الطيوب اليوم وجدي يستغيت بكل جارحة غضوب روحي تدوب ندامة وتقول ياحبيبي