غيرتس: وجدنا صعوبة في تجاوز «أسود التيرانغا» انهزم الفريق الوطني لكرة القدم يوم الجمعة الماضي، بهدف لصفر أمام نظيره السينغالي في المباراة الودية التي جمعتهما بملعب مراكش الكبير. وتعتبر هذه المباراة محكا إعداديا للعناصر الوطنية قبيل السفر إلى بانجول لمواجهة المنتخب الغامبي، عن الدور التمهيدي للإقصائيات المؤهلة لكأس افريقيا للأمم وكأس العالم الذي ستحتضنها البرازيل 2014. وجرت المباراة أمام جمهور قارب 3500 متفرج أغلبيته من الجالية السينغالية المقيمة بالمغرب والمتكونة في أغلبها من الطلبة، والتي قاد أطوارها طاقم تحكيمي من تونس متكون من جواد نصر الله بمساعدة عبد المومن كامل وكامل السوسي . وعرفت المباراة حضور عناصر محترفة ومحلية منهم من حمل القميص الوطني لأول مرة من قبيل كريم فانا، وعصام العدوة، ولاعبي الماص كشمس الدين الشطيبي، وحمزة بورزوق، وسعيد الحموني. واعتبر الناخب الوطني إيريك غيريتس، أن المباراة تدخل في إطار الإعداد القبلي لتهييء العناصر الوطنية للاستحقاقات القادمة، والوقوف على جاهزية اللاعبين في أفق البحث عن تشكيلة قارة، نظرا لغياب العديد من العناصر التي اعتادت الحضور رفقة الفريق الوطني وغابت بسبب الإصابة أو عدم التنافسية كمروان الشماخ، ويوسف حجي، وكريستيان بصير، وبدر القادوري . وكان أول تهديد حقيقي لصالح «أسود التيرانغا» في الدقيقة العاشرة بعد قدفة قوية لموسى كوناطي، غير أن تدخل الحارس المياغري أنقذ مرماه من هدف محقق وبعد دقيقة من ذلك افلح نفس اللاعب من توقيع هدف السبق بعد هجمة مضادة من الجهة اليسرى قادها بابيس ديمبا . أول رد فعل لصالح العناصر الوطنية جاء اثر ضربة رأسية لياسين الصالحي في الدقيقة 17، غير أن كرته مرت فوق القائم الأفقي للحارس السينيغالي أوصمان، وأمام الانضباط التكتيكي للعناصر السينغالية اعتمد لاعبو الفريق الوطني على المرتدات بواسطة كل من بوصوفة والصالحي، و الضربات الثابثة عن طريق برادة وبلهندة لكن دون جدوى. وظهر جليا أن العناصر الوطنية لم تكن في المستوى حيث كان اداؤها باهتا، لاسيما مع نهاية البطولات الأوربية إذ برز ضعف على مستوى الظهيرين في الوقت الذي كان فيه وسط الميدان متفككا و لم يقو على تمرير الكرات للجهة الأمامية، مما جعل هجوم الفريق الوطني عاجزا عن الوصول لمرمى منتخب السينيغال، وخلال الشوط الثاني أقحم غيريتس كل من الخالقي والعدوة وأيت فانا ولمرابط، في محاولة لمنح قيمة مضافة للعناصر الوطنية، غير أن تكثل الدفاع والاعتماد على ملء وسط الميدان شكل حاجزا مما زاد من صعوبة مهمة الفريق الوطني. بالمقابل اكتست هجمات الزوار طابع الخطورة غير أنها افتقدت للدقة والتركيز في غالب الاحيان. وكاد ابراهيما ثوري أن يوقع الهدف الثاني للتيرانغا بعد هفوة دفاعية لينفرد بالحارس المياغري غير أن الكرة مرت فوق المرمى بقليل وذلك في الدقيقة 55 ليتبعها ساديو ماني بقدفة ثانية في الدقيقة 80. واعتمد لاعبو المنتخب السنيغالي على تنويع اللعب مما أربك دفاع الفريق الوطني الذي بدا متفككا، الشيء الذي حدا بغيريتس إلى تغيير كل من رشيد السليماني وصلاح الدين السعيدي، بيد أن هذا التغيير لم يعط أكله لتستمر النتيجة عما كانت عليه خلال الشوط الثاني . وعموما فأن أداء الفريق الوطني لم يكن بالنضج التقني والتكتيكي والبدني، حيث ينتظر الناخب الوطني عمل كبير قبل مواجهة غامبيا في الثاني من الشهر المقبل، والكوت ديفوار في التاسع من نفس الشهر على أرضية ملعب مراكش الكبير، وهما مواجهتان محفوفتان بالمخاطر ما لم يتم تصحيح الاختلالات التي ظهرت في خطوط المنتخب المغربي، وعرت واقع حاله وفضحت أخطاءه الشيء الذي يلزم تصحيح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.