أكد فتح الله السجلماسي الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط٬ يوم الجمعة الماضي، أن الاتحاد عازم على مواكبة جهود بلدان المغرب العربي من أجل إعطاء دفعة جديدة للاندماج الإقليمي. وقال السجلماسي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب ندوة حول المغرب العربي٬ انعقدت ما بين 11 و13 يوليوز بويلتون بارك (65 كلم جنوبلندن)٬ إن المشاريع العديدة التي يعمل الاتحاد من أجل المتوسط على تعزيزها ترتبط بهذه الإرادة لتقوية الاندماج في المغرب العربي. وأوضح أن هذا الاندماج٬ الذي يحمل الكثير من الآمال والانتظارات٬ يمثل عاملا مسرعا للتنمية لكافة المنطقة٬ مؤكدا أن الاتحاد من أجل المتوسط يعمل كمنعش للمشاريع ذات الطبيعة السوسيو اقتصادية من أجل مواكبة مختلف الحكومات في إعداد استراتيجياتها خاصة في مجال الاندماج الإقليمي. وبعد أن أشار على سبيل المثال إلى مشروع الطريق السيار المغاربي٬ أبرز السجلماسي أن الاتحاد من أجل المتوسط يعمل أيضا حول مشاريع التعليم العالي٬ مذكرا بالمصادقة على مستوى الاتحاد على مشروع الجامعة الأورومتوسطية لفاس الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس أهمية كبيرة. وقال إن هذه الجامعة ستمثل إشعاعا مغاربيا ومتوسطيا٬ مضيفا أن الاتحاد من أجل المتوسط ينشط أيضا في مجالات أخرى مثل البيئة والطاقات المتجددة لمواكبة برنامج الطاقة الشمسية والريحية بالمغرب فضلا عن مشاريع مغاربية. وبهدف تكييف عملها مع البيئة الحالية٬ وضع الاتحاد من أجل المتوسط أولويات جديدة منها خلق فرص الشغل والنهوض بالمرأة داخل المجتمع وعالم الأعمال٬ موضحا أنه تم إعداد برامج في هذا الإطار مع المؤسسات العمومية والخاصة المغاربية٬ وذلك بهدف إعطاء قيمة مضافة والمساهمة على رفع التحديات التي تفرضها مشاكل البطالة والتعليم والشغل التي توجد على رأس انشغالات المنطقة. وأعرب السجلماسي٬ من جهة أخرى٬ عن أمله في تجسيد الاندماج المغاربي على أرض الواقع٬ مضيفا أن كل شيء جاهز حتى تستطيع كافة البلدان المعنية اغتنام هذه الفرصة لوضع المنطقة على طريق النمو. وأضاف «نحن في لحظة تاريخية لإعادة إحياء الاندماج من أجل الإجابة على تحديات الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي». وبعد أن هنأ حضور جميع البلدان المغاربية في هذه الندوة٬ وخاصة المغرب الذي مثله وفد يرأسه الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني٬ أكد السجلماسي على أهمية مشاركة الاتحاد من أجل المتوسط في هذا اللقاء على اعتبار أن المغرب العربي يعد من المناطق ذات الأولوية من أجل تطوير إستراتيجية الاتحاد من أجل المتوسط. وشكلت ندوة ويلتون بارك٬ التي انعقدت تحت شعار «الاقتصاد في المغرب العربي٬ محركا للازدهار والاندماج الإقليمي»٬ مناسبة لبحث وسائل لتطوير الإمكانات الاقتصادية لبلدان المغرب العربي وتشجع التعاون المغاربي. وشارك في هذه الندوة العديد من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين وكذا المستثمرين والباحثين الأكاديميين.