عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. *** شتان مابين واش يفسد حلم المغرمين وواش تعطر نفحاته ألفتهم المكتومة. تلك هي عبرة هذه الأنشودة التي رسم كلماتها نزار قباني ووقع إيقاعاتها عبد الرحيم السقاط وغناها عبد الوهاب الدكالي وشاية أأنتَ الذي يا حبيبي .. نَقَلْتَ لِزُرْقِ العصافير أخْبارَنَا ؟ تَدُقُّ مناقيرُها الحُمرُ شُبَّاكَنا وتُغْرِقُ مَضْجَعَنَا زَقْزَقَاتٍ ومَنْ أخْبَرَ النَحْلَ عن دارنا ؟ فجاءَ يُقاسمُنا دارَنَا يُزَرْكِشُ بالنور جُدْرَانَنَا ؟ وَمَنْ قَصَّ قِصَّتَنا للفَرَاشِ ؟ سَيَفْضَحُنا يا حبيبي العبيرُ فقد عَرَفَ الطيبُ مِيعادَنا ... وَمَنْ قَصَّ قِصَّتَنا للفَرَاشِ ؟ فراحَ يُلاحقُ آثارَنا سَيَفْضَحُنا يا حبيبي العبيرُ فقد عَرَفَ الطيبُ مِيعادَنا ...